لافروف يحذّر الكرد من “السيناريو الأفغاني
علي حسن
في تصريح هو الأوضح ويحمل العديد من الدلالات، حذّر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ميليشيا “قسد” التي تسيطر على شمال شرقي سورية بإشراف أميركي من مصير مشابه لمصير الحكومة الأفغانية التي كانت تعمل أيضًا تحت إمرة واشنطن ووثقوا بها قبل أن تتركهم لمصيرهم، معتبرًا أن الأميركيين في سورية لم يحققوا أي أهداف في مكافحة الإرهـ.ـاب، وأنهم ينشطون لإقامة كيان شبه دولة بعكس بقية الأراضي السورية التي تخضع لسيطرة الحكومة السورية. وأردف أن “ممثلين عن سورية وتركيا وروسيا وإيران شاركوا في هذه الاجتماعات، والآن نقوم بالتحضير لاجتماع آخر، أنا متأكد من أنه سيحدث في المستقبل المنظور”، لافتًا إلى أنّ “الرهان على واشنطن مغامرة غير محسوبة”.وحول تصريحات وزير الخارجية الروسي، قال المحلّل السياسي خالد عامر لموقع “الـ.ـعـ.ـهد” الإخباري: “إنّ هذه التصريحات يجب الوقوف عندها طويلًا لأنّ موسكو، ومنذ بداية الأزمة السورية كانت تتجنّب توجيه انتقادات مباشرة لـ”قسد” كونها كانت تضع نفسها في دور الوسيط بينها وبين الحكومة السورية، ولكن استمرار “قسد” في نهجها المتعنّت والخاضع تمامًا للمشيئة الأميركية والرهان الدائم على حماية واشنطن لها، دفع الدبلوماسية الروسية إلى الخروج عن أسلوبها المألوف خاصة وأن هذه الحماية لن تكون دائمة، فالوجود الأميركي ــ بحسب عامرــ هو وجود هشّ ومؤقت وهو عرضة بشكل دائم لهـجـ.ـمات المقـ.ـاومة في كلّ من سورية والعراق.وأضاف أن “ممارسات “قسد” بحق الأغلبية العربية في منطقة الجزيرة يزيد من تفاقم الوضع ويؤجج المقـ.ـاومة المسلـ.ـحة ضدّها في حين لا تُبدي قيا دة “قسد” مرونة تُذكر في التفاوض مع الحكومة السورية وتتمسّك بشروط لا يمكن لدمشق الموافقة عليها خاصة تلك التي تتعلّق بوحدة البلاد وبالاستئثار بقسم كبير من الثروة الوطنية التي تهيمن عليها قسد حاليًّا بحكم الأمر الواقع”. ورأى المحلل السياسي أنّ “الوجود الأميركي في سورية لا يمكن أنّ يستمر وسبق للإدارة الأميركية أن قررت الانسحاب عدة مرات خاصة في عهد الرئيس السابق والمرشح الحالي دونالد ترامب قبل أن تتدخل دول عربية وتقدم تنازلات للرئيس الأميركي مقابل الإبقاء على قواته في سورية”، مضيفًا أن “هذه الدول قد لا يكون لديها نفس الحـ.ـمـ.ـاس حاليًّا في حال أراد ترامب إعادة تفعيل هذا القرار بحكم تحسن علاقاتها مع كلّ من دمشق وأنقرة التي ترفض بدورها الوجود الأميركي لأنه يحمي “قسد” التي تشكّل تهديدًا لأمنها القومي”.*”قسد” تهدر وقتًا ثمينًا أمام التطورات الإقليمية المتلاحقة*من ناحيته، رأى المحلل السياسي إسماعيل مطر في تصريح لموقع “الـ.ـعـ.ـهد” الإخباري أن “كلام لافروف مؤشر واضح على التغيرات المتسارعة على مستوى الإقليم نتيجة الجهود المبذولة من قبل كلّ من روسيا وإيران للدفع في مسار التطبيع بين كلّ من دمشق وأنقرة”.وأوضح مطر أنه “وبالرغم من البطء الحاصل في هذا المجال إلا أن مسار التطبيع السوري التركي يسير في الطريق الصحيح وهذا ما بدا جليًا من خلال الترحيب التركي بتصريحات الرئيس السوري الأخيرة في مجلس الشعب بهذا الخصوص والدعوات المتجددة لعقد لقاءات ثنائية وكذلك من خلال ما أعلنه لافروف عن عودة الاجتماعات الرباعية بين كلّ من تركيا وسورية وإيران وروسيا بشأن التطبيع بين دمشق وأنقرة”.وأضاف المحلل السياسي أن “هذه الدول وخاصة دول الإقليم قد اتّخذت قرارًا حاسمًا بشأن إنهاء الوضع الشاذ في شمال شرقي سورية وعلى “قسد” أن تستثمر الوقت المتبقي قبل أن تفرض الوقائع نفسها ويصبح ما هو مقبول حاليًّا غير ممكن في المستقبل القريب والقريب جدًا”.