نسب “آل ثاني” يعود لجارية يهودية.. واللقب من زريبة الخنازير
كشف الباحث السوري الدكتور حسام الدين خلاصي في بحث تاريخي أجراه مؤخرًا عن مفاجأة من العيار الثقيل تشير إلى أن نسب عائلة”آل ثاني”حكام قطر يعود في الأصل لجارية بولندية يهودية وفق وثيقة تاريخية نادرة.
وقال خلاصي في تصريحات خاصة”لدوت مصر”:الصدفة وحدها قادتني لكشف حقيقة نسب “آل ثاني”، حيث عثرت على وثيقة تعود إلى زمن السلطان محمد الفاتح تؤكد هذا النسب أثناء رحلتي البحثية إلى مكتبة المتحف الوطني في العاصمة التركية اسطنبول وتحمل رقم 754 / er تركيا.
وأضاف:الوثيقة التي وجدتها كانت تتحدث عن زوجات السلطان محمد الفاتح وعشيقاته وجواريه وبها ملحقٌ بأسماء النساء السبايا من فتوحاته التي امتدت إلى النمسا، ومن ضمن تلك الأسماء كان هناك امرأةٍ يهودية من بولندا تدعى “هيلينا مكارت”وكان عمرها يوم أُسرتها قوات السلطان تسعة عشر عاماً، وتكشف الوثيقة عن انها كانت من بين الجواري المقربات من السلطان.
قصة حب هيلينا مكارت و حصين آل خليفة
الوثيقة تكشف في محتواها عن تفاصيل قصة حب من نوع خاص كما يقول خلاصي:
وصل تجارٌ من الخليج العربي حاملين هدايا إلى السلطان الفاتح بعد انتصاراته وفتوحاته الكبيرة، وكان من بين من جلس في حضرة السلطان رجلٌ من آل خليفة اسمه”حصين شاهد هيلينا وأعجب بها وحين سأل بعض الحاشية عنها قيل له إنها مقربةٌ من السلطان وإنها سبيةٌ يهودية ولا أمل بالتقرب منها.
فحصل أن اتفق حصين معها على الهروب سويًا بعد قصة حب قوية.
القبض على هيلينا قبل الهروب
ويستطرد خلاصي وفق تفاصيل الوثيقة النادرة: عملية الهروب فشلت وقبض الحرس على “هيلينا” ليلة الهروب فاعترفت أمامهم وأمام السلطان بما دار بينها وبين”حصين آل خليفة”، فذهب حصين إلى السلطان محمد الفاتح وأخبره بأنه متعلقٌ بها ويريد الزواج منها ولكن خشيته من غضب السلطان جعلته يختار الهرب فقرر السلطان أن يزوجه بها ولكنه أمر بإرسالهما إلى ديار أهلها اولًا.
الحاخام اليهودي يطلب من حصين اعتناق اليهودية
ويضيف خلاصي قائلًا: ذهب حصين وهيلينا إلى والدها والذي كان يعمل يعمل في مزرعة للخنازير، تعود ملكيتها لأحد إقطاعيي بولندا ويقال في الوثيقة أنه أحد الحاخامات، وحين علم الأب برغبة ابنته الزواج من هذا التاجر العربي اشترط عليه أن يدخل في دينهم ويقيم عندهم لفترةٍ من الزمن
لكن “حصين” قرر أن يعود إلى بلده، وأعلمهم بسفره، فأخبروه بأن هناك قافلة إلى تركيا بعد يومين.
حصين يتزوج هيلينا بخطة يهودية ويعمل في مزرعة الخنازير
المفاجأة التي حدثت كما يقول عنها الدكتور خلاصي بحسب تفاصيل الوثيقة أن حصين لم يسافر، ففي ليلة السفر دخلت هيلينا حجرته عاريةً تماماً، وطرحت نفسها عليه وقضى منها وطره، وفي الصباح جاءه أهلها وقد تأخر عن القافلة وقالوا له لقد جامعتها في الليل وربما تكون قد حملت منك، فعليكما أن تتزوجا الآن وهكذا تم الزواج وعمل حصين في مزرعة الخنازير وأصبح يهودياً وأنجب أربعة صبيان. وحين بلغ أولاده أخبرهم عن قومه وبلاده وأنه يملك أراضي ومالاً وزوجة وأن لهم إخوة وأمرهم بالمغادرة فوراً لكن الأولاد كانوا أقرب إلى أخوالهم اليهود من أبيهم فأخبروا أحدهم بأمر الثروات والأراضي والأموال فوصل الأمر إلى الحاخام فقرر تزويج الأولاد الأربعة من يهوديات وأمرهم أن ينتشروا ببلاد المسلمين.
كُنية”آل ثاني” تعني عمال زريبة الخنازير بالبولندية
ويكمل خلاصي قائًلا: نفذ الاربعة ابناء اوامر الحاخام اليهودي، وفور وصولهم لفلسطين آثر أثنين من الأولاد البقاء ورحل الباقون إلى الخليج العربي وهناك استوطنوا وأصبحت كنيتهم من”آل خليفة” إلى”آل ثاني” وهي الكنية التي أمرهم الحاخام الأكبر بأن ينتسبوا إليها حين يستقرون بالبلاد، فهي كنية يُلقب بها اليهود عمال زريبة الخنازير ومشهورة للآن بين يهود بولندا، أما الذين عادوا إلى بلاد أبيهم فقد بلغ عددهم ثلاثة وخمسين بين رجل وامرأة.
سر العدواة الحقيقية بين”آل ثاني”و”آل مرة”
ويضيف الدكتور خلاصي بحسب تفاصيل الوثيقة الخطيرة:”اكتشف شيخ من قبيلة “آل مرة” حقيقة ” آل ثاني”بعد عودتهم لموطن ابيهم”حصين” وأعلن الحرب عليهم ولكنهم تجنّبوا الحرب بأن زوجوه أجمل نسائهم وأهدوه مالاً كثيرًا، وبعد مدة اكتشف الشيخ بأنه مخدوع وأن زوجته اليهودية تخونه فقتلها ورمى جثتها للكلاب وأعلن الحرب على “آل ثاني” وبعد حروب عدة كان الفوز بجانب”آل ثاني”، وهذا الأمر يعد السر الحقيقي وراء حالة العداء بين”آل مرة”و”آل ثاني”ويعطي تفسيرًا واضحًا لعمليات التنكيل التي تتم بهم على مدار حكم “آل ثاني” لقطر حتى اليوم.
اختفاء الوثيقة في ظروف غامضة
خلاصي أكد على ان الوثيقة اصبح مكانها غير معروف الآن بعد أن عرف تميم بوجودها بطريقة ما قائًلا: عرفت من خلال بعض الأصدقاء أن أمير قطر تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني، أرسل وزير خارجيته لتركيا وطلب الحصول على الوثيقة الأصلية “بشيك على بياض”، ومن بعدها يقال أن الوثيقة اختفت من المتحف الوطني التركي ولا أحد يعرف ما هو مصيرها
د.حسام الدين خلاصي