مفاوضات لوقف القتال في غزة …
أكدت نتائج ما أسموه (مفاوضات لوقف القتال) في غزة، حجم الكذب والتضليل، الذي يمارسه العدو الصهيوني، وحماته في تحالف العدوان، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.فكل ما قالوه عن حدوث تقدم في المفاوضات، وعن تضييق الفجوات، سرعان ما تبين أنه ليس سوى كذب، ومحاولة لإعطاء آمال خادعة، حتى بات كل ما يأمله الرئيس الأمريكي جو بايدن – كما عبر عنه بالأمس – هو وقف القتال، قبل رحيله غير المأسوف عليه، عن البيت الأبيض.بالتأكيد لم تفاجئنا هذه النتيجة، فالكل يعرف أن نظاما استيطانياً عنصرياً ومتوحشاً، لا يجيد سوى المزيد من الشراهة للحرب، والقتل والتدمير، ومن يحمي مثل هذا الكيان المتوحش، ويمده بكل ما يحتاجه من وسائل الاستمرار في جرائمه، لا يجيد سوى المزيد من الكذب والتضليل.لقد بات معروفاً للجميع، أن الهدف الوحيد لقادة الكيان الصهيوني، ومنظومة العدوان، هو حماية كيانهم، من معاقبته على جرائمه، بحق الشعب الفلسطيني، وكافة دول وشعوب المنطقة، وتهديده للأمن والسلام، في المنطقة والعالم.أما ما فات هؤلاء، إدراكهم إن حبل الكذب قصير، وأنهم إذا استطاعوا خداع أنفسهم والعالم، لفترة من الزمن، فمن المستحيل عليهم، الاستمرار في هذا الخداع والتضليل، حتى أن أكثر من أصبح يتحدث عن الأفق المسدود، الذي بات يحاصر الكيان الصهيوني، هو وسائل إعلامه، ونخبه السياسية والعسكرية.كما أصبح هؤلاء، أكثر من يتحدث عن فشل كيانهم، في تحقيق أي من أهداف العدوان، رغم مضي أكثر من عشرة أشهر عليه، وما يتخلله من جرائم، تندى لها جبين الإنسانية، وهذا الفشل يطال أيضاً الولايات المتحدة الأمريكية، ومن معها في منظومة العدوان.. ومياه البحر الأحمر خير شاهدٍ على هذا الفشل، مع رؤية حاملات طائراتهم، وسفنهم الحربية، وهي تفر هاربة، من مصيرها المحتوم، وهو الحرق والتدمير. إن الحقيقة الوحيدة التي باتت مؤكدة اليوم، هي أن الزمن تغير كثيراً، فالحرب سجال، وكل يوم يمضي، تزداد فيه مآزق العدو، وتزداد فيه إرادة الشعب الفلسطيني، على المقاومة والصير والصمود، وتراكم فيه دول وفصائل محور المقاومة انتصاراتها، ونتائج القتال لا تحددها ما يقوم به كيان العدو وحماته، من قتل المدنيين، وتدمير المشافي والمدارس والبنية التحتية، وإنما إرادة المقاوم ين. ، وتصميمهم على الانتصار، وامتلاكهم القدرة على الصمود، ومقارعة العدو، ولن يطول اليوم، الذي سيدركون فيه، إلى أين يقودهم إجرامهم وكذبهم وتضليلهم، وأي منقلب سينقلبون.
أحمد رفعت يوسف