من رماد السلطة الى بذور الأمل

من رماد السلطة إلى بذور الأمل
بقلم محمد ضياء الدّين بديوي رئيس تحرير عكس الاتّجاه نيوز و مستشار إبداعي في الشّؤون الإعلاميّة و الرّمزيّة
مزاد سيارات النظام البائد خطوة نحو استرداد الكرامة
ففي لحظة فارقة من التاريخ السوري حيث تتشابك الندوب مع إرادة النهوض يطل حدث بيع سيارات عائلة الرئيس السابق في مزاد علني كعلامة مضيئة وسط العتمة أربع سيارات فارهة كانت تجسد الترف والهيمنة تُعرض اليوم للبيع ويُقدر ثمنها بعشرين مليون دولار تُخصص لصندوق التنمية السوري
وما يبدو للوهلة الأولى عملية بيع هو في جوهره فعل يعيد توجيه البوصلة الوطنية نحو العدالة ويمنح السوريين فرصة لاستعادة المعنى
من مظاهر التسلط إلى أدوات للشفاءهذه السيارات لم تكن وسائل نقل بل امتداد لسلطة استبدادية استعرضت قوتها على حساب كرامة الناس واليوم تُعرض للبيع
لا لتُستبدل برموز جديدة بل لتُحول إلى أدوات نفع عام إنها لحظة يتجلى فيها التحول من الاستعراض إلى الخدمة من التفاخر إلى الترميم
بيع هذه الرموز يُعد تفكيك واع لمظاهر التسلط وإعادة توظيفها في خدمة من تضرروا منها إنها خطوة تقول بوضوح ما كان يُستخدم لإهانتكم يُستخدم الآن لترميم حياتكم
صندوق التنمية السوري من المال المنهوب إلى الأمل المعاد
المزاد يأتي في سياق إطلاق صندوق التنمية السوري الذي يهدف إلى تمويل مشاريع البنية التحتية والخدمات الأساسية تخصيص مبلغ كبير لهذا الصندوق من عائدات المزاد يفتح باب عملي لإعادة الإعمار ويمنح المواطن السوري فرصة لرؤية توظيف المال العام في خدمة الناس لا في خدمة النخب إنها لحظة يُعاد فيها توجيه المال من جيوب السلطة إلى حاجات الشعب في مشهد يُعيد الاعتبار لفكرة الدولة كراعية للكرامة لا كحارسة للامتيازات
ويُعد المزاد جزء من سردية جديدة تحاول السلطة الحالية صياغتها سردية القطيعة مع الماضي والشفافية وإعادة الإعمار وبينما لا تكفي الرمزية وحدها لتغيير الواقع فإنها تفتح نافذة نحو الأمل وتمنح السوريين فرصة لتخيل مستقبل مختلف إنها إشارة إلى بداية قطيعة رمزية مع الماضي
حيث لا تُدفن الذاكرة بل يُعاد توظيفها في بناء جديد أكثر عدالة وإنصاف
لمزاد كمنصة للنقاش والمشاركةالحدث أثار نقاش عام حول العدالة والمحاسبة وإعادة التوزيع وهو ما يساهم في رفع الوعي السياسي ويُحفز المبادرات الشعبية للمساءلة والمشاركة رؤية الدولة تبيع رموزها القديمة قد تُلهم المواطنين للمطالبة بمزيد من الشفافية وتفتح الباب أمام مراقبة استخدام الأموال وتوجيهها نحو مشاريع تخدم الناس
من المزاد إلى استرداد الكرامةالمزاد لا يبيع سيارات فقط بل يبيع الية ظلم قديمة ويشتري بها حياة جديدة فمن التسلط إلى المشاركة من الإنكار إلى الاعتراف إنه دعوة لإعادة كتابة التاريخ من زاوية الشعب لا من زاوية السلطة وقد يكون مقدمة لمطالبات أوسع ليس فقط بيع السيارات بل كشف ملفات الفساد واسترجاع الأموال وفتح باب العدالة على مصراعيه
ان وضع سيارات النظام البائد في المزاد ليس حدث اقتصادي بل فعل يحمل بذور التحول
فإنه إعلان بأن ما كان يُستخدم لإهانة الناس يمكن أن يُستخدم اليوم لترميم حياتهم وبينما لا تُبنى الأوطان بالمزادات وحدها فإنها تُبنى بالرموز التي تُعيد الاعتبار للكرامة وبالخطوات التي تُشعل شمعة في نفق طويل
في سوريا اليوم كل خطوة نحو العدالة انتصار للروح وكل تحويل للرمز إلى خدمة إعلان بأن الأمل لا يزال ممكن وأن الكرامة يمكن أن تُسترد ولو من مزاد علني
#عكس_الاتجاه_نيوز
#الحقيقة_الكاملة
#معاَ_نصنع_إعلاماً_جديداً
لمتابعة آخر الأخبار والتّطورات على موقعنا الإلكتروني :
👇👇
www.aksaletgah.com