مقالات

سوريا تفكُّ قيد قيصر وتعلن ولادة اقتصاد لا يُحاصر

عكس الاتّجاه نيوز _ الثّلاثاء الاقتصادي
بقلم مدير التّحرير أحمد غريب قد

سوريا تنهض من تحت الرّكام الاقتصادي فحين يصوّت مجلس الشّيوخ الأمريكي لصالح طي صفحة قانون قيصر فإنّ التّاريخ لا يسجّل مجرّد قرار بل يرصد لحظة قيامة وطن من تحت الرّماد الاقتصادي لحظة تعيد للهواء السوري نكهته وللأرض خصوبتها وللإنسان كرامته

قانون قيصر لم يكن مجرّد عقوبات بل كان منظومة حصار خانق استهدفت قلب الاقتصاد السوري وجعلت من المصارف جدرانا صماء ومن الشركات أطلالا ومن الاستثمار مغامرة محفوفة بالخوف والريبة

لكن سوريا لا تعرف الاستسلام سوريا التي قاومت الحرب والخذلان والدمار تخرج اليوم من عباءة القيود لتكتب فصلا جديدا في سردية النهوض الوطني

الاقتصاد السّوري بعد قيصر لا يعود إلى ما كان عليه بل يبدأ رحلة إعادة تعريف ذاته من اقتصاد النّجاة إلى اقتصاد التنمية من اقتصاد الصّبر إلى اقتصاد الأمل

القطاع الصّناعي يستعد لإعادة تشغيل خطوط الإنتاج المتوقفة والزراعة تستعيد دورها كمصدر أمن غذائي واستقرار اجتماعي والسياحة تتهيأ لتكون بوابة الانفتاح الثقافي والاقتصادي والطاقة تدخل مرحلة التحديث والتعاون الإقليمي

أما المواطن السّوري الذي عاش سنوات من التضخم والانكماش والبطالة فإنه اليوم يستشعر التغيير في نبض الأسواق وفي سعر الصرف وفي توفر السلع وفي فرص العمل التي تعود تدريجيا ليصبح الأمل واقعا والثقة نبضا جديدا في شرايين المجتمع

إلغاء قانون قيصر لا ينعكس فقط على الداخل السوري بل يعيد تشكيل المشهد الإقليمي والدولي سوريا تفتح أبواب التعاون الاقتصادي مع دول الجوار وتعيد تفعيل الاتفاقيات التجارية المجمدة وتبدأ الشركات العالمية بإعادة تقييم السوق السورية كموقع استثماري واعد خاصة في مجالات الطاقة والبنية التحتية

سياسياً تعود سوريا لتكون رقماً فاعلاً في المعادلات الجيوسياسيّة لا مجرد ساحة صراع

لكن التّحديات لا تزال قائمة إصلاح المنظومة القانونية مكافحة الفساد الإداري والرقابي تأهيل الكوادر البشرية إعادة بناء الثقة بين المواطن والدولة

هذه التحدّيات ليست عراقيل بل محطات اختبار لقدرة سوريا على التحول من دولة محاصرة إلى دولة منتجة من وطن مثقل بالقيود إلى وطن يكتب مستقبله بيديه

سوريا اليوم لا تخرج فقط من قانون بل تخرج من عباءة الخوف إنها لحظة قيامة اقتصادية حيث يعود الاقتصاد ليكون صوت الحياة لا صدى العقوبات والمواطن الذي صبر طويلاً يستحق أن يرى وطنه ينهض لا من تحت الرّكام فقط بل من تحت الظّلم الاقتصادي العالمي

عكـس الاتّـجاه نيـوز
الحقيقـة الكاملـة
معــاً نصنع إعـلاماً جـديداً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى