هذه باب التبانة .. الموصوفة بالارهاب والحرمان .. عثمان بدر
يُعرف عنها انها من اكثر المناطق فقراً وفوضويةً وعشوائيّة على ساحل البحر الابيض المتوسط,غير ان ما لا يعرفه الكثيرون ان من رحمها ولد العدد الاكبر من الاغنياء واصحاب رؤوس الاموال والاطباء والمهندسين واساتذة المدارس والجامعات وكبار التجّار وسواهم من شرائح المجتمع الطرابلسي,فبين جنباتها يعيش القوي والضعيف والامي والمتعلم والعلماني كما المتدّين,هي في سجلات الدولة تسمّى “باب التبانة” ولكنها عُرفت في ما مضى باسم “باب الذهب” غير انه وبمرور الايام وبفعل اكثر من ستين سنةٍ من الاستهتار واللامبالاة بها وبأهلها اصبحت تعرف باسم “باب الفقر” وبات البعض لغاية في نفسه يوصمها ظلماً وعدواناً ب”الارهاب” لا لذنب اقترفته الاّ لان جُل اهلها وسكانها من الفقراء ومن “المتدينين”……
“التبانة” ام الفقراء وهي المرجع لابناء الفيحاء دون استثناء لا بل لابناء الشمال من اقصاه الى اقصاه ففيها يتربع سوق الخضار الرئيس في المنطقة ولا يبعد عن نهرها الشهير “ابي علي” سوى امتارٍ قليلة وتنتشر محلات وعربات الخضار على ضفتيه حيث تشهد الشوارع ازدحاماً كبيراً في السير بسبب انتشار الزبائن الذين يأتون اليها من كل فج وعميق ومن مختلف المناطق والبلدات والقرى لشراء الخضار والفاكهة نظراً لرخصها الى حدٍ كبيرٍ عن بقية المناطق والاحياء وينسحب رخص الاسعار فيها على جميع السلع والبضائع ومستلزمات الحياة الضرورية بما يتناسب وميزانية جميع اطياف المجتمع ما اهّلها ويؤهلها لان تلعب دوراً محورياً وهاماً في حياة المدينة والمنطقة على الرغم من كونها تعاني الاهمال والحرمان وكل صنوف القهر والتنكيل بسمعتها وسمعة ابنائها الذين لا يقيمون وزناً لكل ما يُشاع عنهم وعن منطقتهم وكل ما يعنيهم ويشغل بالهم ويقلق مضاجعهم هو تأمين قوت عيالهم اليومي لا سيما وان غالبيتهم من العمال المياومين الذين اذا عملوا اكلوا واطعموا عائلاتهم واذا تعطّلوا استدانوا “ربطة الخبز”……
على الرغم من الفقر والحرمان والنقص الكبير في خدمات الدولة والبلدية على حدٍ سواء فان ابناء التبانة اوجدوا لانفسهم فسحة من الامل ليعلّلوا انفسهم بها علّهم يصحون ذات صباح وقد وجدوا احلامهم في تحسين واقع منطقتهم تحوّلت الى حقيقة ولهذا فانهم يشاركون في (الثورة) بقوّة وزخم علّ وعسى يحدثون تغييراً ليس في منطقتهم فحسب بل في وطنهم باكمله……؟؟