مقالات

فرنسا والحرب الأهلية…..!

حذر وزير الدفاع الفرنسي من حرب أهلية، وترافق ذلك مع مواقف سياسية محلية وعربية تحذر من خطر النزوح من مناطق تشهد عدواناً صهيونياً- دولياً يستهدف المدنيين والمباني والمؤسسات الاجتماعية والصحية والمالية وعلى مرأى من العالم، وصمت يندى له الجبين وهجمة إعلامية تستهدف بيئة المقا.ومة وتشوه سمعتها وتفتري عليها وتتهمها بأنها تشكل خطراً على أماكن تواجدها من خلال تمرير منشورات وتحذيرات بأن العدو سيقصف أماكن الإيواء هنا وهناك…!وأمام هذا المشهد لم تتحرك حكومة تصريف الأعمال التي تملك القرار بتحريك الأجهزة الأمنية المعنية ولا النيابات العامة التي تتحرك كونها تمثل الحق العام وتحرس المجتمع وتضمن الحقوق العامة والخاصة، والتي تحول دون الدخول في الفتنة التي تحاك ليلاً نهاراً من أعداء الخارج وعملاء الداخل، واستغلال الأزمات من العدوان الصهيوني ومن خلفه من المطبّعين الذين يريدون شراً في لبنان وتغييراً في المعادلات خشية انتصار المحور وهزيمة العدو، والتي لها تداعياتها الاستراتيجية وإفشال أهداف العدو بإقامة شرق أوسط جديد بزعامة الكيان المؤقت وإقامة (اسرائيل الكبرى)…!

وبناءً على ما تقدم، يتبين أن الحديث عن حرب أهلية وعلى لسان وزير الدفاع الفرنسي هو مقدمة وتحضير الرأي العام وتكرار مشهد الحرب الأهلية التي استمرت خمس عشرة سنة بدءاً من أحداث نيسان ١٩٧٥ حتى مؤتمر الطائف حيث تمخض عنه وثيقة الطائف سنة ١٩٨٩ التي عُدّل بموجبها الدستور  اللبناني، وما زالت آثارها ماثلة حتى تاريخه من تهجير وتغيير ديموغرافي دفعه الشعب اللبناني بمختلف فئاته وطوائفه ومناطقه…!

تنهض من تزاحم الأحداث منذ اغتيال الرئيس الحريري سنة ٢٠٠٥ وعدوان تموز ٢٠٠٦ وما تلاه من تحريك العصابات الإرهابية وخلق مناخ توتر من مظاهرات وانهيار العملة اللبنانية وأزمة المصارف وتفجير مرفأ بيروت والعدوان الأخير تساؤلات عديدة منها:

١- لماذا عمد وزير الدفاع الفرنسي الى إثارة موضوع الحرب الأهلية في هذا الوقت بالتحديد؟

٢- هل الساحة اللبنانية مؤهلة للدخول في حرب أهلية تأكل الأخضر واليابس إذا بقي الأخضر أو اليابس؟

٣- لمصلحة من خلق هذا المناخ السلبي وتحريك وسائل الإعلام ووسائل التواصل لإثارة حالة العداء تجاه النازحين اللبنانيين؟

٤- أليست الغارات الصهيونية التي تقصف النازحين في أماكن تواجدهم تهدف إلى خلق بيئة معادية تؤدي إلى الفتنة بين اللبنانيين؟

د. نزيه منصور

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى