اليمن بين محاربة إسرائيل ومواجهة العرب المطبعين
عندما بدأت الحرب على اليمن عام 2014 وأنشئ التحالف العربي تحت مسمى عاصفة الحزم بأمر ومشاركة أميركا وبريطانيا وفرنسا وكانت السعودية عرابة هذا التحالف لضرب اليمن بحجة مساعدة الرئيس هادي بمواجهة ثورة 21 سبتمر الشعبية اليمنية بقيادة السيد عبد الملك الحوثي خوفا” من تمدد إيران في اليمن كما يزعمون في حجتهم لقصف اليمن ولكن الواقع هو عكس تلك الأدعاءات فالثورة الشعبية انتفضت على الواقع الذي يزداد فساد وترهل في الإدارات وتراجع اليمن اقتصاديا” في عهد هادي فأتت الثورة الحوثية لإنقاذ اليمن من التبعية التي كانت تتخبط بها بعد أن شعروا بأن هذا الأمر سوف يأخذ اليمن إلى المكان الذي تريده السعودية والدول العربية المطبعة مع العدو وهذا ما لا يرضاه الشرفاء لليمن فهذه الدولة التي حاربت الأستعمار للحفاظ على هويتها الوطنية لن تكون إلا وطنية ونتيجة لهذا الواقع كانت الثورة اليمنية التي انطلقت من صعدة الشمالية والمناطق المجاورة ووصلت بسهولة إلى العاصمة صنعاء وفرضت سيطرتها عليها فبدأت السعودية بالتنسيق مع الأميركي وبعض الدول العربية العمل لأتخاذ قرار الحرب ضد الثورة اليمنية لمساعدة عبد ربه منصور هادي الساعة الثانية صباح 26 مارس من العام 2015 بدأت الحرب السعودية على اليمن بمشاركة التحالف العربي الأميركي الصهيوني تحت عنوان( إعادة الأمل) فهذه التسمية وحدها تكفي للدلالة عن مدى حقد هذا التحالف ضد المقاومة اليمنية فالأمل بالنسبة لهم هو تدمير اليمن وقتل الأطفال والنساء في أبشع حرب شنت على اليمن وانصار الله بحجة الأمل ولكن الهدف هو منع الثورة الشعبية من التمدد فهذا التحالف يدرك قوة انصار الله وبحال سيطرتهم على اليمن سوف يكون نهاية حلم تمدد المخطط الموالي لأميركا وإسرائيل ولأنهم أصحاب الحق والقضية وبصبرهم وثباتهم تمكنت الثورة الشعبية اليمنية من الصمود وهزيمة هذا التحالف الكبير وهنا ندرك أهمية المقاومة التي حافظت على اليمن عربية مقاومة بوجه الظلم والفساد والأهم بوجه العدو الإسرائيلي الذي كان لليمن شرف فتح جبهة مساندة الأخوة في غزة بعد طوفان الأقصى وفرض أنصار الله الطوق على البحر الأحمر فكانت هزيمة العدو الأقتصادية من اليمن الشريف اليوم وعندما تنطلق المسيرات من اليمن لقصف تل أبيب وتصل الطائرات وتحقق أهدافها فهذا دليل عن مدى قوة هذه المقاومة التي تدافع عن المقدسات الفلسطينية المغتصبة وسط تخاذل عربي واضح وفاضح وما حصل أمس من رد إسرائيلي على الحديدة كان مؤلما” ليس بسبب القصف الإسرائيلي إنما بسماح بعض الدول العربية بمرور طائرات العدو بأجواءها لأستهداف اليمن علما” بأن هذه الدول قد تبلغت من إسرائيل بهذه الضربة قبل خمس ساعات من تنفيذهاما حصل بعد الغارة الإسرائيلية على الحديدة في اليمن غير جميع المعادلات خصوصا” بعد الرد الفوري بتصريح الناطق الرسمي للقوات المسلحة العميد يحيى سريع الذي كان أكثر من واضح بأن هذه الضربة لن تثنينا عن المتابعة في نصرة غزة ولدينا كل الحق بالدفاع عن اليمن وغزة ومحور المقاومة هذا البيان يثبت بأن المقاومة في اليمن وبتوجه من امين عام انصار الله السيد عبد الملك الحوثي سائرون على طريق الحق في قضية الأمة ولن يتخلوا عنها بل أنهم اكثر ثبات وقوة بعد هذا الهجوم اليمن اليوم هي قوة أقليمية بفضل مقاومتها يحسب لها العدو الف حساب نظرا” لما تقوم به والأنتصارات التي حققتها بوجه تحالفات دولية وما حصل أمس عندما وجهت المقاومة في اليمن رسالة تحذير لأي دولة عربية ستحاول أعتراض صواريخنا المتوجهة إلى الكيان الغاصب سنعاملها معاملة الإحتلال الإسرائيلي؟هذه الرسالة جعلت من اميركا الدولة العظمى تسارع إلى نفيها المشاركة في الهجوم الذي حصل على اليمن، كما نفت السعودية أيضا” مشاركتهاوهذا يعني بأن العدو ومَن يدعمه أصبح يدرك حجم قوة المقاومة اليمنية وهذا ايضا” يثبت بعد نجاح المسيرات اليمنية بالوصول إلى عمق الكيان سقوط قوة الردع الصهيونية وبأنها ذهبت في مهب الريحكل ذلك هو دليل على ان اليمن الشريف ومع السيد عبد الملك الحوثي هو الشريك الأساسي في محور العز والكرامة لأجل فلسطين ونصرتها وبأن اليمن ستبقى هويتها العروبة الأصيلة التي ترفض وجود هذا الكيان الغاصب وبأن هذه المواجهة مستمرة لأن صراعنا مع إسرائيل هو صراع وجود وليس صراع حدود
نضال عيسى