قوى سياسية متهمة بالفساد تتحرك على دعم ” الثورة” .. عمر ابراهيم
لا يختلف اثنان على أن جزءً كبيرا من ” الثائرين” الذين كانوا خرجوا مع بداية الحراك الى الشوارع كانوا قد ضاقوا ذرعا بممارسة السلطة السياسية وكفروا بدولة يعشعش فيها الفساد وتنخر السرقات ما تبقى من هيكلها المتداعي منذ عقود.
كما لا يختلف اثنان ان معظم من كانوا يبيتون لياليهم في الشوارع ويمضون معظم اوقاتهم في ساحات الاعتصام هم من الغيورين على البلد والخائفين على مستقبلهم في دولة ما تزال تكابر على الاعتراف بحقوقهم ويرفض من يسيطر على مصدر القرار فيها التنازل عما يعتبره حق مقدس بعد ان اعطى لنفسه وكالة في اغتصاب المناصب والتحكم بها وفق اهوائه وخدمة لمصالحه الشخصية والحزبية والطائفية.
كثيرون هم من آمنوا بهذه” الثورة” وشعاراتها وعملوا على دعمها بما تيسر من امكانات ، لكن صدق نوايا هؤلاء معطوف عليها قلة خبرتهم جعلهم عرضة للاستغلال من قوى سياسية لها أهداف مغايرة كليا لما ينادون به، فضلا عن انهم بنظر هؤلاء ” الثائرين” شركاء للسلطة في الفساد ، لكن بعد خروج هذه القوى السياسية من السلطة باتت تسعى البوم لتسجيل نقاط في السياسة على خصومها ، وهو ما دفع شريحة كبيرة من ” الثائرين” ضد الفساد الى ترك ساحات الاعتصام والانكفاء عن المشاركة في التحركات التي تشهدها بعض المناطق ولا سيما طرابلس.
من الطبيعي ان لا تقوى مجموعات شبابية من شرائح مختلفة وقسم منها من الطبقة المثقفة على مكر القوى السياسية والحزبية الذين لهم اجندات خاصة ربما لا تنسجم مع تطلعاتهم، او ربما تكون معاكسة لاهدافهم، على غرار ما حصل في بيروت قبل ايام من مواجهات كانت تقف خلفها قوى سياسية مولت نقل مشاركين ومشاغبين من البقاع وطرابلس وعكار والضنية والمنية .
من البديهي ايضا ان لا تتفوق خبرة هؤلاء على بعض القوى السياسية التي باتت شريكا مضاربا للمعتصمين، وتتحكم ببعض تفاصيل التحركات الميدانية ان كان في ساحات الاعتصام او على الطرقات .
حسابات كثيرة تفرض نفسها على “الثائرين” منها تلك التي تسعى لاستغلالهم من اجل تحقيق مكاسب سياسية او لتصفية حسابات شخصية ، وقد استخدمت عنصر المال الذي كانت حجبته عن المحتاجين بهدف تمويل تحركات مؤخرا من طرابلس الى بيروت وبقية المناطق ، وهذه التحركات تخدم مصالح هؤلاء بعيدا عن أهداف وغايات ” الثائرين “.