مقالات

العرب في أمريكا اللاتينية

في منتصف القرن التاسع عشر بدأت هجرات العرب من بلاد الشام إلى القارة الجديدة عبر البحر انطلاقا من مرفأ بيروت. وكانت وجهة المهاجرين نحو العالم الجديد دون تحديد دولة بعينها فتحط رحالهم على شواطئ البحر الكاريبي ولا يعلمون وجهتهم حتى يكتشفون أنهم في البرازيل او الارجنتين أو فنزويلا.

ازدادت حركة الهجرة بشكل ملحوظ بعد تحقيق المهاجرين الاوائل النجاحات المادية الملفتة لكون البلاد كانت في مرحلة ما بعد استقلالها وبدء النهوض فيها في كل المجالات. فأسهم العرب بشكل كبير في انطلاقة ما بعد الاستقلال على الصعيد التجاري والصناعي والزراعي والعمراني.

فعملوا في توسيع مزارع الذرة والرز وبناء الصوامع. وتشييد المباني السكنية وتأسيس الأسواق التجارية وبناء الفنادق والتي أطلقوا على معظمها أسماء بلدانهم كسوريا ولبنان أو مدنهم كدمشق وبيروت. وبنوا الأسواق على غرار أسواق الشرق وبرعوا في تجارة الملابس والأحذية و الأدوات المنزلية وأسسوا لها المصانع.

وقد أسهم العرب السوريون واللبنانيون في الحياة السياسية والادارية والعسكرية فتقلدوا حقائب وزارية ومناصب ادارية وبرلمانية وانسجموا في حياة السكان وتزوجوا منهم واطلقوا على أبنائهم أسماء عربية حيث يفتخر المواطن من أصل عربي بنسبه لجدٍ أو لأبٍ عربي.

عمل العرب وتميزوا خاصة في السنوات الأخير في مجال المطاعم العربية التي ذاع صيتها واشتهرت مأكولاتها كالشاورما والكبة والتبولة والخبز العربي وغيرها.

ولكن ما يلفت في امريكا اللاتينية بشكل عام وفي فنزويلا بشكل خاص بأن العرب لم يسهموا في الحياة العلمية والاختراعات العصرية كما ابدعوا في غير دول في العالم كأوروبا مثلا وسبب ذلك عدم اهتمام الدول اللاتينية في ميدان التعليم والتكنولوجيا والطب لذلك نجد التوجه العام للعرب نحو الحياة التجارية والصناعية رغم وجود عدد كبير من أبنائهم في الجامعات الطبية والتقنية و الطيران والقانون وغير ذلك.

ولم يسهموا حتى الآن في الحياة الفنية والرياضية للبلاد بشكل واضح رغم اهتمام الدولة بهذين المجالين مع وجود بعض الحالات الفردية التي لا تعتبر ظاهرة ابداع واسع إذا ما قارناها بالعرب في أمريكا الشمالية واوربا مثلا.

إنما نستطيع القول بأن ما حققه العرب من سورية ولبنان في الحياة العامة في أمريكا اللاتينية وفنزويلا تحديدا يستحق الذكر والحديث عنه مع العلم أن فنزويلا فيها ما يفوق العشرين جنسية من مختلف دول العالم.

فنزويلا نموذجاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى