مفاجأة الجنوب اللبناني تحضر لليوم الثاني في إعلام الغزاة.
يُذكر أن مصطلح “سُمح بالنشر” الذي يخيفهم قد ظهر مساء أمس، وكالعادة بعد إبلاغ أهالي الجنود القتلى.
وكالعادة تتصدّر صحفهم ومواقعهم الإخبارية صور القتلى الثمانية (جماعية)، مع صور فردية غير تقليدية وسيرة ذاتية لكل واحد منهم، ومكان الاشتباك الذي قُتل فيه (لم يُقتلوا في اشتباك واحد).
على أن المفاجأة هي ما ذكرته “إسرائيل اليوم”، بقولها إن الجرحى من الجنود والضباط كانوا بالعشرات، خلافا لرقم الأمس، ومعلوم أن عدد الجرحى دائما هو الأعلى بسبب الحديد الذي يحيط بأجساد الجنود في الأماكن الحساسة، لكن تأثير الإصابات المفضية إلى إعاقات” على مجتمعهم يكون أكبر من تأثير القتلى.
في أي حال، وكما قلنا مرارا، فإن مساعي التوغّل البرّي الإسرائيلي ستكون عالية الكلفة لأن الاشتباك هنا مختلف عن القصف الجوي الذي يتفوّق فيه الغزاة، كما أن التقدّم مع كثافة النيران لن يغيّر الكثير لأن حرب العصابات ستتواصل، مع قصف من بعيد لنقاط تمركز القوات الغازية.
خيبة “الكيان” بسبب ما جرى أمس تُرجمت تكثيفا لهجمات الطيران على مناطق يزعم أن فيها مراكز عسكرية للحزب، الأمر الذي تكذّبه وقائع كثيرة في الميدان.
النتيجة أن هدف الغزاة من العملية (سحق الحزب ونزع سلاحه) يبدو ضربا من الوهْم.. هذا في حال استمرار الوضع الراهن. أما إذا انفجرت الحرب الشاملة في ظل حديث الغزاة عن “تغيير الشرق الأوسط”، فسيُفاجَأ قادتهم بمصائب لم يحسبوا حسابها في ظل غرور القوة والغطرسة الذي يتلبّسهم منذ الهجمات النوعية في لبنان، تلك التي نجحت بسطوة التكنولوجيا والاستخبارات والدعم الأمريكي، وليس بسبب مستوى الشجاعة.