الافراط القاتل الذي يشبهنا

الإفراط هو القاتل الذي يشبهنا
بقلم محمد ضياء الدّين بديوي رئيس تحرير عكس الاتّجاه نيوز و مستشار إبداعي في الشّؤون الإعلاميّة و الرّمزيّة
عندما تكون الطيبة جريمة والإفراط هو القاتل الصامت
فنحن لا ننكسر لأننا ضعفاء بل لأننا أكثر وفاء
في زاوية مهملة من النفس حيث لا تصل الكاميرات ولا تُسمع الصرخات يعيش كثيرون حالة انكسار لا يراها أحد لا لأنهم ضعفاء
بل لأنهم أكثر وفاء أكثر تعلقا أكثر طيبة أكثر انتظاراهؤلاء لا يصرخون بل يصمتون
لا يشتكون بل ينتظرون لا ينسحبون بل يظلون واقفين على أطلال علاقة أو وعد أو حلم لم يكتملا
الانكسار ليس ضعفا بل نتيجة الإفراط الإفراط في الحب الإفراط في الثقة الإفراط في الانتظار الإفراط في التبرير كلها جرائم نرتكبها بحق أنفسنا دون أن نشعر
نمنح أكثر مما نملك ننتظر أكثر مما يُحتمل نبرر أكثر مما يُغتفر ثم ننهار بصمت لأننا لم نضع حدودا ولم نحمي أنفسنا من أنفسنا
الخيبات لا تقتل بل الإيمان الأعمى هو القاتل لم تقتلك الخيبة بل قتلك إيمانك الأعمى بمن أحببت
قتلك ظنك أن الطيبة تُرد بالطيبة وأن الوفاء يُقابل بالوفاء
قتلك اعتقادك أن من زرعت له قلبك سيحفظه كما هولكن الحقيقة أن بعض القلوب لا تعرف كيف تحب وبعض الأرواح لا تعرف كيف ترد الجميل وبعض الوجوه لا تعرف كيف تخجل الضحية ليست من خُذل بل من صدق
الضحية ليست من تعرض للخذلان بل من صدق أن الخذلان مستحيل
من آمن أن الحب يحمي من الألم
من ظن أن الوفاء درع لا يُخترق
هؤلاء هم من ينكسرون بصمت
هم من يتألمون دون أن يصرخوا
هم من يبتسمون وهم ينزفون داخليا لأنهم لا يعرفون كيف يكونون أنانيين
رسالة إلى كل من كُسر ولم يُفهم
أنت لم تكن ضعيفا بل كنت نقيا أكثر مما يجب كنت إنسانا في زمن لا يحتمل الإنسانية كنت وفيا في عالم يبيع الوفاء بأرخص الأثمان
فلا تندم على طيبتك بل تعلم أن تحميها ولا تكره وفاءك بل ضع له حدودا ولا تقتل انتظارك بل امنحه توقيتا–
ولكن صادقين لا مجاملة فيها نحن لا ننكسر لأننا الأضعف بل لأننا الأكثر صدقا
والأكثر تعلقا
والأكثر إيمانا
بمن لا يستحق فليكن هذا المقال مرآة لكل من ظن أن الطيبة تحميه
ولتكن الصدمة بداية الوعي لا نهاية الحلم
#عكس_الاتجاه_نيوز
#الحقيقة_الكاملة #معاَ_نصنع_إعلاماً_جديداً
لمتابعة آخر الأخبار والتّطورات على موقعنا الإلكتروني :
👇👇
www.aksaletgah.com