مقالات

الامن الثقافي الحلقة المفقودة في دول محور المقاومة

الاختراقات الأمنية مستمرة حتى نستوعب وظيفة الأمن الثقافي.

بقلم : د. نبيل علي الهادي

لا اريد الخوض في تفاصيل ما حصل من خروقات امنية، في ايران، او لبنان، او العراق او حتى في اليمن.وما يهمني هو التنوية إلى الحلقة المفقودة التي يستغلها العدو، وتجعله في حالة تفوق امني على دول المحور.وحقيقة الأمر ان السبب الرئيسي في الاختراقات التي يتعرض لها محور المقاومة، ترجع لأسباب متعلقة بغياب اجهزة الأمن الثقافي.وجميع دول محور المقاومة واضح انها غير مدركة لأهمية الأمن الثقافي، وغير مدركة لكيفية بنائه.وما هو قائم وموجود من اجهزة امنية، هي اجهزة عامه غير متخصصة، ولهذا لا يوجد تتطور امني في دول المحور، بشكل الذي يجعلها تدرك كيف تتفوق على العدو الإسرائيلي والأمريكي.بمعنى ان الاجهزة القائمة متعلقة بالأمن السياسي او الوطني او القومي. وهذه الاجهزة غير كافية لفهم طبيعة العدو وكيف يفكر، وكيف يعمل على اختراقات دول المحور، ومن هي الجهات التي تتواطئ معه، كيف لجنود الموساد ان يعيشوا بيننا لعشرات السنين ونحن غافلون، وفجئة تحدث اخترقات امنية خطيرة، هذا يعني انه لا يوجد جهاز امني ثقافي.خصوصاً ان الانظمة السابقة في دول المحور لم يكن يعنيها مسألة الأمن الثقافي لا من قريب ولا من بعيد، بل ان الانظمة السابقة منذ عشرات السنين كانت تسعى بشكل متعمد لتدمير البنية الثقافية حتى يستحيل على اي ثورة قادمة او اي نظام قادم ان ينشأ جهاز الأمن الثقافي.ولهذا حين تغادر بريطانيا او امريكا اي دولة وتنسحب تترك الفكرة الثقافية التي تسيس الحياة العامة للشعوب، وتجعل تلك الدول تمضي في نفس الاتجاه الذي ترغب به دول الاستعمار.واذا حصل تقدم امني فهو تقدم طفيف، يجعل للاجهزة الجاسوسية القدرة على البقاء لفترة طويلة.فدول المحور تعتمد بالدرجة الأولى على اجهزة الأمن السياسي في اغلب شؤونها الامنية.كما انهم لا يستوعبون الفرق بين اهداف الامن الثقافي التي تختلف كلياً عن اهداف الأمن السياسي او الامن القومي.فمن اهم الأهداف المغيبة للثورات في دول محور المقاومة، ومن بينها ثورة 21 سبتمبر ، عدم الحث على انشاء و بناء اجهزة الامن الثقافي لدول المقاومة وعليه يجب ان يتم وضع هدف واضح يتعلق بالأمن الثقافي، وانشاء جهاز امني خاص به، هذا الجهاز سيكون لديه القدرة على ادراك الاخطار والخروقات من قبل ان تقع بسنوات، وتجاوز الإشكاليات الامنية الخطر والإستراتيجية منذ وقت مبكر.بينما الاجهزة الامنية المتعلقة بالامن السياسي اذا نجحت في مهامها فهي تكتشف الاخطار والخروقات في اوقات متأخرة، نستطيع ان نحددها بشهر او شهرين، لافضل جهاز.

فلو كان لدا لبنان جهاز خاص بالأمن الثقافي لكتشف الواقعة التي حصلت اليوم في لبنان منذ وقت مبكر.

فجهاز الأمن الثقافي، مهمته الرئيسية الحفاظ على العقيدة الدينية للمجتمعات ، ومراقبة حضارتها، وقياس الاتجاهات الثقافية للتكتلات، والاحزاب والشخصيات الاعتبارية، وكل من له اثر على المجتمع بشكل واسع، وليس هدف الامن الثقافي الحفاظ على امن الدوله كما يقوم به الان جهاز الأمن السياسي ضمن دائرة الأمن والمخابرات في دول المحور.

فاجهزة الأمن السياسي القائمة في هذه الدول من المفروض انها تعمل بتناغم مع قيادة الامن الثقافي، وتتلقى توجيهات ارشادية منها، فالامن السياسي او الوطني من المفروض انه امتداد لجهاز الأمن الثقافي المغيب في دول المحور، وجهاز الأمن القومي من المفروض ان لديه أسس عملية قائمة على البنية الثقافية وليس على البنية الاقتصادية.

فالمدرسة الاسلامية تفكر بطريقة مختلفة وعكسية غير ما نجده في المدروسة الرأسماليةهذا يعني أننا سنبقى في حالة استنفار امني وسياسي واجتماعي واقتصادي، وسنبقى نستنزف مواردنا المالية والبشرية، لأن القضية في الاصل امنية ثقافية، وليس امنية سياسية.

فالحقيقة تكمن ان الخلل في عدم ادراك دول المحور للفرق بين الأمن الثقافي، والأمن السياسي، وعلاقتهما بالأمن القومي، سواء كنا نتحدث عن الأمن الإيراني او اللبناني او حتى اليمني.

ولله عاقبة الأمور والعاقبة للمتقين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى