خاص “عكس الاتجاه نيوز” : الدفاع المدني الفلسطيني ولادة حديثة ودور بارز وفعّال…!! عثمان بدر
لا نذيع سرّاً حين نقول ان مؤسسات وجمعيات المجتمع الفلسطيني هبّت منذ اللحظات الاولى لتفشّي (وباء كورونا) لتعويض النقص الذي خلّفه غياب الجهات المعنيّة اي (وزارة الصحّة اللبنانيّة) و(الاونروا) و(منظمة عكس الاتجاهر) و(الفصائل الفلسطينية) و(اللجان الشعبيّة)،وبدأت غالبية الجمعيات بالتضامن والتكافل او كل على حده تعمل لمنع تسرّب (الفايروس) الى المخيمات حسب ظروف كل جمعيّة وامكانياتها الماديّة و(اللوجستيّة)،وكان لافتاً الدور المميز ل(الدفاع المدني الفلسطيني) في هذه الازمة وفي غيرها من الازمات،وعلى الرغم من كونه حديث الولادة اذ تم تأسيسه عام 2016 فقد اثبت جدارة على اكثر من صعيد،فقد لعب على سبيل المثال لا الحصر دوراً طليعيّاً وفعّالاَ في الاسهام باطفاء الحرائق التي شبّت في غير منطقة لبنانيّة خلال الصيف الماضي،كما اسهم على النطاق المخيماتي الضيق في اطفاء العديد من الحرائق التي اشتعلت في بعض البيوت والمؤسسات والمحال التجاريّة لا بل فقد كان لمتطوعيّه في كثير من الاحيان بعض المواقف الانسانيّة والاخلاقيّة التي تتعدّى صلاحياتهم واختصاصهم وتنم عن انسانيّة وشهامّة كانقاذ مريض او نقله الى المستشفى او مساعدة مسنٍ في امرٍ ما او حتى تنظيم السير والقيام بحملات نظافة وماشابه ذلك…
ف(الدفاع المدني الفلسطيني) الذي تأسس بمبادرةٍ شبابيّةٍ و بتمويلٍ من مؤسسة (ارك_ARK) العالميّة يضم بين صفوفه قرابة ثلاثمائة متطوعٍ من ستّة مخيمات الفلسطينية ولا يتلقّى اي منهم راتباً او مساعدة ماليّة او حتى مكآفأة،فهم متطوعون دون اجرٍ او طمع براتبٍ او منصبٍ ويطمح القيمون عليه ان يتوافر لهم الدعم المادي و(اللوجستي) من اجل رفع عدد المتطوعين الى ستمائة متطوّعٍ ليتمكّنوا من الانتشار في بقيّة المخيمات والتجمعات الفلسطينيّة وفتح افرع ل(الدفاع المدني) فيها،خاصّة وان عقد التمويل مع مؤسسة (ارك_ARK) قد انتهى منذ شهر حزيران من السنة الماضيّة ما يعني ان (الدفاع المدني) يعاني حالياً من ازمّة تمويلية ورغم ذلك فان افراده يُصّرون على القيام بواجباتهم وخاصّة في ظل (ازمة الكورونا)…
رئيس فوج (الدفاع المدني) في (مخيم نهرالبارد)،المتطوّع خالد محمد بهار، شرح في حديث خاص ل(التحرّي نيوز) عن الخطّة التي تم وضعها لمنع انتشار (فايروس كورونا) في (المخيمات)،وقال:”لقد وضعنا خطّة لمدّة شهرين تتضمّن تعقيم جميع المخيمات الفلسطينية بحيث تشمل عمليّة التعقيم كافّة البيوت والمنازل والحارات والاسواق والمحال التجاريّة والشوراع والازقّة وذلك بالتعاون مع (الصليب الاحمر الدولي) و(الصليب الاحمر اللبناني) و(جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني) لنكون شركاء حقيقيين في هذه القضيّة وبالطبع فان الباب مفتوح لاي مؤسسة واو جمعية تريد المشاركة معنا،هذا بالاضافة الى الدور الارشادي الذي نقوم به وتوجيه النصح لفض التجمعات التي قد تحصل نتيجة امر ما،او امام المقاهي وفي الحارات،كما اننا نتواصل مع جميع الجهات المعنيّة لضبط المخيمات ولاجراء عمليات الفحص الطبي للداخلين اليها والخارجين منها ضمن امكانياتنا المحدود والمتواضعة،واذا توافرت لنا وسائل الدعم فليس من شك انه سيكون هناك اجراءات اضافيّة،مع الاشارة في هذا السياق اننا نعاني من ازمة تمويليّة مردّها الى انتهاء عقد التمويل مع (جمعيّة ارك_ARK) منذ شهر حزيران الماضي،مع التأكيد ان هذه الاجراءات ستشمل جميع المخيمات والتجمعات الفلسطينية وليس فقط المخيمات التي نتواجد فيها ولنا بها مقار”.
وخلص السيد بهار الى القول:”هناك توجّه نحو اغلاق المخيمات على ان يكون دورنا كدفاع مدني ضبط الدخول اليها والخروج منها من الناحيّة الطبيّة بحيث يتم تعقيم الداخلين والخارجين واجراء الفحص الطبي لهم،ونحن على اهبة الاستعداد على مدار الساعة تحسّباً لكل طاريء…”