المقالات

الجامعة اللبنانية في عكار.. حق ضائع بين خلافات السياسة… (السفير:أحمد الحسن)

عند بداية كل عام دراسي يقف الطلاب العكاريون الذين انهوا المرحلة الثانوية ليبحثوا عن جامعة يستطيعون الالتحاق بها من دون اعباء باهظة تثقل كاهل أهاليهم في الجامعات الخاصة التي وجدت في محافظة عكار ولكن نظرا للوضع الاقتصادي المزري الذي يعاني منه الكثير من العكاريين يجبر الطالب العكاري على اللجوء الى الجامعة اللبنانية الوطنية التي يفتقدها في محافظته التي تقبع تحت حرمان مزمن وغياب شبه كامل للدولة فيعاني الآلاف منهم من مشقة قطع عشرات بل مئات الكيلومترات كل صباح من عكار الى فروع الجامعة اللبنانية في طرابلس او في بيروت او في مناطق أخرى. 

 

كثيرة هي الصرخات التي اطلقت لبناء فرع للجامعة اللبنانية في عكار رأفة بأبنائها من الطلاب الا انها كلها باءت بالفشل وسط تضليل سياسي وحرمان مزمن فمنذ العام 2011 وقع رئيس الحكومة سعد الحريري بروتوكولا بين وزارتي التربية والزراعة والجامعة اللبنانية ينص على تخصيص 62 ألف مترا مربعا من الأراضي مع المباني الواقعة عليها للجامعة اللبنانية في عكار. فيما أقر مجلس الوزراء مرسوم انشاء الجامعة وتم رصد الأموال اللازمة وإنجاز الخرائط والدراسات للاختصاصات والشعب المزمع افتتاحها في المباني الحالية في العبدة ريثما يتم إنشاء المجمع الجامعي. مرورا باقرار مجلس الوزراء مطلع العام 2018 فتح فروع جديدة لكليات ومعاهد في الجامعة في عكار وبعلبك- الهرمل وكسروان- جبيل، والبترون، لكن الى الان ما يزال الانتظار سيد الموقف حيث النتيجة واحدة ومعروفة وهي ان لا جامعة لبنانية وطنية في عكار.

 

ووسط هذا الانتظار لا يغيب عن بال احد الخلاف السياسي الذي نشب بين نواب عكار على مكان الجامعة اللبنانية عقب موافقة مجلس الوزراء عام 2018 على فتح فرع لها حيث طالب نواب كتلة لبنان القوي بانشاء فرع للجامعة اللبنانية في تل عباس، ما اثار حفيظة نواب تيار المستقبل في عكار فأعلنوا رفضهم الكلي لهذا الاقتراح وتمسكهم ببناء الجامعة اللبنانية في ببنين – العبدة حيث ثقل سكان عكار ..

 

هذا الخلاف وبحسب الكثير من المتابعين بدأ يحول دون البدء بانشاء فرع الجامعة اللبنانية في عكار، خصوصا أن إنطلاق هذا المشروع قد يحتاج من 10 الى 15 سنة للانتهاء منه في ظل سياسة الاستلشاق الرسمية المتبعة مع هذه المحافظة، الامر الذي يدل على ان حاجات المواطن اللبناني مهما كانت ملحة توقفها السياسة في لبنان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى