مقالات

ما الذي أصاب مجتمعاتنا العربية

✍️الجندي المجهول

لقد سبق وإن كتبنا وتحدثنا مرارا وتكرارا منذ عام 1994م الى يومنا هذا بأن المجتمعات العربية تتعرض لأعنف موجة التدمير عبر عدة مصطلحات زائفة وكاذبة(ماسونية الأصل والمنشئ) مثل

1- العولمة

2- الدولة المدنية

3- التعددية

4- الديمقراطية

5- الاسلام الراديكالي

6- البنك الدولي وووالخنعم إن المجتمعات العربية تتعرض لأعنف موجة من التدمير الذاتي والانقلابي على كافة ثوابتها الأساسية، وكأنها ناراً اشتعلت فيها لتأكل في طريقها كل شيء لا تُبقي ولا تذُر … فما شهدته وشاهدناه في المجتمعات العربية منذ عام 1994م من تحولات قلبت البنية العميقة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية للمجتمعات العربية، فقد شهدت الاقتصادات انقلاباً عميقاً جراء الانتقال من سياسات تسيطر عليها الدولة إلى اقتصادات خاصة وعائلية.ولا حاجة هنا لتقديم الدليل على التفكك والتحلل الذي لحق بالمجتمعات العربية، فحالة البؤس والكآبة التي تنتاب الجميع عند النظر والتفكير في واقع الحال اليوم وما تعانيه من تقهقر وتفكك ومصاعب متعددة تتأزم يوماً بعد يوم … فلو نظرنا إلى واقع الإنسان العربي وسلوكه إزاء ما يعاني من تخلف وتفكك اجتماعي يتفاقم بعمل ممنهج ومنظم ويدار من غرف خارجية عالمية الغرض منه تفريغ المجتمعات العربية من أي قيمة نوعية أو كيفية ، ومصادرة المستقبل وتشويه الاجيال والبنية الديموغرافية بتحويل المواطنين إلى ركام رقمي لا قيمة له لأنه غارق في الجهل والفقر والمرض والتخلف الفكري.ولعل من أكثر الأدلة على مسخ المواطن العربي هو وما يحصل خلال ال 12 شهر من ما تتعرض له غزة وشعبها من قتل وإبادة الشعب الفلسطيني من قبل العدوان الصهيوني الماسوني ولم نرى له صوتا ولا نفسا ولا حركة تذكر وهذا يدلل لنا على إن المواطن العربي يعيش اليوم مرحلة الموت الحسي على ذاته وتاريخة ، فأصبح يراقب ببلاده وذل ويغمض عينيه عن أدوات الهدم التي تدمر دينه وقضيتة ومجتمعه وتفتك بقيمته وحريته ، وكل ما يضمن استقراره وهويتهفتفكيك المجتمعات يمكن رصده اليوم وإذ سكتنا عن ذلك سوف نشهد خلال الأعوام القادمة تراكم عوامل عديدة، وقد يحصل الأعلان عن الدين (أبرهام) إلا بعد فترة لأنها تمشي بشكل بطيء وتدريجي، وقد يحصل تغيير ضخم يصح القول أنه يفصل بين زمنين وفي إطار زماني ومكاني ، وقد تلعب أيضًا عوامل مختلفة داخلية وخارجية، سياسية واقتصادية دور التحفيز لهذا التفكك والتغير الذي قد يكون سريعاً ومخططاً له كما أشرنا لكم سابقا إن الماسونية العالمية تعمل ليلا ونهارا على تفريغ الدولة والمجتمع العربي من جميع ثوابتة الأساسية كانت البداية أنقلاب(1994) بإفراغ الدساتير من مضامينها حيث لم يعد الدستور مُهيمناً ولا راسماً للسياسات ! ثم توالت عملية العبث بالأنظمة والقوانين وتزوير الانتخابات وتفصيل قوانين انتخاب على المقاس، وتم إجهاض الدور المحوري للحكومات وإضعافها بحيث صار غالبيتهم من الموظفين الذين ينتظرون التوجيهات ولا يتخذون القرارات، وبعد ذلك تعاقبت متواليات تفكيك ونهب مؤسسات الدولة في الجنوب والشمال واحدة تلو الاخرى.وعلى مستوى المجتمع طفت على سطحه استقطابات أضعفت نسيجه الاجتماعي وأدت إلى شرذمته، وصارت الوجاهة والحصول على المناصب … واختزل التعليم بالشهادة وعَجِزَ التعليم عن بناء مجتمع المعرفة فصار لدينا حملة شهادات بلا علم ولا مؤهلات أدت إلى جعل البناء الاجتماعي هشاً.أما على المستوى الاجتماعي فقد حصل تحول عميق في صعود طبقة من رجال المال والأعمال الذين كان لهم لاحقًا اليد الطولى في انقلاب حرب 1994م واسقاطها واحتلت تلك الطبقة موقعاً مميزاً في الهرم الاجتماعي كان من نتائجه القضاء على الجمهورية والوحدة اليمنية وتدمير الطبقة الوسطى.وعلى صعيد السياسة تحولت وراثة المناصب ولعبة تدوير الكراسي الموسيقية إلى محور أساسي ورئيسي قاد إلى تحول عميق لطبيعة الطبقة السياسية وتوجهاتها وأهدافها أدى إلى الزواج على السلطة والمال، من قبل المؤتمر والأخوان وما نشأ عنها لاحقاً من إرادة سياسية تنزع إلى تكريس السلطة الشاملة والدائمة على مجتمعنا اليمني وكذلك هو الحال بالمجتمعات العربية أما على الصعيد ( الجيو استراتيجي ) فقد العالم العربي سيطرته على مصيره الجمعي ، وأصبحت ساحاته منطقة فارغة من القوة ، ولم يعد له أي رصيد في حسابات القوى الدولية والإقليمية … وأُضعِفت الدول العربية بتجسيداتها الجغرافية، سواء كانت دول الطوق العربية أم دول العمق العربي، إذ أنجزت حالة التفتيت على صعيد الدولة الوطنية … كما تم تفكيك مفاصل النظام الإقليمي العربي الذي كان يُمثل هاجساً أمنياً مقلقاً في حال توحد عناصره.وللأسف فما زال الكثير من الأنظمة العربية لا تدرك أن أهم كيانين لأي شعب هما الدولة والمجتمع فعندما تنهار القيم تنهار الثوابت، ولتفكيك المجتمع وإضعاف الدولة هناك أساليب وآليات كثيرة ، منها تكثيف العمالة الوافدة ، والعمل على تدمير الطبقة الوسطى وانتشار المخدرات، وتشرذُم النُخب وانصرافها عن التزامها الاجتماعي وتقويض بنية الأسرة في المجتمع وتدمير التعليم والخدمات، مما يؤدي في النهاية إلى عجز المجتمع عن بناء مجتمع المعرفة وإلى تغيير العقل وإعادة صياغة الهوية.وها نحن نشهد خلال العشرة الأعوام كيف أستطاعت الماسونية عبر أدواتها العربية كيف أدخلتنا في هذه الدوامة ولم نستطيع الخروج منها إلى يومنا هذا بدءاً من أفغانستان وباكستان والعراق وسوريا والجزائر والسودان واليمن وليبيا والصومال ومالي وتشاد … الخ.

خلاصة القول لم يعد لدى الشعوب العربية طاقة لتتحمل كم الفساد والاستبداد الذي يُمارس عليها ! فقد عم الفساد وأُهدرت المقدرات وضاعت الثروات التي انحصرت في أيدي فئة قليلة صاحبة النفوذ والسلطة ، والتي قضت على أي حالة من حالات النهضة نحو مستقبل أفضل. منذ عام 1994م الى يومنا هذا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى