التسول واطفال الشوارع في طرابلس .. أزمة اجتماعية ام تقصير من البلدية ؟.. عثمان بدر
عشرات القرارات التي اتخذتها المجالس البلدية المتعاقبة على سدّة بلدية طرابلس بمن فيها المجلس الحالي، وتنص على مكافحة التسوّل في المدينة لم تفلح من وضع حدٍ لهذه الظاهرة أو الحد من انتشارها، فأما انها بقيت حبراً على ورق ولم تجد طريقها إلى التنفيذ، او ان تنفيذها كان موسمياً او استعراضياً ليس إلاّ، وفي كلتا الحالتين فإن الرابح دائماً هي: “عصابات التسول” التي تتمكن من فرض سيطرتها على الشوارع والطرقات طولاً وعرضاً وتنشر أفرادها فيها بطريقة استفزازية بما يسيء إلى وجه المدينة الحضاري وينعكس قباحة على الفيحاء التي يبدو أنها باتت “متحفاً” لكل البشاعات في ظل الاستهتار واللامبالاة والغياب الفعلي للبلدية واجهزتها..
واليوم وفي الغياب الصارخ والفاضح والواضح والمعيب للبلدية واجهزتها فإن “مافيا المتسوّلين” تنشط بشكل كبير مستغلة “الغفلة” و”السبات العميق” للبلدية من اجل ممارسة نشاطاتها على صعيد واسع وتبتكر الوسائل والطرائق لتحقيق “مكاسبها” وأهدافها، والحديث عن التسوّل لا يمكن أن يتم بمعزلٍ عن الحديث عن “أطفال الشوارع” الذين يجوبون الشوارع ذهاباً وإياباً وهم يبيعون “العلكة” و”غزل البنات” و”السمسمية” و”العبيدية” و”جوز الهند”و”اوراق المحارم” وسواها… على مرأى الشرطة البلدية والجهات المعنية ومسمعها ودون ان تحرك اي من الجهات المعنيّة ساكناً…
فالمطلوب من البلدية وأجهزتها المختصة القيام بحملة مكافحة جدية يكون فيها الحزم سيد الموقف والصرامة العنوان، فقد آن الاوان أن يتم تنظيف الفيحاء من كافة مظاهر البشاعة والقباحة التي تسيء إلى وجهها الحضاري الجميل!!