حين جلست سوريا على الطاولة العالمية

حين جلست سوريا على الطاولة العالمية
بقلم محمد ضياء الدّين بديوي رئيس تحرير عكس الاتّجاه نيوز و مستشار إبداعي في الشّؤون الإعلاميّة و الرّمزيّة
اننا في زمن تتسابق فيه الدول على جذب الاستثمارات جلست سوريا اخيرا على الطاولة
لا لتطلب بل لتعرض
اجتماع الرئيس احمد الشرع في نيويورك مع نخبة من رؤساء الشركات الامريكية الكبرى لم يكن مجرد لقاء اقتصادي
بل كان لحظة اعلان عن عودة سوريا الى المشهد الدولي بثقة وبلغة المصالح المتبادلة لا التبعية
لقد اعتدنا على رؤية سوريا في الاخبار كملف امني او انساني لكن هذا الاجتماع قلب الصورة رأسا على عقب
فجأة اصبحت سوريا موضوعا في غرف صناع القرار الاقتصادي في مكاتب غوغل ومايكروسوفت
وفي دفاتر شيفرون وبوينغ هذه ليست مجاملة دبلوماسية بل اعتراف ضمني بان سوريا تملك ما يعرض وتستحق ما يستثمر
سوريا اليوم تطرق ابواب الاستثمار العالمي
وفي قراءة شاملة في اجتماع الرئيس الشرع بكبرى الشركات الامريكية
نرى انها لحظة فارقة من التاريخ السوري الحديث
اجتمع الرئيس احمد الشرع في نيويورك مع نخبة من رؤساء الشركات الامريكية الكبرى والمستثمرين الدوليين ضمن طاولة مستديرة نظمتها غرفة التجارة الامريكية على هامش اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة
هذا الحدث لم يكن مجرد لقاء اقتصادي بل
كان اعلانا رمزيا عن عودة سوريا الى المشهد الدولي كلاعب يسعى الى التنمية لا الى العزلة ولها ابعاد كثيرة وعلى سبيل المثال
١_البعد السياسي من العزلة الى الشراكةالاجتماع حمل في طياته رسالة سياسية واضحة سوريا لم تعد دولة محاصرة بل دولة تفاوض وتبني حضور شركات مثل مايكروسوفت غوغل شيفرون وبوينغ يعكس قبولا ضمنيا من دوائر القرار الاقتصادي الامريكي بالتعامل مع الدولة السورية وهو ما قد يترجم لاحقا الى تخفيف في القيود السياسية والاقتصادية وربما اعادة النظر في بعض العقوبات
٢_البعد الاقتصادي بداية التحول الهيكليالقطاعات التي طرحت خلال الاجتماع الطاقة التكنولوجيا الرعاية الصحية الامن الغذائي البنية التحتية ليست عشوائية انها تمثل اولويات اعادة الاعمار والتنمية المستدامة دخول شركات مثل بكتل وكاتربيلر في مشاريع البنية التحتية وماستركارد وسيتي بنك في القطاع المالي يعني ان سوريا بدأت تضع لبنات اقتصاد حديث رقمي متكامل مع النظام العالمي
٣_البعد القانوني تحديات الحوكمة والشفافيةمن منظور قانوني هذا الانفتاح يفرض على الدولة السورية مراجعة منظومتها التشريعية خاصة ما يتعلق بقوانين الاستثمار حماية الملكية تسوية النزاعات والشفافية المالية الشركات العالمية لا تدخل اسواقا غير مستقرة قانونيا ما يعني ان الاجتماع قد يكون مقدمة لاصلاحات قانونية عميقة تفتح الباب امام بيئة اعمال اكثر عدالة واستقرارا
٤_البعد الاجتماعي والثقافي كسر الصورة النمطيةالحدث كسر الصورة النمطية عن سوريا كدولة حرب فقط الرسالة التي وصلت الى الاعلام العالمي ان هناك مجتمعا حيا حكومة تفكر ورئيسا يتحدث بلغة الاستثمار والتكنولوجيا هذا التحول في الخطاب يعيد تشكيل نظرة العالم الى السوريين ويمنحهم فرصة جديدة لاثبات قدرتهم على النهوض
٥_البعد الرمزي من الطاولة المستديرة الى الطاولة العالميةالطاولة المستديرة ليست مجرد شكل هندسي بل رمز للمساواة في الحوار جلوس الرئيس السوري مع رؤساء شركات عالمية على قدم المساواة دون وصاية او تبعية يحمل دلالة رمزية قوية سوريا تريد ان تكون جزءا من الطاولة العالمية لا مجرد ملف على طاولة الآخرين
ولنا رائي
ان الاجتماع لا يعني ان الطريق مفروش بالورود فالتحديات لا تزال قائمة وهي كثيرة ومنها تردد بعض الاطراف الدولية لكن ما حدث في نيويورك هو بداية والبدايات القوية تصنع التحولات الكبرى
سوريا اليوم لا تكتفي بالمطالبة بالانصاف بل تسعى الى بناء نموذج اقتصادي جديد يدمج بين السيادة والانفتاح وبين العدالة والربح وبين التاريخ والمستقبل
#عكس_الاتجاه_نيوز
#الحقيقة_الكاملة
#معاَ_نصنع_إعلاماً_جديداً
لمتابعة آخر الأخبار والتّطورات على موقعنا الإلكتروني
: 👇👇
www.aksaletgah.com