حين يصبح الاستثمارفعل كرامةخلف الحبتوربدمشق

حين يصبح الاستثمار فعل كرامة خلف الحبتور في دمشق
بقلم محمد ضياء الدين بديوي رئيس تحرير عكس الاتجاه نيوز
في عالم تتسارع فيه المؤشرات وتتنافس فيه الأسواق يبقى السؤال الأهم هل الاقتصاد مجرد معادلة مالية أم أنه انعكاس لكرامة الإنسان وقدرته على الحلم
الاستثمار الحقيقي لا يبدأ من دفتر الشروط
بل من فهم عميق لاحتياجات الناس
من احترام لتاريخهم ومن إيمان بأن المال لا يضخ في الفراغ بل في أرض لها ذاكرة وشعب له وجع وطموح لا يقاس بالناتج المحلي فقط بل بقدرة المواطن على الوقوف بشموخ في وجه التهميش
في هذا السياق جاءت زيارة رجل الأعمال الإماراتي خلف أحمد الحبتور إلى دمشق لتشكل حدثا اقتصاديا واجتماعيا ذا دلالة رمزية يعكس تحولا في النظرة إلى سوريا كبيئة استثمارية واعدة لا مجرد ساحة لإعادة الإعمار
ولقاؤه بالرئيس السوري أحمد الشرع لم يكن مجرد بروتوكول دبلوماسي بل إعلان نوايا صريح بأن سوريا رغم الجراح ما زالت تملك إرادة النهوض وأن القيادة السورية تضع كرامة المواطن في صلب أولوياتها حتى في ملفات الاستثمارو
إن المذكرة التي وقعت بين الحبتور وهيئة الاستثمار السورية فتحت الباب أمام مشاريع نوعية في مدينة اللاذقية تشمل مجمعات سياحية
منظومات نقل جماعي ومعارض سيارات
هذه المشاريع ليست مجرد أرقام في ميزانية بل خطوات عملية نحو تحسين حياة المواطن وخلق آلاف فرص العمل في مناطق طال تهميشها
وزارة السياحة أكدت أن هذه المبادرات تأتي ضمن خطة وطنية لإعادة سوريا إلى خارطة السياحة الإقليمية ما يعكس رؤية استراتيجية متكاملة لا مجرد استجابة ظرفية
الرئيس أحمد الشرع في استقباله الحار للحبتور لم يكن يرحب برجل أعمال فقط بل كان يرسل رسالة واضحة أن كرامة المواطن السوري محفوظة وأن الاستثمار مرحب به حين يكون في خدمة الإنسان لا على حسابه
في ظل غياب الثقة العالمية بالمؤسسات يثبت الرئيس الشرع أن القيادة الوطنية قادرة على التفاوض باسم الشعب لا على حسابه وأنها ترى في كل مشروع فرصة لتعزيز العدالة لا لتجميل الواقع
فإن زيارة الحبتور كسرت حاجز التردد لدى كثير من المستثمرين العرب وأعادت التأكيد أن سوريا رغم التحديات ما زالت بلدا غنيا بالفرص وبالكوادر وبالعزيمة الاستثمار هنا ليس صفقة بل شراكة في بناء وطن
في بلد عانى من الحرب والتهميش تمثل هذه المشاريع بارقة أمل حقيقية لكنها بفضل التوجيهات الرئاسية لن تكون حكرا على أصحاب النفوذ بل ستدار وفق معايير الكفاءة والعدالة بما يضمن توزيعا منصفا للفرص ويعيد الاعتبار للمواطن السوري كركيزة أساسية في عملية التنميةرجل الأعمال الإماراتي لم يأت إلى دمشق ليبرم صفقة بل ليشارك في صناعة مستقبل تصريحاته التي أكد فيها أن سوريا ستعود أقوى مما كانت تعكس إيمانا حقيقيا بقدرة هذا الشعب على النهوض حين تتوفر له القيادة الحكيمة والفرص العادلةنحن لا نريد استثمارا
يجمل الخراب بل من يعيد تعريفه لا نريد مشاريع تدار خلف الأبواب المغلقة
بل منابر تفتح أمام الكفاءات وتدار بشفافية وتوزع بعدالة
ففي زمن باتت فيه الأسواق تتحدث بلغة الأرقام نحن نكتب بلغة الإنسان لأن الاستثمار الذي لا يحترم كرامة المواطن هو صفقة خاسرة مهما بلغت أرباحها