القيادة تبدأ من التّفاصيلو الشّرع يعيد تعريف السّيادة أمام الجّالية السّوريّة في أمريكا

بقلم محمد ضياء الدّين بديوي رئيس تحرير عكس الاتّجاه نيوز و مستشار إبداعي في الشّؤون الإعلاميّة و الرّمزيّة
في لقاء استثنائي جمع الرئيس السّوري أحمد الشّرع بالجالية السّوريّة في الولايات المتحدة لم تكن الكلمات وحدها هي التي تحدثت بل التّفاصيل أيضاً
ففي لحظة رمزيّة عميقة رفض الرّئيس الجلوس على كرسي مختلف عن كرسي وزير خارجيته في مشهد بسيط في شكله لكنه شديد الدلالة في مضمونه
لم يكن ذلك اعتراضاً على ترتيب المقاعد بل موقفاً سياديّاً ذكيّاً أراد من خلاله أن يبعث برسائل سياسية وانسانية الى الداخل والخارج مفادها أن الكرامة الوطنية لا تساوم حتى في البروتوكول
الشرع قرأ المشهد كمن يقرأ نصاً دبلوماسيا مشفرا
الكرسي المختلف قد يفسر على انه تمييز غير مبرر او اختزال للقيادة في فرد
لكن الشّرع يرى أن القيادة مسؤولية جماعية وان احترام الدولة يبدأ من احترام رموزها بالتساوي
إنها رسالة الى العالم بأن سوريا رغم الجراح لا تزال ترفض ان تعرض كدولة ناقصة التمثيل أو كيان هش في حضرة الآخرين
و في حضرة الجّالية السّوريّة التي تمثل ذاكرة الوطن في المنفى أراد الشرع أن يظهر أن سوريا لا تزال تحترم نفسها وتطلب احترامها من الآخرين
أنها رسالة إلى كل مغترب بأن الوطن وإن ضاقت به الخيارات لا يزال يملك موقفا لا يشترى ولا يكسر
الشّرع لم يطلب مقعدا أفخم بل طلب مقعدا متساويا
في ذلك المشهد قال دون أن يتكلم
أن تكون قائدا يعني أن ترفض التمييز حتى في التفاصيل
إن تصر على أن تمثيل الدولة يبدأ من احترام رموزها لا من ترتيب مقاعدها
أن تقول للعالم أن سوريا وان ضاقت بها الخيارات لا تزال تملك كرامة لا تختزل في الشكل
لمن في الداخل أراد الشّرع أن يقول إن الكرامة الوطنية لا تفرط وإن القيادة لا تمارس من برج عاجي بل من قلب التفاصيل
ولمن في الخارج أراد أن يلفت النظر إلى أن سوريا ليست ملفا تفاوضيا بل وطن حي له كرامة وله صوت وإن احترامه يبدأ من احترام رموزه لا من هندسة المشهد السياسي وفق مصالح الآخرين
في النهاية لم يكن الكرسي هو القضية بل ما يمثله
الشّرع في لحظة عابرة لكنها خالدة أعاد صياغة مفهوم القيادة
أن تكون قائدا لا يعني أن تجلس في الأعلى بل أن ترفع الوطن من الأسفل
أن تحمي رمزيته حتى في ترتيب المقاعد
وأن تقول للعالم أن سوريا وإن ضاقت بها الخيارات لا تزال تملك موقفا لا يشترى ولا يكسر
في سوريا لا تعلو الكراسي على الدّولة… بل تتساوى لتعلو بها
عكـس الاتّـجاه نيـوز
الحقيقـة الكاملـة
معــاً نصنع إعـلاماً جـديداً