مقالات

اليمن يطيح بـ “MQ9” الأميركية ويتأهب للـ RQ-170

اسماعيل المحاقري

يبدو أن الولايات المتحدة الأميركية هي الخاسر الأكبر، في سمعتها واقتصادها ونفوذها وهيبتها، بعد الـ.ـعـ.ـدو “الإسرائيلي” في المعركة التي تدور رحاها منذ ما يقارب العام في غـ.ـزة وما تفرع عنها أيضاً من جبهات ساخنة جنوب لبنان وفي البحار التي يخوضها بكل جدارة واقتدار اليمن لفرض الحصار البحري على موانئ فلسـ.ـطين المحتـ.ـلة بمشاركة بعض العمليات مع المـ..ـقاومة الإسلا مية في العراق.

الفشل الأميركي في البحار امتد إلى الأجواء، والمسألة لم تعد تتعلق بهروب السفن الحـ.ـربية وتحاشي حاملات الطا ئرات كـ”إيزنهاور، وروزفلت” المواجهة المباشرة والقريبة إذ سجل الأسبوع الماضي خسارة القوات الأميركية ثلاث طا ئرات من طراز “MQ9″ في اليمن لترتفع حصيلة الطا ئرات من هذا النوع التي أسقطتها الدفاعات الجوية اليمنية منذ بدء العمليات المساندة لغـ.ـزة” معركة الفتح الموعود والجهـ.ـاد المقدس” إلى عشر طا ئرات أي بمعدل طا ئرة كل شهر.ومقارنة بأربع طا ئرات من نفس النوع تم إسقاطها في الأجواء اليمنية خلال حرب السنوات الثماني الماضية فهذا مؤشر على أن قوات الدفاع الجوي في اليمن هي الأخرى تعمل بكل جد واجتهاد على تطوير أسلحتها وتوسيع نطاق راداراتها ومنظوماتها الدفاعية محلية الصنع بما يواكب متطلبات المعركة ويضعف واحدة من أكبر نقاط قوة الأعداء، ولا أدل على ذلك قدرة الدفاعات الجوية على إسقاط الطا ئرات المعادية في جغرافيا ممتدة من مأرب شرقًا إلى الحديدة غرباً، وصعدة في أقصى الشمال والبيضاء جنوبًا.المهام التجسسية والاستخبارية الأميركية تنشط في عموم اليمن، منذ عقود من الزمن لكن وتيرتها ازدادت، في الأشهر الأخيرة في محاولة لتقويض القدرات اليمنية وحماية أمن الكيان الصهيـ.ـوني، وهذا ما لم يحدث، إذ تحوّل التهديد الأميركي إلى فرصة لحرب استنزاف أضعفت قدرات “الدولة العظمى” وضربت هيبة سـلـاحها في مقتـ.ـل.على مضض أقر الأميركي بسقوط طا ئرة له الاثنين الماضي من طراز “MQ9” لكنه لم يحدد سبب سقوطها أو المكان الذي سقطت فيه كما هي عادته في كثير من العمليات المماثلة، والأمر يعود إلى مخاوف “البنتاغون” من تداعيات الإقرار المتكرر بتساقط هذا النوع من الطا ئرات في اليمن، لأن من شأن ذلك أن يعزز من حقيقة ضعفها وسهولة اصطيادها وبالتالي امتناع الكثير من الدول عن اقتنائها وشرائها كما فعلت الهند التي تراجعت عن إبرام صفقة لشراء 31 طا ئرة بدون طيار من طراز “MQ-9”. وفق ما تناقلته وسائل الإعلام.بهذه النتائج وتحت ضغط الإنجازات المتراكمة للقوات اليمنية فإن الولايات المتحدة أمام خيارين أحلاهما مر، “فإما مواصلة تنفيذ المهام التجسسية بالمسيرة “إم كيو – 9” التي تصفها واشنطن بأنها درون متطورة، وهذا يعني فقدان الفاعلية والدقة في جمع ورصد المعلومات اللازمة عن التحركات العسـ.ـكرية اليمنية وكذلك تحمل أعباء مالية إضافية، إذ يبلغ إجمالي الخسائر الأميركية نتيجة إسقاط 14 طا ئرة لها من هذا النوع أكثر من 400 مليون دولار بلحاظ أن تكلفة الطا ئرة الواحدة تساوي أكثر من 30 مليون دولار وهذه الخسائر تمثل فضيحة مخزية للصناعات العسـ.ـكرية الأميركية.

الخيار الآخر للولايات المتحدة هو استقدام الطا ئرة التجسسية المسـ.ـلحة “آر كيو فور غلوبال هوك” إلى الأجواء اليمنية كبديل عن الطا ئرة التي خرجت عمليًا عن الخدمة في أجواء اليمن، ورغم قدرة هذا الجيل من الطا ئرات على التحليق في ارتفاع 16 كيلو متر فهذا لا يعني عجز الدفاعات اليمنية عن استهدافها والإضرار أكثر بسمعة السـلـاح الأميركي ومبيعاته، وهذا ما يحسب له ألف حساب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى