الأخبار العربيّة

أبناء الشمال ليسوا مواطنين من ” الدرجة الثالثة” ونوابهم يتحملون مسؤولية…عثمان بدر

لا يمكن باي حال من الاحوال ان نرى مواطناً واحداً تتصل جذوره بجذور الارز الشامخ الاّ ويرفض و يستنكر ويدين بشدة ما تتعرض له الفيحاء خصوصاً والشمال عموماً من ظلم وجور واهمال واستهتار اهلك فيهما الحرث والنسل ودمّر البنيان وقتل الانسان ويكفي لاي متبصرٍ على استبيان حقيقة ما تتعرضان له على يد ذوي القربى ان يقوم بجولة واحدة في ارجاء المدينة او في قرية من قرى عكار ليرى ما تقشعر له الابدان و تشيب منه الولدان,فستة عقودٍ من الحرمان الممنهج والمقصود مدة كافية لان تجعل من كل منهما “خربة” مهجورة لا سيما وان الدولة والسياسيين على حد سواء يتعاطون معهما على انهما “خزان بشري” تُغرف منه الاصوات عند الاستحقاقات الانتخابية وعلى ان ابناءهما مواطنين من “الدرجة الثالثة” لتسهيل عملية استغلالهم وهذا ما ادّى الى افقارهما وشيوع البطالة في صفوف شبابهما وبروز بعض آلآفات الاجتماعية التي لا تمت الى عادات وتقاليد المجتمع الشمالي بصلة…
لسنا نغالي بالقول ان ما تتعرض له طرابلس ومعها الشمال برمته يقع في خانة الاستهداف المشبوه والغريب عن اللغة الوطنية والمعتقد والاهداف التي تحويها تنوعاتهما الاجتماعية والطائفية والمذهبية والفكرية والتي كانت وستظل رغم محاولات الفرقة والتفرقة متكاتفة ومتضامنة ومتحابة لترسيخ دعائم الوحدة الوطنية وصون الاستقلال…
ستون عاماً و نيّف من الحرمان المدروس مدة كفيلة بان توصل الشمال الى حافّة الانهيار ولان تحاصر الشماليين بالفقر من كل حدب وصوب حتى في “لقمة عيشهم” و”تكاليف تعليم الابناء” و”فاتورة الدواء” و تُسهّل عملية “تطويعهم” وابتزازهم على الاصعدة جميعاً وخاصة “انتخابياً” كما خطط واراد البعض لاهداف شخصية ضيقة ضارباً عرض الحائط بالمصلحة الوطنية العليا والصالح العام…
ان بقاء الشمال وعاصمته طرابلس على ما هما عليه من سوء و تردٍ لم يعد معيباً فحسب بل يصب في خانة التآمر عليهما خاصة في هذه الظروف المصيرية التي تعصف في منطقتنا العربية برمتها والتحديات الجسام التي تواجهنا ما يفرض تغييراً جوهرياً في السياسية المتبعة تجاههما واعطائهما القدر الكافي من الاهتمام والرعاية لتنمية مواردهما البشرية وتعزيز حق ابنائهما في العيش الكريم تحت سقف القانون وبرعاية الدولة الديمقراطية المتحضّرة التي لا تميز بين منطقة واخرى او بين احدٍ من ابنائها…
ليس من شك ان المستقبل الذي يريده ابناء الشمال ويتطلعون اليه ليس مستحيل البناء ولا هو ضرباً من ضروب الخيال وكل ما يحتاجه تحقيقه الارادة من جميع السياسيين والجهات المعنية والمسؤولة من اجل استثمار الانسان كقيمة انسانية والاّ فلا مستقبل للوطن برمته وهذا امر ينبغي ان تتنبّه له الحكومة العتيدة وان تأخذه في الحسبان…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى