بقلم غالية صرماياتي _ دمشق
تتجلّى القوة الحقيقيّة للفن حين يصبح مرآةً للذات وصوتاً للمرحلة ورسالةً تتجاوز حدود الكلمات .
فأغنية “عندي اكتفاء” للفنّانة أصالة نصري تنتمي إلى هذا النّوع من الأعمال التي لا تُكتفى بسرد المشاعر فقط بل تُعيد صياغة المفاهيم .
و بأسلوبٍ يتّسم بالصّدق والجّرأة تعبّر أصالة عن لحظة نضجٍ داخليّ حيث يتحوّل الاكتفاء من حالة دفاعية إلى إعلان استقلال وجدانيّ .
و هذا العمل الفنّي لا يعبّر فقط عن تجربة شخصية بل يلامس وجدان جمهورٍ واسع يعيش تحوّلات مشابهة ويبحث عن صوتٍ يُعبّر عنه بصدق .
و الأغنية التي كتب كلماتها الشّاعر مصطفى حدّوتة ولحّنها الملحن إيهاب عبد الواحد جاءت بتوزيع موسيقيّ حديث من توقيع كولبيكس بوي لتُقدّم أصالة من خلالها رسالة فنّيّة عميقة حول الاكتفاء الذّاتي والكرامة بعد تجربة فُراق بأسلوبها المعروف الذي يجمع بين القوّة التّعبيريّة والصّدق العاطفيّ .
فقد استهلّت أصالة الأغنية بمقطع لاقى رواجاً واسعاً على منصّات التّواصل الاجتماعي تقول فيه :
” عندي إكتفاء بالنّفس
ولا حاجة ولا حوجة
واللي بياخده البحر
بترجّعه الموجة “
هذا العمل يُعدّ امتداداً لخطٍّ فنّي تبنتّه أصالة في السّنوات الأخيرة حيث تسعى إلى تقديم محتوى غنائيّ يُلامس الواقع النّفسي والاجتماعي لجمهورها ويُعبّر عن تحوّلات داخليّة تعكس تجاربها الشّخصيّة والفنّيّة .
وقد حقّقت الأغنية نسب مشاهدة مرتفعة منذ إطلاقها وتصدّرت قوائم الاستماع على عددٍ من المنصّات الرّقميّة في مؤشّرٍ واضح على تفاعل الجّمهور مع مضمونها وجرأتها التّعبيريّة .
و يُذكر أنّ أصالة كانت قد عادت مؤخّراً إلى بيروت بعد غيابٍ دام ٢٧ عاماً في حفلٍ جماهيريّ وصفته الصّحافة الفنّيّة بأنّه ” عودة تاريخيّة ” وتستعدّ حالياً لإحياء سلسلةٍ من الحفلات في عددٍ من العواصم العربيّة أبرزها :
الدّوحة في يناير المقبل .
و بهذا العمل تُثبت أصالة مجدّداً قدرتها على التّجديد والتّأثير وتُكرّس مكانتها كواحدةٍ من أبرز الأصوات العربيّة التي تجمع بين الأصالة والتّطوّر الفنّيّ .
عكـس الاتّـجاه نيـوز
الحقيقـة الكاملـة
معــاً نصنع إعـلاماً جـديداً
