فلسطين عربية مهماطال الزمن ولن يحررها إلا اهلها.
كتب/سعيد فارس السعيد :
٥/ ١١/ ٢٠٢٤
الرأي العام العربي أو الإسلامي أو العالمي يراقب جيدا ولديه ذاكرة..
فمن أولى واجبات ومسؤوليات قادة دول وقوى محور المقاومة سواء أمام انفسهم أولا ، أو أمام الرأي العام بأن يقوموا بتنفيذ كل ما كانوا يتوعدون به العدو .
لأنه ومنذ عقود ونحن نسمع بأن زوال الكيان الإسرائيلي بات قريبا جدا ..
ثم وقبل سنة الى هذه اللحظة ونحن نسمع أصواتا قوية واضحة جدا من مسؤولين سواء في الضاحية الجنوبية اللبنانية أو من طهران قالت وتكرر القول بأنهم يستطيعوا تدمير يافا
” تل ابيب ” وتدمير كل المواقع الحيوية والاستراتيجية في حيفا ..
ومنذ بداية انطلاق عملية طوفان الاقصى اي منذ أكثر من سنة إلى الآن ونحن نسمع بأن اي عدوان على بيروت او طهران ستقوم المقاومة او ايران باستهداف تل ابيب .
ما أريد ان اقوله ..
امام كل هذا العدوان الوحشي بشكل يومي بتدمير قرى وبلدان ومدن بشكل كامل فوق رؤوس اصحابها سواء في فلسطين او في لبنان ، وقتل النساء والاطفال وتدمير المستشفيات والمساجد والكنائس والمدارس وقتل رجال الصحافة والاعلام وتدمير البنى التحتية لكل قطاع غزة وبشكل ممنهج وامام كل هذه الجرائم والابادات الجماعية التي حصلت وتحصل يوميا في فلسطين ولبنان والتي لم يشهد التاريخ مثيلا لها ..
وامام كل هذه العربدة الصهيوأمريكية اليومية ضد كل دول وعواصم ومدن قوى محور المقاومة ، بشكل يومي ومستمر ..
وكلما قام الكيان الاسرائيلي بتدمير قرية او بلدة او قام بجريمة جديدة وابادة جماعية نسمع تكرار القول بأن قوى المقاومة وايران سيقومون بتدمير تل ابيب وسيقومون بتدمير حيفا ..؟
ان الرأي العام العالمي والرأي العام العربي والرأي العام الاسلامي يريد ان تكون الاقوال ترجمة ميدانية للأفعال .
كما يريد ان تكون الاقوال واضحة بواقعية ملتزمة ومقرونة بالقرار .
فالمنطقة ليست مسرحا للخطابة أو بلاغة الدعاء أو لقصائد الشعر بالمديح والرثاء ..
المنطقة كلها الآن تعيش بأقسى واخطر حالات الحروب منذ قرون الى الآن .
وانظمة دول الأمة العربية وشعوبها كما انظمة دول الأمة الاسلامية وشعوبها تشاهد وتراقب وتكتفي بنظم الاشعار وصياغة البيانات والخطابات ..
فيما لم يساند ولم يقف مع الشعب العربي الفلسطيني سوى قلة قليلة من العرب الشرفاء في لبنان وسورية واليمن والعراق وقلة قليلة من المسلمين في ايىان وقلة قليلة من المؤمنين بالله وبإنسانية الانسان .
فكل من تهمه مصالحه ويسعى لأن تكون مصالحه أهم واقدس من مصالح الآخرين ولا يستطيع ان تكون كلماته مقرونة بالأفعال عليه ان يصمت وعليه أن يترك ساحات النضال والكفاح للشعوب المعنية بحقها وحقوقها فهي وحدها تعرف كيف ومتى تسترجع حقها وحقوقها المغتصبة بإمكانياتها الخاصة والذاتية وبدون اية مغامرات تكبدها خسارات كبيرة ..
كما تعرف جيدا الوقت المناسب لتقديم الدماء والارواح فداء لأوطانها وديارها ومقدساتها ..
فالشعوب التي لاتهدأ بالمطالبة بحقها وحقوقها وخاصة الشعب العربي الفلسطيني العظيم فإنها حتما وبكل يقين ستحصل على حقها وحقوقها مهما طال الزمن وبأقل خسارات ممكنة ..
فالديار والأوطان والمقدسات هي لأهلها ولأصحابها مهما طال الزمن ،
فالحق والحقوق المغتصبة سترجع لأصحابها وفلسطين كل فلسطين عربيةمهما طال الزمن مادام اهلها يناضلون ويكافحون لتحريرها واسترجاعها .
ولسنا على عجلة من امرنا مادام فينا من يقاوم للصلاة في المسجد الأقصى ..
ولسنا على عجلة من امرنا ،مادام فينا من يقاوم من اجل الصلاة بكنيسة القيامة ..
ونعرف جيدا متى وكيف نسترجع ديارنا وأوطاننا ومقدساتنا .
انطلاقا من كل ذلك ..
فالوعد الصادق ٣
، سيرسم معالم المنطقة لعقود طويلة .
وبعدما تم الرد الإيراني التاريخي بالوعد الصادق الأول والوعد الصادق ٢ والذي ورغم انه حصل متأخرا لأن الاصلاحيين في ايران وللأسف الشديد قد وقعوا في فخ التضليل والخداع الأمريكي الأوروبي مما زاد في توحش وعربدة الكيان الاسرائيلي وشركائه بالعالم وبالمنطقة .
فإن( الوعد الصادق ٣ )
بالرد الايراني المقبل الأكيد بين ليلة وضحاها فإن هذا الرد المتوقع بأية لحظة إما سيزيد من العربدة الإسرائيلية والهيمنة الأمريكية بالمنطقة ،
أو أن الرد الإيراني القادم سيوقف العدوان الاسرائيلي ويفرض على الكيان وحلفائه وشركائه وادواته قوة الحق والأمن بالمنطقة .
فالرد الإيراني وقوى المقاومة الآن هم أمام اهم واخطر واصعب منعطف تاريخي .
ويجب ان يكون الرد موجعا وحازما وقويا ينهي كل طرق واشكال العدوان والتوحش والاجرام والعربدة الصهيوأمريكية ،
غير ذلك ستكون المنطقة كلها أمام تحولات هامة وخطيرة جدا لعقود طويلة ..