أوكرانيا.. أرض الميعاد المرتقبة لـ”إسرائيل”
في خطوة ليست الأولى من نوعها لحل النزاع الغربي – الروسي في أوكرانيا بادر ستة قادة أفارقة لإيجاد حلّ للنزاع القائم بين البلدَين، حيث أعلن رئيس جنوب أفريقيا “سيريل رامابوزا” موافقة الرئيسَين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي ” على استقبال البعثة وقادة الدول الأفريقية” في موسكو وكييف، وذلك بعد اتصالات جرت من قبل الدول المبادِرة بأطراف النزاع، الأسبوع الماضي، قدّمت خلالها مسودة حل من زامبيا والسنغال وجمهورية الكونغو وأوغندا ومصر وجنوب أفريقيا.
في هذا السياق، تم الاتصال بالدبلوماسي الروسي السابق “فيتشسلاف ماتوزوف” للوقوف على هذه المبادرة، وسؤاله عن مصيرها، فأكد في حديثه لموقع “العهد” الإخباري أن: “كل هذه المبادرات الدوليّة لن تصل إلى مبتغاها”، معللاً بأنها لم تأخذ بعين الإعتبار أن أوكرانيا وقيادتها هي أداة ووكيل عن الدول غربية بشكل عام ووشنطن بشكل خاص، وتدير المعركة نيابة عنهم ضد روسيا”.
وأضاف: “فقدت كييف قوميتها وشرعية قرارها وسيادته بانصياعها للوصاية الأميركية، مؤكدًا أن أي شيء يمكن أن يصرح به “زيلنسكي” هو نابع من إرادة واشنطن ولمصلحتها، وبالتالي فإن أوكرانيا تنتهج الأسلوب الأميركي عسكريًّا وسياسيًّا وإعلاميًّا في حربها ضد موسكو”.
وأشار ماتوزوف في حديثه لموقع “العهد” الاخباري إلى أن بلاده لم تعتمد سياسات الأرض المحروقة وقتل المدنيين والقضاء على البنى التحتية لخصمها معتبرًا أن ما ترجوه من هذه المعركة هو عدم إخضاع أوكرانيا لسياسات واشنطن والإذعان لإدارتها”.
وبيّن في حديثه لـ”العهد” أنه “خلال شهر نيسان من العام 2022، أي بعد شهرين على بدء العملية الروسية في أوكرانيا، توصل طرفا النزاع إلى اتفاق شفهي برعاية تركية لوقف الحرب، حيث التقى آنذاك وزراء خارجية دول الصراع في إسطمبول، لكنه جوبه برفض أميركي بريطاني، ظاهره أوكراني، لعدم تحقيق أي إنجاز عسكري لمحور الغرب”.
وكشف الدبلوماسي الروسي السابق في حديثه للـ”العهد” أن المعركة التي تديرها الولايات المتحدة تعود لسببين أساسيين:
أولًّا: جعل أوكرانيا ساحة لتجربة وبيع الأسلحة الأميركية الجديدة.
ثانيًا: “صهينة البلاد وتهويدها في محاولة لإيجاد أرض معياد “لإسرائيل” بدلًا من فلسطين المحتلة بسبب ما يشهده الكيان الصهيوني من ضعف وتحوله من قوة هجوم إلى الدفاع، بالإضافة إلى ازدياد هجرة المستوطنين وتفاقم الأزمات المختلفة لدى حكومة العدو، مما يضعها على شفير سقوط كيانها في أي وقت”.
وختم ماتوزوف حديثه قائلًا: “إن روسيا اليوم تخوض حربًا وجودية مع دول الغرب التي تهدف في كل حروبها إلى الحفاظ على “إسرائيل”، وإن كل ما تدعيه بشأن حلف شمال الأطلسي و”الناتو” ليست إلا حججًا واهية لتنفيذ مخططاتها الاستعمارية”.