مقالات

رحم الله ضمير لبنان:عندما بكى سليم الحص بالضاحية!

خليل إسماعيل رمَّال

كما تفضَّل سيِّد المقاومة في نعيه اليوم يستحق ضمير لبنان الدكتور المجاهد المرحوم المبرور سليم الحص، كل التكريم والمواساة والعزاء لأنه “أنظف” رئيس حكومة على الإطلاق تبوَّأ هذا المنصب منذ ما يسمَّى “استقلال” لبنان (كلمة استقلال بين هلالين وتحتها خطين كما يقول السيِّد).سليم الحص الشريف النظيف وصل للسلطة بواسطة بوم الشؤم إلياس سركيس (وهذه حَسَنَتْه اليتيمة)، الذي كان دوماً متجهَّم الوجه مع فؤاد بطرسه العنصري الطائفي، سركيس هذا الذي بدأ شهابياً سورياً وانتهى بشيرياً جميلياً ولهذا اختلف مع ضمير لبنان في آخر عهده وجاء بشفيق الوزَّان لإذلال المُسلِمين لأن الحص رفض أن يوقَّع على خطط ومراسيم مهينة بينما الخزَّان وافق أن يوقَّع على بياض (من يذكر خطابه العرمرمي امطري يا سماء؟)! وصل الحُص للحُكم ميسوراً وانتهى به المطاف وهو يكاد يكون مُفلِساً بعكس من تقلَّدوا هذا المنصِب من بعده (وحتى قبله) واستفادوا شخصياً ومادِّياً من الموقع وأول مثال صارخ على ذلك هو اللص فؤاد السنيورة سارق ١١ مليار دولار في بلد مُفلِّس ومسخ وطن لا يُحاسب ولا يُعاقب ولا يدقِّق (جنائيا) في مصرفه الوطني، ولصُّه الأكبر رياض سلامة مازال يسرح ويمرح من دون وازع أو رقيب. شتَّان بين الثرى والثُريَّا، هذا السنيورة قبل أن يعيِّنَه مُعلِّمه وزيراً للمال كان يسكن بالإيجار في شقة متواضعة ولا يملك شروى نقير. أما اليوم (بعد سرقة ١١ مليار وحبتين زيادة) فبات يملك العقارات والبنوك ويستجم هو وزوجته في سويسرا ويتبضَّعان على حساب اللبنانيين الذين لا يحاسبون وهم مُخدَّرون ولا يتحركون ولو تم نهبهم علناً وعلى عينك يا تاجر!!!موقف واحد (من بين الآلاف) مُشرِّف للسليم هذا نستذكره جيداً اليوم وخلال عهد السيِّء الذِكر السمسار أمين الجميَّل بتاع اتفاق ١٧ أيار، عندما قصف قائد جيشه وابن خالته مجرم الحرب إبراهيم طنوس، الضاحية الجنوبية وحي معوَّض بالذات قبل انتفاضة ٦ شباط المُبارَكَة، قام الدكتور الحُص بتفقُّد المنطقة وهو مذهول من الدمار فعانقته إحدى النساء المثكولات بخسارة بيتها وأبنائها وهي تبكي فبادلها العناق مواسياً وأجهش معها بالبكاء وأمام عدسات الكاميرات لأن قلبه الكبير لم يحتمل هذا المشهد الإنساني فلم يبالِ بالإعلام ولا بالسياسة مِمَّا ينمُّ عن عاطفة وحب كبير وأبوة وتعاطف مع أبناء شعبه. هذا عدا عن مواقفه العنيدة بأحقية المقاومة وتأييده لقضية العرب المُقدَّسة، فلسطين، والدليل أنه بعد تقاعده بدأ الهبوط السريع المُريع لموقع رئاسة الحكومة التي أصابها الوهن في المواقف النهضوية العروبية والوطنية. رحم الله ضمير لبنان الدكتور سليم الحص برحمته الواسعة فرحيله خسارة لا تُعوَّض لهذا البلد الذي يحتاج لرجل مثله في هذه الأوقات العصيبة!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى