مقالات

أيهما أسوأ: الخائن أم المُهمِل والمتواطيء؟!

بقلم : خليل إسماعيل رمَّال

الناس بالناس والقطة بالنفاس كما يقول المثل العامِّي.
مع كل الإجرام الصهيوني وقصف البشر وأعداد الشهداء المُتصاعِد في لبنان ومن كل الفئات العمرية وتدمير كل أسباب العمران في مناطق عمَّرها وبناها أشرف الناس بعد أن همَّشَها ونسيَها مسخ الوطن لفترة طويلة، لا بل منذ ولادة الكيان الجهيض، ومع سقوط الدولة المتواطئة والمُهمِلَة والسارِقة والناهِبَة للنازحين الشرفاء، ومع سقوط فاقدي الشرف والسيادة أمام العدو الوحشي الطامع، ومع عدم تمكُّن نجيب هو وآيد جيشه من فتح ولو طريق واحد لتسهيل أمور النَّاس، وجد رئيس التصريف الوقت لكي يهنيء مُصمِّم أزياء في الحفل الماجن الراقص في الرياض وكاد يهنيء القيِّمِين عليه على مُجسَّم للكعبة الذي وُضِع على المسرح، منتشياً مثل نقيب الموتورين اللاعوني الكعكة بهذا الإنجاز “الفنِّي الحضاري” بالرياض بينما أطفال غزَّة ولبنان تحت الأنقاض!
يبدو أن ميقاتي الذي شرب حليب السباع بعد لقاء خجول تمَّ على عجَل ولرفع العَتَب واستمر بالكاد عدة دقائق جمعه مع ممثل قبلته السياسية (والأخير كان يرفض رؤية وجهه وصورته باستمرار لكنه اضطرّ هذه المرَّة على أساس أن موضوع لبنان كان من ضمن لقاء القمَّة العربانية) والذي كان يتوق اليه ميقاتي بكل جوارحه ويكاد يستقتل في سبيله، وذلك على هامش قمة قمم قمم قمم مِعزى على غنم (الله يرحم مظفَّر النوَّاب) التي كانت لا تساوي عطفة عنز عند أهل غزَّة ولبنان وسوريا والعراق واليمن! ولهذا السبب قلَّل نجيب القليل الوفاء احترامه لسيِّد المقاومة الشهيد الأسمى عندما سمَّاه باسمه (حاف) من دون لقب السيِّد، وكل ذلك لكي يبييِّض وجهه عند وليِّ أمره!

لا ندري أيهما أسوأ: خيانة السيء الذكر القبيح خَلْقاً وخُلُقاً فؤاد السنيورة الذي قدَّم إحداثية منذ يومين للعدو تلقَّفَها واستخدمها إيدي كوهين بسرعة عن مكان نُوَّاب الحزب، أم عصفورية نجيب المتواطئة المُهمِلة لحد التآمر!
أنا اعتقد شخصياً أنه لو تُرِك الأمر لميقاتي نفسه، أي لو لم يكن ملجوماً مُكبَّلاً من قِبَل المقاومة التي تُسطِّر أعظم الملاحم البطولية التاريخية الخالدة في الجنوب، ومن قِبَل الرئيس المُحنَّك الحريص المُقاوِم الأول نبيه بري، لكان صاحب المليارات الموضوعة تحت أعين وتهديد ورقابة الغرب بالخارج أخطر من السنيورة!

السبت ١٦ تشرين الثاني (نوڤمبر) ٢٠٢٤

أجرى نجيب ميقاتي اتصالا بالمصمم اللبناني العالمي إيلي صعب، وهنأه على عرض الأزياء الذي قدمه ضمن “فعاليات موسم الرياض” في المملكة العربية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى