مقالات

ألغام الحزب تُحيط بالأساطيل الأميركيّة

ماجدة الحاج

” ألغام الحزب تُحيط بالأساطيل الأميركيّة “.. ضربة مدوّية للحوثيّين بمساعدة الرّوس! أيّام “ثقيلة” تعيشها “اسرائيل” ترقّبا للرّد الايراني على اغتيال الشهيد إسماعيل هنيّة على اراضيها، كما ردّ حزب الله على اغتيال ارفع شخصيّة قياديّة لديه وهو الشهيد فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت، بعدما قرّر بنيامين نتنياهو وضع المنطقة بأسرها على فوّهة بركان عبر تجاوزه لكلّ السّقوف والخطوط الحمر امام محور المقاومة، وعزمه المضيّ قُدُما صوب حرب شاملة متكّئا على الحشود العسكرية الضخمة التي ارسلتها الولايات المتحدة الى البحر المتوسّط للدّفاع عن “اسرائيل”، في حال تجاوز الرّد الايراني كما ردّ حزب الله، الخطوط الحمر الأميركية- الاسرائيلية، في وقت اتجهت الأنظار اليوم الخميس، الى انطلاق مفاوضات الّدوحة القطرية لوقف اطلاق النّار، على وقع الإعداد “لليوم التالي” إذا ما افشل نتنياهو هذه الجولة مرّة اخرى، وسط تسريبات خرقت المشهد السّاخن اكّدت انّ ساحات محور المقاومة أنجزت “ما يجب إنجازه” بإتقان، بانتظار ساعة الصفر.كان لافتا ما ذكرته صحيفة “واشنطن بوست” منذ ايام-نقلا عن مستشار الرئيس الايراني كما قالت، ومفاده” انّ اغتيال هنيّة كان عملا استخباريّا، والردّ سيكون بنفس الطريقة”! ما يُدلّل على انّ ردّ طهران سيكون “من الداخل” وقد لا يشبه عملية الرّد على “اسرائيل” في منتصف شهر نيسان الماضي، بالصواريخ والمسيّرات ردّا على استهداف مبنى قنصليّتها في دمشق..فيما تجهد تل ابيب لفكّ لغز كيفيّة ردّ حزب الله والأهداف المُرتَقب ضربها!فهل يردّ الحزب باستهداف قاعدة عسكريّة او حيويّة حسّاسة في العمق “الاسرائيلي”؟ او بهجوم صاروخي ضخم على قواعد عسكرية مُنتقاة في تل ابيب او حيفا؟.. هل يتمّ الرّد باستهداف شخصيّة امنيّة “اسرائيلية” داخل الكيان او خارجه؟ توازي بأهميّتها منزلة الشهيد شكر في حزب الله؟.. او لربما حدّد الحزب هدفا “ثمينا” في “اسرائيل” قد يكون مجهولا للعامّة، ويهزّ استهدافه اركان الجيش الإسرائيلي- وفق ما ذكرت امس صحيفة “فاينانشل تايمز” البريطانيّة…ماذا لو جاء ردّ الحزب على متن مفاجأة جويّة من العيار الثقيل؟ استهداف إحدى مقاتلاته في الاجواء اللبنانية، وإسقاطها هذه المرّة؟.. المؤكّد –بحسب ما تؤكده شخصيّات سياسيّة وعسكريّة لبنانية مقرّبة من محور المقاومة، انّ ردّ حزب الله على اغتيال ارفع شخصيّة قياديّة لديه، في عمق الضاحية الجنوبية، سيكون قاسيا ونوعيّا، ولا يمكن تمرير ردّ “عادي” على اغتياله، والا فإنّ “اسرائيل” ستستبيح امن الضاحية او الجنوب في ايّ لحظة، سيّما انه وجّه قبل اغتيال شكر عبر وسطاء، تحذيرا عالي اللهجة من مغبة اي خرق “اسرائيلي” للخطوط الحمر، عبر استهداف بيروت او ضاحيتها الجنوبية.. الا انّ “اسرائيل” ضربت هذا التحذير عرض الحائط وقفزت فوق خطوط الحزب الحمر. وبالتالي، عليها تحمّل عاقبة فعلتها.ثمّة من المحلّلين والخبراء العسكريين من يسأل:” ماذا لو اخذت “اسرائيل” المبادرة وباغتت ايران او لبنان بضربة استباقيّة؟ متسلّحة بالدّعم العسكري الاميركي الضخم في المنطقة.. بالأصل، فإنّ كل هذه المدمرات والاساطيل وحاملات الطائرات ذات الطابع “الهجومي” لم يتردّد إزاءها مسؤولون اميركيون بالإعلان انها ستتدخّل بشكل مباشر-خصوصا حيال حزب الله، اذا أخطأ الحساب مع “اسرائيل”.. وبالطبع، اخذ الحزب ومحور المقاومة كل الاحتمالات بالحسبان.كخليّة نحل، تعمل غرفة عمليّات المحور منذ بدء التجهيز للردّ الايراني وردّ حزب الله على عمليَّتي بيروت وطهران.. وعلى عكس ما تشيّعه دوائر واشنطن وتل ابيب، من انّ القوّة العسكرية الاميركية الضخمة في المنطقة هي التي تؤخّر ردَّي الحزب وايران، فإنّ اكثر من قيادي ومسؤول ميداني في محور المقاومة، المح الى انّ الرّد تمّ انجازه بانتظار “ساعة الصّفر”.والكلام عن انّ الترسانة الاميركية الضخمة “الهجوميّة” اربكت وأرست قلقا في دوائر ساحات المحور- وهو ما المح اليه احد الموفدين الغربيين الى بيروت والذي مرّر تهديدا مبطّنا الى من التقاهم من المسؤولين اللبنانيين لإيصاله الى قيادة حزب الله، فإنّ الأخير مرّر بدوره جوابا على هذا التهديد لإيصاله الى الى من يعنيهم الأمر”، ومفاده : ” وهل تركنا البحر آمنا لتلك الأساطيل وملحقاتها”؟وإزاء ما اعلنه الحزب اليوم في بيان له بمناسبة الذكرى 18 لنصر تموز 2006 ، متضمّنا تأكيدا ثابتا على انّ ارض لبنان لن تكون ابدا تحت الاحتلال وتلويحا بمفاجآت اعدّها بالرّغم من التهديدات المعادية وحاملات الطائرات الاميركية، مُنهيا بيانه بعبارة ” والله على ما نقول شهيد”.. نُقل عن احد كبار ضبّاط الاستخبارات الاميركية السابقين تحذيره، من “انّ كلّ الحشود العسكرية الاميركية الضّخمة في بحر المتوسط، مشابهة لتلك التي حشدتها الولايات المتحدة في مرحلة الثمانينات عقب الاجتياح الاسرائيلي للبنان صيف عام 1982.ويضيف” كل هذا الاستعراض العسكري الاميركي قبالة السواحل اللبنانية حينها لم يُثر اي خشية لدى ثلّة من الاشخاص الذين سدّدوا اكبر صفعة في وجه الولايات المتحدة على الاطلاق، عبر تفجير مقرّ قوات المارينز في بيروت، والذي افضى الى مصرع اكثر من 270 من هذه القوات، كما 58 ضابطا وجنديّا في تفجير متزامن نسف مقرّ المظليّين الفرنسيّين في العاصمة اللبنانية أيضا حينها، كان حزبُ الله في بدايات نشأته، وبقدرات عسكريّة لا تُذكَر..فكيف اصبح حال هذا الحزب اليوم؟ بعد 42 عاما من التجهيز الدؤوب ومراكمة الأدمغة والخبرات وامتلاكه ترسانة صاروخيّة ضخمة للبرّ والبحر والجوّ، وعديد يصل الى حدود 100 الف مقاتل في صفوفه” ؟هذا ولم تقل حركة “انصار الله” اليمنيّة كلمتها بعد، في ردّها الحتميّ على العدوان “الاسرائيلي” على الحديده.. لكن، ثمّة ضربة غير مسبوقة سدّدتها الحركة في شباك واشنطن وتل ابيب على السّواء، احاطها الثنائي بتكتّم مطبق “مذبحة” في صفوف 70 ضابطا وجنديّا هم عديد قوّة خاصّة “اسرائيلية”- اميركية كانت بصدد تنفيذ عمليّة ” إنزال ” غرب الحديدة.الكولونيل دوغلاس ماكريغور وعلى الهواء مباشرة، كشف “انّ الرّوس نقلوا معلومات أُرفقت بصوَر أقمار صناعيّة الى نظرائهم الايرانيين، عن “إنزال” غرب الحديدة قوامه 70 بين ضابط وجنديّ يشكّلون قوّة خاصّة “اسرائيلية” مدعومة بأخرى اميركية، تتبّعتهم قوات “انصار الله” منذ بداية العملية بعد تلقّيهم المعلومات من القيادة في طهران، وكانت “المذبحة”..ويضيف ،الجنرال ماكريغور، “انّ مقاتلي الحركة نصبوا كمينا مُحكما لأفراد المجموعة وقتلوهم جميعا”.وما بين الردّ المُرتقب برؤوسه الثلاثة :” ايران-حزب الله و”انصار الله”..تبقى كتائب القسّام بدورها في واجهة مفاجآت ميدانيّة مرتقبة، من دون اغفال ما تخبئه فصائل المقاومة العراقيّة..هذا على وقع تطوّرات وشيكة “هامّة جدا” ستقود المواجهة الرّوسيّة-الاطلسيّة غير المباشرة- برأسها الأميركي، نحو منعطف جديد، بعد الهجوم الاوكراني على منطقة كورسك الروسية الحدودية يوم الثلاثاء الماضي في السادس من الشهر الجاري– بقيادة وإشراف الولايات المتحدة- وفق ما سُرّب عن مصدر عسكري روسي، اكتفى بالاشارة الى انّ تداعيات هذا الاستفزاز الاميركي الخطير، ستظهر قريبا وبقوّة على خطّ المواجهة المحتدمة في الشرق الاوسط التي تقودها أيضا الولايات المتحدة وصولا الى ايران.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى