عن رحلة البحث عن الدولار بين المصارف والصيارفة!… (سفير الشمال: حسناء سعادة)
الليرة بخير والدولار متوفر في الاسواق هذا ما يؤكده المعنيون يوميا، فيما الوقائع على الارض تشير الى العكس حسب عدد من المواطنين الذين اشتكوا ل “” معاناتهم في رحلة البحث عن الدولار لدفع مستحقات عليهم، بين سند سيارة او سند منزل او قسط جامعة او غيرها من المدفوعات بالعملة الصعبة.
تقول وداد وهي تعمل مرشدة اجتماعية في احدى الجمعيات الناشطة انها لا تفهم من امور النقد والاقتصاد الا ما يختص بشؤون تدبير ميزانية بيتها، توازي بين المدخول والمصروف وتدخر بعض الاموال لتعليم اولادها الثلاثة، حيث اختار كبيرهم الجامعة اللبنانية، فيما حاز الثاني منحة دراسية خارج البلاد ليلتحق الثالث بجامعة خاصة.
تضيف وداد ان قسط الجامعة استحق في الرابع عشر من الشهر الجاري فقصدت المصرف الذي تدخر به لسحب المبلغ، الا انها فوجئت بانه لا يمكنها سحب اي مبلغ قبل العشرين من الشهر الجاري كونها تملك دفتر توفير مغلق شهريا، وبعد اخذ ورد اقتنعت بوجهة نظر المصرف على مضض، واستدانت المبلغ من صديقتها، ودفعت القسط المستحق على امل ان ترد الاموال المستدانة في موعد الاستحقاق الشهري لدفتر التوفير، فقصدت المصرف في اليوم الموعود وطلبت سحب سبعة الاف دولار اميركي من حسابها المودع بالدولار الاميركي، لكنها فوجئت ايضا بالموظف المعني يشرح لها انه لا يمكنها سحب اكثر من اربعة الاف دولار، وان السبب نقص بالدولار، والمفاجأة الاكبر انها تسلمت المبلغ المذكور باكمله بقطع من فئة العشرين دولارا.
بدوره يشرح سمير انه قصد احد الصيارفة لشراء ثلاثمئة دولار اميركي الا انه فوجىء بالسعر الذي لامس ال 1580 ليرة لبنانية وعندما اعترض قال له الصيرفي ” بيفتح الله”.
من جهته يؤكد انطوان انه تلاسن مع موظف المصرف الذي رفض ان يتسلم سند سيارته المستحق بالدولار بالليرة اللبنانية رغم انه كان وعلى مدى سنوات يدفع بالليرة والمصرف يقوم بعملية التحويل.
اما شفيق فقد دار على معظم محال الصيرفة في منطقته ليتمكن من تحويل مليوني ليرة لبنانية الى الدولار الاميركي كي يدفع سندا مستحقا فيما اكد كمال ان التاجر الذي باعه السيارة رفض ان يقبض ثمنها بالليرة اللبنانية تحسبا من ارتفاع سعر صرف الدولار.
الى هؤلاء هناك شريحة كبيرة من المواطنين باتت حائرة في امرها هل تصدق تطمينات المسؤولين المعنيين ام تعمد الى تحويل اموالها الى الدولار؟…هل تبقي مدخراتها في المصارف ام ان ابقاءها في المنازل بات افضل؟…هل تشتكي والى من،لاسيما انه لم يتم توقيف اي مخالف لتوجيهات الوزارات المعنية بهذا الموضوع حتى الساعة؟.