هل ستتعثر مسيرة الحريري وينجحون باقصائه؟… (سفير اشمال:مرسال الترس)
ما جرى خلال الاسبوع الفائت وتحديداً في الساعات الثماني والاربعين الماضية ذكّر اللبنانيين بما شهدوه في شهر آيار عام 1992 حين قامت “ثورة الدواليب” بوجه الرئيس الراحل عمر كرامي وأدت لاستقالته، وتردد حينها أن رجل الاعمال رفيق الحريري (أصبح بعدها رئيساً للحكومة) لم يكن بعيداً عنها.
فالازمة المالية والاقتصادية المتراكمة منذ أشهر بدأت بـ “صدفة غريبة” تظهر الى السطح بعد الزيارة الشهيرة التي قام بها الى لبنان مؤخراً الموفد الاميركي مارشال بيلنغسلي وهدّد خلالها بشد الخناق المالي والعقابي على رقاب حزب الله. فلم تكد طائرته تغلق أبوابها وتغادر الاجواء اللبنانية حتى بدأت أسعار الدولار الاميركي بالارتفاع إزاء الليرة اللبنانية حتى تخطت يوم الخميس الفائت عتبة الالف وستمئة ليرة لا بل قاربت الالف والسبعمئة عند البعض، أي بارتفاع لافت عن السعر الرسمي المستقر منذ عقود على الالف وخمسمئة ليرة.
وازمة اسعار الدولار انعكست بالطبع على اسعار المحروقات والسلع الغذائية ناهيك عن المتربصين بالعهد وحكومته وتناغمهما مع المقاومة، والذين (أي المتربصين) بدأوا يمارسون لعبتهم الدنيئة بالتلاعب باسعار العملة كخفافيش الليل، مذكرين اللبنانيين بمنتصف ثمانينيات القرن الماضي، خصوصاً بعد وصول المسّيرات الاسرائيلية الى قلب الضاحية الجنوبية والرد المناسب على ذلك عبر ثكنة افيفيم الحدودية للعدو الاسرائيلي وما رافق ذلك من الاعلان عن تعديل قواعد الاشتباك!
وتزامنت محاولات حرق العملة اللبنانية مع خطوات مفاجئة على الارض بحجة إضراب محطات المحروقات والشركات المستوردة والموزّعة. حتى أن “ذنب أبليس” الذي يتحكم بوسائل التواصل الاجتماعي بدأ يروج أخبار وأفلام مركبة عن قطع طرقات وتجمعات احتجاجية، كما كان يحصل على هامش “الربيع العربي” و “الفوضى الخلاّقة” في بعض الدول العربية من قِبَل أعرق وسائل الاعلام العالمية التي كانت تشتهر بمصداقيتها.
على خط مواز وللتعمية على ما يحصل، كانت أبواق الغرف الاعلامية السوداء ترّوج بان ما يحصل هو نتيجة تهريب الدولار الى سوريا، مع التذكير بان الجارة الشقيقة كانت باشد الحاجة لتفعل ذلك منذ ثماني سنوات عندما انطلقت حرب الارهاب العالمية على أرضها، وليس الآن بعد استعادتها زمام الامور بنفسها وبقوة.
بعض اللبنانيين الغاطسين في وحول الوعود العرقوبية الاميركية ذهبوا الى حد مطالبة الرئيس الحريري بالاستقالة، حرصاً عليه كما يدّعون. فيما يؤكد العديد من المتابعين أن ساكن السرايا ليس في هذا الوارد إطلاقاً خصوصاً وأنه مطمئن الى دعم أفرقاء فاعلين على الساحة الداخلية. ولذلك فهو كثّف الاجتماعات واللقاءات لمواجهة المستجدات. فيما كان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون العائد بالامس من الاراضي الاميركية، والذي لمّح الى إمكانية فتح كوة في العلاقة مع سوريا من أجل قضية النازحين يحذر “من أن هناك بعض الضغوطات الخارجية وهي ليست بجديدة، وعلينا مواجهتها مجتمعين”.