مقالات

العراق أهم من جبهة مساندة.
تحرير العراق يستعجل تحرير فلسطين وبكلفة منخفضة.

بيروت؛ ٨/١/٢٠٢٤
اولى السيد حسن نصرالله لجبهتي البحر الأحمر والعراق أهمية استثنائية في خطبه التي رافقت حرب غزة.
وفي اطلالته الأخيرة خصها بكلام نوعي وذو أهمية ودلالات استراتيجية.
وكان أبو عبيدة وقادة القسام وسرايا القدس اعطوا كلا الجبهتين حقها وأفاضوا في شكر المقاومين على ما يقومون به وذلك عن حق.
فأهمية الساحة العراقية في الحرب الجارية نوعية وحاكمه، لأهمية موقع العراق ولثرواته وطبيعة شعبه ودوره التاريخي وبصفته جغرافية الاتصال البري والجوي بين سورية وساحل المتوسط وطهران امتدادا لموسكو وبكين ومحور مركزي لطرق الاتصال البري والجوي لتامين الوجود الروسي في سورية، ومنصة محورية في مشروعات الصين للطريق والحزام وللمشروع الأوراسي.
ولأن العراق على هذه المنزلة من الأهمية الجيوبوليتيكية والجيوسياسية وتزيد أهميته في الجاري من حالة مخاض لتوليد العالم الجديد في الحرب العالمية العظمى الجارية من بحر الصين وكوريا الى أوكرانيا وأوروبا امتدادا إلى الشرق الاوسط وافريقيا وتتحفز أمريكا اللاتينية والكاريبي لدخولها.
والمؤكد أن محور المقاومة يدرك هذه الأهمية فاعتمد المسرح العراقي إلى جانب اليمن كجبهات عمليات عسكرية مساندة لغزة وتشاغل إسرائيل وتستهدف أمريكا وحركة التجارة الدولية تمهيداً لفرض الشراكة والسيطرة على البحار والممرات.
المقاومة العراقية تمتلك امكانات وقدرات عظيمة وتتعاظم في الحرب. فالعراق مسرح نزال واشتباك مع الوجود والقواعد الأمريكية والأطلسية في سورية والعراق وتركيا والأردن وامتدادا إلى الخليج والاشتباك مع القوت الأمريكية مطلوب لإسناد غزة ولتكريس حقيقة أن أمريكا هي العدو الأول وصاحبة المشروع الإسرائيلي وتقود حربها وتديرها والأهم أن الحاق الهزيمة بالوجود الأمريكي في العراق وسورية ودفعها للانسحاب مهزومة سيترك أثار استراتيجية في العرب والإقليم والعالم، وبالضرورة سينعكس في تسريع وتيسير إنجاز هدف تحرير فلسطين بالسرعة وبالكلفة الأقل مما لو استمر الوجود الأمريكي.
ولتحقيق هذه الغاية تتدرج وتتسع عمليات استهداف القواعد العسكرية الأمريكية بضربات صاروخية ومسيرة وأدخلت قاعدة التنف الاستراتيجية في دائرة الأهداف، ومن المحتمل بل من الضروري استخدام الشارع إلى جانب العمليات العسكرية والضغوط السياسية والدبلوماسية ومطالبة الحكومة بوضع قرار مجلس النواب العراقي بتصفية الوجود العسكري الأمريكي موضع الإنفاذ.
وفي حال ماطلت الحكومة وسوفت فقد تكون وسيلة الشارع مفيدة وضرورية.
فقيادة تظاهرات مليونيه واقتحام المنطقة الخضراء واقتحام السفارة الأمريكية ومحاصرة مجلس النواب ومجلس الوزراء والزامهم بإتخاذ قرار فرض الإنسحاب الأمريكي الفوري ما يوفر المزيد من الدماء والمعاناة على العراقيين ومن شانه تحرير العراق من الاحتلال الأمريكي ومن ادواته التي نهبت وافقرت وأذلت العراقيين ونزعت سيادتهم وتعتدي على كرامتهم وتفقد العراق دوره الرائد والمحوري في العرب والإقليم.
وبكل حال؛ فجرأة المقاومة العراقية وعملياتها النوعية خاصة قصف ميناء ايلات ومواقع عسكرية إسرائيلية في الجولان بالصواريخ والمسيرات وقصف حقل كاريش في المتوسط بالمسيرات واستهداف ساحل حيفا بالصواريخ البالستية تعتبر أعمال نوعية ومؤثرة وزيادة مناسيبها وأدخال أسلحة نوعية فيها يترك آثار ملموسة لتحذير إسرائيل ولجمها من توسيع الحرب كما تمثل إنذار بالنار لأمريكا والإطلسي، وتعتبر فعل اسناد هائل الأهمية لغزة، تمهيداً لإسناد الضفة الغربية وفلسطين ال٤٨ عندما تنتفض بالسلاح وتعنف المواجهات لتتحول الى مسرح الحرب لتحرير فلسطين.
في تعزيز وزيادة وتطوير أداء المقاومة العراقية على الجبهات تحرر المقاومة اللبنانية من التسبب أو التعرض لحرب طاحنة قد لا يتحملها لبنان، وتؤمن سورية وتشغل جبهة الجولان كجبهة حرب وإسناد وتوفر لسورية وجيشها فرصة قتال الارهابين على جبهاتهم المختلفة وتوفر الوقت الكافي لاستكمال الاستعدادات لتكون جبهة الجولان جبهة ملتهبة نوعية التأثير إذا ما عصفت الحرب لأسبابها أو بقرار من محور المقاومة.
بعد اليمن الذي بدأ يؤسس لنفسه دوراً محوريا في العرب والاقليم يتأهب العراق لاستعادة دوره المحوري كفاعل نوعي في تقرير مستقبل الصراع العربي الصهيوني وتالياً مستقبل العرب والمسلمين.
إنه زمن المقاومة وخيارها ومحورها ويقترب الحصاد فيعود العراق واليمن أحرار وأسياد وقوى محورية في إعادة هيكلة العرب والاقليم.
إعداد : حازم نادر ويسي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى