مقالات

مخططات وأهداف العدوان الأمريكي الصهيوني على فلسطين سوف تفشل وسوف تتحطم على جنوب لبنان

يكتبها : محمد علي الحريشي

المخططات الأمريكية والصهيونية في إنهاء القضية الفلسطينية والقضاء على محور قوى المقاومة كانت تمشى بخطى مدروسة ووفق سيناريوهات مزمنة وصلت في عهد الرئيس الأمريكي السابق« ترامب» إلى مراحل خطيرة بتسريع عجلة قطار التطبيع لعدد من الأنظمة العربية مع دولة كيان الإحتلال، والإعتراف الأمريكي بمدينة القدس الموحدة كعاصمة لدولة الإحتلال، وترحيل الشعب الفلسطيني من قطاع غزة إلى شبه جزيرة سيناء المصرية لم تكن الاخطوة لإعلان إنهاء القضية الفلسطينية ودخول دولة كيان الإحتلال في مرحلة جديدة من التطبيع مع الأنظمة العربية التي تدور في الفلك الغربي، المخططات الأمريكية التطبيعية الهدف الأول منها هو القضاء على الشعب الفلسطيني وتهجيره من أرضه والدخول في شراكة إقتصادية مع الدول المطبعة تكون فيها الهيمنة والسيطرة للعدو المحتل وبدعم من قبل أمريكا والغرب، هناك مشاريع صهيونية أخرى موجهة على شعوب الدول المطبعة مثل برامج الترفيه والإنفتاح التي تعتبر حرب ناعمة خطيرة تستهدف الدين والثقافة والهوية العربية، المشروع الصهيوني الماسوني لم يكن وليد المرحلة بل هو مرسوم بعناية منذ عدة عقود، المشروع الأمريكي الصهيوني يستهدف المنطقة العربية والإسلامية وهو مرتبط بأهداف أمريكية غربية صهيونية للسيطرة على المنطقة والهيمنة عليها ونهب ثرواتها وتقسيم بلدانها إلى عدة كيانات وكانتونات متصارعة فالمخططات لها بعد إستراتيجي طويل المدى وهي إبقاء الهيمنة الأمريكية والغربية كقوة أولى في العالم وضمان بقاءها على مدى العقود والقرون القادمة، تقف خلف هذه المخططات دوافع دينية صليبية إستعمارية وقومية وإقتصادية غربية،فهم يعتقدون إنهم الجنس الأرقى في العالم «الجنس الأوروبي» وهم وحدهم من يقرر نوع وكيفية الحياة على هذه الأرض لبقية الشعوب والأمم وإن حضارتهم «المادية الليبرالية المثلية» هي التي يجب أن تسود وتبقى الحضارة الوحيدة المهيمنة على العالم.عملية طوفان الأقصى هي خطوة إستباقية إضطرارية دفاعية قام بها أبطال المقاومة الفلسطينية ومن خلفهم قوى محور المقاومة لوقف مخططات تهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة وإنهاء القضية الفلسطينية، إن العدوان والحرب المدمرة التي تجري على قطاع غزة منذ عام هي حرب أمريكية غربية صهيونية ماسونية هدفها تحقيق مخططات القضاء على الوجود الفلسطيني ومقاومته بقوة السلاح، ومايجري من عدوان على الشعب اللبناني وماجرى من إغتيالات طالت قادة المقاومة الفلسطينية واللبنانية ومنهم شهيدا طوفان الأقصى والأمة الإسلامية الشهيد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية «حماس» وسماحة السيد الشهيد حسن نصر الله الأمين العام لحركة المقاومة الإسلامية اللبنانية «حزب الله»، كل ذلك قامت وتقوم به أمريكا وبجانبها تحالف دولي كبير يضم عدد من الدول الغربية الأوروبية وعدد من الأنظمة الخليجية المطبعة، هوعدوان عسكري إقتصادي دولي تقوده أمريكا بشكل مباشر، فالجيش والحكومة الصهيونية هم واجهة عدوانية، ومن يظن إن الدمار الكبير الذي طال مدن ومخيمات وبلدات قطاع غزة والقتل والإبادة الجماعية الممنهجة التي تحدث على مدى عام في قطاع غزة وعلى لبنان هذه الأيام أنه فعل إسرائيلي فقط فهذا غير صحيح، إنما إمريكا وتحالفها الغربي والأعرابي المطبع هم خلف ذلك العدوان والإبادة الجماعية والقتل الممنهج، مايسمى بجيش وحكومة الكيان الصهيوني إنهاروا من أول يوم في عملية طوفان الأقصى، بعد ذلك اليوم تولت أمريكا وتحالفها الغربي والأعرابي وخلفهم اللوبي اليهودي الصهيوني والماسونية الغربية عملية مايحدث في قطاع غزة من قتل وتدمير وحصار ومايحدث اليوم في لبنان، ومن يظن إن العدوان سوف يقتصر على قطاع غزة ولبنان فهو واهم بل سوف يشمل العدوان تباعاً اليمن وسوريا والعراق ومصر والأردن وحتى السعودية وهذا ماصرح به الأسبوع الماضي وزير المالية الصهيوني المتطرف «سموتريتش». الهدف الأول والرئيسي من العدوان الأمريكي الغربي الصهيوني هو الهيمنة والسيطرة العسكرية والجغرافية والإقتصادية على المنطقة العربية، مايسمى بكيان دولة–إسرائيل– هي واجهة أمريكية غربية، هذا الذي يجب أن نعيه وتعيه وتدركة الشعوب العربية والإسلامية. لكن إيمان وثبات وصبر المجاهدين في فلسطين ولبنان وفي بقية أطراف قوى محور المقاومة سوف يفشل المخططات الأمريكية والغربية والصهيونية مهما كانت قواتهم وصلفهم وجبروتهم، هذا الذي يجري على أرض فلسطين في غزة وفي لبنان وفي اليمن منذ بداية طوفان الأقصى، هل كانت أمريكا وتحالفها يتوقعوا أن يصمد أبطال المقاومة الإسلامية الفلسطينية والشعب الفلسطيني في غزة أمام ذلك العدوان والإبادة الجماعية لشهر واحد فقط؟ لكن مالذي جرى؟ وكيف كانت مواقف المقاومة والشعب الفلسطيني في غزة؟ من إيمان وثبات وصبر وتضحية لم يسبق لها مثيلاً في التاريخ، كيف كانت مواقف اليمن والمقاومة اللبنانية مع إخوانهم في قطاع غزة؟ هل كانت تتوقع أمريكا وتحالفها إن اليمن سوف يكون قادراً على فرض حصار بحري وإغلاق البحرالأحمر على التجارة الصهيونية؟ وهل كانوا يتوقعوا أن تصل الصواريخ والطيران المسير العسكري اليمني إلى قلب الكيان المحتل؟،وهل كانت تتوقع أمريكا إن اليمن سوف يضرب البوراج والسفن الحربية الأمريكية وحاملات طائراتها في البحرالأحمر وفي بحر العرب؟كل ما قام به اليمن والمقاومة الإسلامية اللبنانية والمقاومة الإسلامية الفلسطينية والمقاومة الشعبية العراقية،عرقل وسبب بالفشل للمخططات الأمريكية والصهيونية في المنطقة، مايسطره أبطال المقاومة الإسلامية اللبنانية هذه الأيام من تنكيل بجنود العدو الصهيوني على تخوم جنوب لبنان ليس بالأمر الهين، فبرغم الجراحات العميقة داخل صفوف المقاومة الإسلامية اللبنانية وداخل نفوس كل أحرار العرب والمسلمين جراء الإغتيال الأمريكي الغادر لسيد المقاومة شهيد الإسلام والمسلمين السيد حسن نصر الله رضوان الله عليه، لكن ذلك لم يقف حائلاً أمام تصميم رجال المقاومة اللبنانية في التنكيل بجحافل الغزاة الصهاينة المعتدين.الله سبحانه وتعالى قد وعد عباده المؤمنين بالنصر والتأييد أمام كل قوة طغيان مهما أوتيت من قوة متى ماصبروا ورسخ الإيمان في صدورهم ومتى مانصروا الله وترسخت قوة الله في نفوسهم هذه سنة إلهية، فالذي نصر النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم ومن معه من المؤمنين في معركتي بدر والأحزاب وثبت أقدامهم وأيدهم بجنود من عنده وهم في قلة من عدد وعدة، هو سبحانه وتعالى قادر على نصر عباده المؤمنين المجاهدين الصابرين المحاصرين في غزة ولبنان واليمن، وماجرى في أمريكا هذه الأيام من تدخل إلهي بجنود من عنده وهي الرياح القوية والأمطار الغزيرة« عواصف وأعاصير» في عدد من الولايات الأمريكية هو سنة إلهية ووعد من الله سبحانه وتعالى لنصرة عباده المؤمنين،لقد جاء ذلك التدخل الإلهي في وقت حرج من أشدّ الأوقات حرجاً وضيقاً على المجاهدين في جنوب لبنان، ألم يشغل ذلك الإعصار المدمر جزىء كبير من جهود القيادة الأمريكية ونشاطها المعادي المحموم وقيادتها وإشرافها المباشر على سير العمليات العسكرية في غزة ولبنان؟،وتوجيه تلك الجهود لمواجهة العواصف، على المؤمنين المجاهدين في فلسطين ولبنان واليمن والعراق أن يثقوا بنصر الله وتأييده في هذه المعركة الفاصلة مع تحالف الشر والطغيان وبتثبيت أقدامهم وبتصويب سهامهم نحو نحور الأعداء «ومارميت إذ رميت ولكن الله رمى» صدق الله العظيم. إن ماتقوم به أمريكا وتحالفها وكيانها الصنيع من ممارسات إجرامية بحق المدنيين المظلومين في غزة ولبنان من قتل وتدمير شامل لكل مظاهر الحياة وحصار وتجويع وتعذيب للأسرى والمعتقلين في السجون والمعتقلات الصهيونية وإغتيالات لقادة المقاومة هو دليل على هزيمة وفشل في تحقيق أهدافهم ومخططاتهم العدوانية، وسوف تفشل أمريكا وتحالفها في تحقيق أهداف عدوانهم مادام المجاهدون يقفون أمام جبروتهم وطغيانهم بكل إيمان وثبات لأن الله وعد عباده المؤمنين بالنصر والتمكين «إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم» صدق الله العظيم.

بقوة الله وبنصره المبين لمجاهدي المقاومة الإسلامية اللبنانية سوف يفشلون مخططات أمريكا وتحالفها في لبنان وهذا مانراه اليوم من تنكيل وقتل لجنود الإحتلال على أيدي مجاهدي المقاومة الإسلامية اللبنانية على تخوم جنوب لبنان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى