حين تهبط سورية في قلب العاصفة لا تسأل عن التفاصيل فالكرامة وصلت

بقلم محمد ضياء الدّين بديوي رئيس تحرير عكس الاتّجاه نيوز و مستشار إبداعي في الشّؤون الإعلاميّة و الرّمزيّة
في لحظة فارقة من تاريخ المنطقة هبطت طائرة الرئيس السوري أحمد الشرع على أرض الدوحة لا كضيف عابر بل كصوت عربي أصيل يحمل في نبرته وجع الأمة وكرامة الأرض استقبله الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني نائب رئيس الوزراء القطري ووزير الدولة لشؤون الدفاع عند سلم الطائرة في مشهد لا يخلو من الرمزية سورية ليست على الهامش بل في صدارة الحدث وفي قلب القرار العربي
القمة العربية الإسلامية الطارئة التي دعت إليها قطر جاءت كرد جماعي على العدوان الإسرائيلي الغادر الذي استهدف أراضيها في سابقة خطيرة تمس سيادة دولة عربية وتضع المنطقة أمام اختبار أخلاقي وسياسي حاد لم يكن العدوان مجرد قصف بل محاولة اغتيال لدور الوساطة الذي تلعبه قطر ورسالة تهديد لكل من يجرؤ على السعي للسلام
في هذا السياق تبرز مشاركة أحمد الشرع ليس فقط كممثل لسورية بل كحامل لرسالة تتجاوز الجغرافيا وتخاطب الضمير العربي والإسلامي فالقمة بلا سورية ليست قمة لأن سورية هي الذاكرة وهي الجرح وهي البوصلة التي لا تنحرف
الأنظار تتجه إلى الكلمة التي سيلقيها الرئيس الشرع والتي يتوقع أن تكون من أكثر الكلمات تأثيرا في القمة فالرجل الذي قاد بلاده في أصعب الظروف يحمل اليوم على كتفيه مسؤولية التعبير عن موقف سورية من العدوان ومن الصمت ومن التخاذل ومن التواطؤ
فمن المتوقع أن تتضمن كلمته إدانة واضحة للعدوان الإسرائيلي على قطر بوصفه انتهاكا صارخا للقانون الدولي وتهديدا للأمن العربي الجماعي دعوة لتوحيد الصف العربي والإسلامي في مواجهة الغطرسة الإسرائيلية وتحويل الإدانات إلى إجراءات عملية تأكيد على أن أمن قطر هو أمن سورية وأن الاعتداء على أي دولة عربية هو اعتداء على الجميع
و لكن الأهم أن الشرع سيخاطب القمة بلغة النخوة لا بلغة المجاملات سيذكرهم أن الكرامة لا تتجزأ وأن من لا يغضب لقطر لن يغضب لغزة ولا للقدس ولا لدمشق
فالرئيس أحمد الشرع لا يأتي إلى الدوحة ببدلة رسمية فقط بل يحمل معه إرثا من المواقف التي جعلت من سورية صوتا لا يشترى ولا يباع في كل ظهور له يثبت أن النخوة ليست شعارا بل ممارسة سياسية وأن الدفاع عن الحق لا يحتاج إلى إذن من أحد
ففي زمن تتكاثر فيه البيانات الباردة يطلّ الشرع كمن يسكب ماء على وجه الأمة لتستيقظ حضوره في القمة هو تذكير بأن سورية رغم الجراح لا تزال قادرة على أن تكون ضميرا حيا وأن النخوة العربية ليست منقرضة بل تتجلى حين يتكلم من يعرف كيف يضع الكرامة قبل السياسة
و القمة الطارئة في الدوحة ليست مجرد اجتماع بل لحظة اختبار للوعي العربي وإذا كانت قطر قد بادرت بالدعوة فإن سورية عبر أحمد الشرع تعيد تعريف معنى القمة ليست من يجتمعون بل من يقررون أن يكونوا صوتا للحق
ففي زمن تتكلم فيه الطائرات أكثر من الكلمات جاءت طائرة الشرع لتقول نحن هنا لا لنشهد بل لنقرر لأن سورية حين تحضر لا تكتفي بالمشاركة بل تفرض إيقاعها على النقاش وتعيد ترتيب الأولويات
عكـس الاتّـجاه نيـوز
الحقيقـة الكاملـة
معــاً نصنع إعـلاماً جـديداً