مقالات

عزام الغريب… من زنزانة فلسطين إلى بوابة النّهضة في حلب

بقلم محمد ضياء الدّين بديوي رئيس تحرير عكس الاتّجاه نيوز و مستشار إبداعي في الشّؤون الإعلاميّة و الرّمزيّة

اسم رجل تتبدل فيه ملامح السلطة وتُعاد فيه كتابة التاريخ بأقلامٍ خرجت من خنادق الثورة لا من صالونات السياسة
يسطع اسم المهندس عزام الغريب كأحد أبرز وجوه التحول الوطني في سورياجامعا بين التجربة الثورية والكفاءة الإداريةوالروح الإنسانية المتجذرة في الألم والأمل
ولد الغريب في مدينة سراقب بمحافظة إدلب عام 1985
لكنه نشأ في حلب المدينة التي ستغدو لاحقا مسرحا لتحولاته الكبرى
لم يكن طريقه مفروشا بالامتيازات
بل بدأه في زنزانات فرع فلسطين والمخابرات الجوية بين عامي 2003 و2005 حيث ذاق مرارة الاعتقال السياسي في ريعان شبابه ما شكل وعيه الوطني والإنساني على نحوٍ عميق
ورغم خلفيته العلمية في طب الأسنان وهندسة التحكم الآلي
اختار الغريب أن يكون في قلب الثورة السورية
فأسّس لواء عاصفة الشمال
ثم شغل منصب نائب قائد الجبهة الشامية قبل أن يصبح قائدها العام حتى عام 2023 لم يكن مجرد قائد عسكري بل رجلا يحمل في قلبه مشروعا وطنيا يرى في كل معركة فرصة لبناء الإنسان قبل تحرير الأرض
وفي 21 ديسمبر 2024 تم تعيينه محافظا لحلب في خطوة اعتبرها كثيرون بداية لمرحلة جديدة من الحكم المحلي حيث تنتقل السلطة من رموز النظام القديم إلى أبناء الثورة الذين خبروا وجع الناس وشاركوا في صياغة أحلامهم
منذ توليه المنصب أطلق عزام الغريب مشاريع تنموية غير مسبوقة أبرزها
تنظيم الحيدرية مشروع سكني يضم أكثر من 600 وحدة بكلفة 40 مليون دولار لإعادة تأهيل المناطق المتضررة مول المهندسين أول مجمع تجاري من نوعه في شمال سوريا يوفر آلاف فرص العمل ويعيد الحياة الاقتصادية إلى قلب المدينة
مطار مدني مشترك بين حلب وإدلب خطوة رمزية نحو توحيد المناطق المحررة وتكريس التعاون بين المحافظات
ولم تقتصر إنجازاته على البنية التحتية بل امتدت إلى الجانب الإنساني والاجتماعي حيث أطلق مبادرة البيت الآمن لإيواء الأسر النازحة مع توفير دعم نفسي للأطفال وشارك في حملات تطوعية مثل شتاء دافئ ورمضان الخير
مؤكدا أن المسؤولية لا تعني الانفصال عن الناس
بل الانغماس في همومهم وأفراحهم
في مجال التعليم
دعم تأسيس معهد تقني صناعي لتأهيل الكوادر في مجالات الكهرباء والميكانيك والبرمجيات ونظم ملتقى الجامعات في المناطق المحررة لتعزيز التنسيق الأكاديمي وتبادل الخبرات
كما أطلق برنامج حلب الخضراء لتشجير الشوارع وتأهيل الحدائق العامة إلى جانب صندوق دعم المشاريع الصغيرة لتمكين الشباب والنساء اقتصاديا عبر منح تمويلات وتدريب إداري
عزام الغريب ليس مجرد محافظ بل هو مهندس لمرحلة انتقالية تعاد فيها صياغة مفاهيم القيادة وتستبدل الشعارات الجوفاء بمشاريع ملموسةويستبدل التسلط الإداري بالاحتضان الإنساني
إنه رجل خرج من ظلمة الزنازين ليضيء دروب المدن ومن خنادق القتال ليبني جسورا نحو المستقبل
وفي زمنٍ يبحث فيه السوريون عن رموز تحمل وجعهم وتترجم آمالهم يبدو عزام الغريب واحدا من أولئك الذين لا يكتفون بالنجاة من المحن
بل يحولونها إلى منارات للنهضة

عكـس الاتّـجاه نيـوز
الحقيقـة الكاملـة
معــاً نصنع إعـلاماً جـديداً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى