المقالات

الصّين تخلع القفازات النّوويّة وتلوّح بالفناء الشّامل

بقلم محمد ضياء الدّين بديوي رئيس تحرير عكس الاتّجاه نيوز و مستشار إبداعي في الشّؤون الإعلاميّة و الرّمزيّة

عرض عسكري يحوّل الذكرى إلى نبوءة ويعيد رسم خرائط الردع العالمي

في بكين لم يكن العرض العسكري احتفالا بل كان صفعة على وجه التاريخ
في الذكرى الثمانين لانتصار الصين في الحرب العالمية الثانية لم تكتف بكين بالزهور بل أطلقت صواريخ
لم تكتف بالتصفيق بل كشفت عن أنيابها النووية
لم يكن العرض عرضا بل كان بيانا ناريا بلغة لا يفهمها إلا من يقرأ الخرائط بالدم

الثالوث النووي الصيني حين يصبح الردع طقسًا مقدسًا

الصين لم تعد تكتفي بالردع النظري
الآن تملك الثالوث النووي الكامل
صواريخ تطلق من البر
صواريخ تنطلق من البحر
وصواريخ تهبط من السماء كقدر لا يُرد

  • من البر جاء الوحش دونغفينغ واحد وستين
  • من البحر خرج جولانغ ثلاثة من أحشاء الغواصات النووية
  • ومن الجو حلق جينغلي واحد كأن التاريخ نفسه يطير

كل هذه الصواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية
كلها تقول للعالم نحن نملك مفاتيح الفناء

قاتل غوام والفرط صوتية حين يصبح الهدف جزيرة والنبوءة صاروخ

الصين عرضت دونغفينغ ستة وعشرين دي
صاروخ بمدى خمسة آلاف كيلومتر
يسمونه قاتل غوام
لكن غوام ليست الهدف
الهدف هو ما تمثله غوام
الوجود الأميركي في المحيط الهادئ
الهيمنة التي تظن نفسها خالدة

ثم جاء دونغفينغ سبعة عشر ويينغجي واحد وعشرين
صواريخ فرط صوتية
تتجاوز الصوت وتتجاوز الدفاعات وتتجاوز المنطق
صواريخ لا تُعترض بل تُخشى

السماء الصينية تزداد ظلاما الطائرات الشبحية والدرونات القتالية

ظهرت جي ستة عشر وجي خمسة عشر تي
مقاتلات لا تطير بل تزمجر
ظهرت كونغجينغ خمسمئة اي وستمئة
طائرات إنذار مبكر كأنها عيون التنين

ثم ظهرت الدرونات الشبحية
لا تحمل طيارًا بل تحمل نية
نية القتال بلا رحمة
بجانب طائرات شحن عملاقة
كأن السماء نفسها تستعد للحرب

دلالات العرض العسكري حين يصبح العرض إعلانا والسكوت خيانة

الصين لم تعرض قوتها بل عرضت نيتها
رسالة إلى أميركا
نحن نراكم ونستطيع الوصول إليكم
رسالة إلى أوروبا
نحن لسنا بعيدين كما تظنون
رسالة إلى آسيا
نحن هنا ونحن جاهزون

رسالة إلى الداخل
نحن لم نعد ننتظر اعترافا
نحن نكتب التاريخ بصواريخنا

التأثير العالمي حين ترتجف الخرائط وتعيد الدول حساباتها

الولايات المتحدة ستعيد التفكير
أوروبا ستعيد التموضع
التحالفات ستعيد تعريف نفسها
العالم لم يعد كما كان
والردع لم يعد حكرًا على الغرب

ما حدث في بكين ليس عرضا
بل نبوءة
ليس احتفالا
بل إعلان حرب باردة جديدة
لكنها ليست باردة
إنها نووية
فرط صوتية
شبحية
صينية

أيها العالم
لا تنظر إلى الصواريخ
انظر إلى ما بعدها
حين يصبح الصمت أخطر من الانفجار

هذا النص حصري لمنصة عكس الاتجاه نيوز
ولا يُنقل إلا بإذن من التاريخ نفسه

عكـس الاتّـجاه نيـوز
الحقيقـة الكاملـة
معــاً نصنع إعـلاماً جـديداً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى