الإنفصام المركب و قيادة الحريمة الخيالية
سلسلة ثقافة الأدب الشعبي (ج ٣٩ / ج ٤) وثيق بحثية بين جوهر الحقيقة و مواطن الخلل
(الإنفصام المركب و قيادة الحريمة الخيالية)
الباحث الثقافي وليد الدبس
إن من تعمق بتاريخ صناعة الفن المسرحي السينمائي واعتمد بحثاً إستقصائياً عن ثقافة محاكاة موضوعية لوجد أنها تأسست على ترف ترفيهي هزلي ساخر مناقضٍ لمحاكاة واقعٍ إجتماعي مغفل إشهار الحقيقة _وهذا الأمر يُفصح عن حقيقتان متضادتا المضمون وأولهما صورة الفقر الإجتماعي المغيبة الظهور وئداً والثانية تصوير رفاهية الطبقة المتحكمة بالمجتمع والمضمون إستثمار هذا التطور لخدمة فكر إستعماري مستبد السيطرة بتركيبة فئوية مطلقة النفوذ الإعلامي بطرقٍ تمهيدية الإقناع بتوظيف ترويج الدعاية للعامة تمهيداً لخلق خيال إيحائي لعالمٍ إفترضي بدائي مطلق الفراغ و منفتح الإستيعاب بعشوائية فردية ثائرة التنمر على قيود ضابطة الأعراف الأخلاقيةو مستجيبة الإيحاء الغير مباشر لتحريض الرغبة التي تستدعي طاقة الإنفصام المركب بوحي خيالي لمعالجة عوائق الرغبة بتفكيك المتناقضات تلقائياً.و على رأسها الشتات الذهني المتفاقم التصورات بين إلحاح الرغبة وحواجز الا ممكن أخلاقياً كنتيجة أولية تفرضها المحاكاة الذاتية المحاورة بتحريض تصورٍ باطني متمرد على ظاهر الواقع _وأهم ما حملته هذه الصناعة كمسوقٍ فكري مستنسخ تبلور بحاضنة العنصرية والطبقية بشكل غير مباشر على خلاف منهج الإستعمار التقليدي النافذ عالمياً معتمدة قوة الإنتاج الكفيلة بإظهار مضمون السيناريو بقوة حوار مركب بمشهد تصويري يحاكي الخيالبإنفعال باطني مُحرضٍ للإنفصام عن الواقع المادي ومُهيئٍ للدخول إلى دائرة السيطرة النفسية تحت تأثير الشعور بالنقص أمام جاذبية المشهد وإثارة دوافع الرغبة بحثاً عن بديل النقص المفقود.فهنا يكون معترك التخبط قد بلغ ذروة لا تطاق وبدأت عملية الإنغماس بالإنفصام المركب عمداً وبتناقضٍ بين الوعي و اللا وعي بيقظة قسريةتستنفر الحواس للرغبة بإدراك إستحالة التحقيق مما يُحدث تعطشاً لمجهول مُحال السداد بالحاجة.وهنا يتدخل الوهم المنبثق عن حالة إنفصامية لإنقاذ التعطش السلبي بتمخض نواة الجريمة كحل إستثنائي تشرعه إدارة الإنفصام المركب كنتيجة لحوار ذاتي ثنائيته بين عقليّ الإدراك و الباطن معاً ومسند برغبات مكتومة العلانية لأسباب حرجية خشية أن تُظهر سرية الإندماج بلذة الإنفصام الآنية.إلى هنا و كل شئ يبدو نظرياً من الظاهر المقروء فيستوجب الإيضاح بشاهدٍ مادي ذي مصداقية لا تحتمل النقاش أو الجدل و لا تتقبل المبررات .فإستنادا لتجربة شخصية في مطلع اليفاعة عام ١٩٧٦عندما كنت ومن بسنيّ و ما فوق من رواد السينما و كنا إذاما حضرنا فيلماً نخرج من العرض متأثرين وبأدق تفاصيل المشهد نتيجة التركيز العالي الدقة و من الا وعي الإدراكي لفصل الواقع عن الخيالالمتقمص تحت تأثير إنفصام مركب مُبددٍ للوعي بجهد التأمل بحالة من الصراع بين الذات و المحيط.فهنا نكون قد دخلنا في فضاء الإستباحة الخيالية تجاوزا لضابطة القواعد التربوية والإجتماعية تحت تأثير سيطرة المشاهد على العوامل النفسية المثيرة للنزعات التخيلية بدوافع المكتسبات الحديثة المنشطة لمحرضات جموح متدرج بدءاً بصغائر الجنح التي تتنامى بتراكم الأخطاء النافدة من عقاب الردع لتصبح نواة إنحراف مُنقحة بمخصبات الجريمة.فعلى هذا النحو تمكن المعسكر الإستعماري الغربي من إستثمار الطاقة الفكرية الإنفصامية السلبية بقيادة تحكم إيحائية إستقطابية خيالية الإتصال ومطلقة الفضاء الحدودي لإختراق الثقافات بمعادلة إنشاء البديل العدائي من ذات ثقافته .كما تمكن الغرب من رسم خارطته الإستعمارية بمخطط إفتراضي يسهّل من عملية إفتعال الجريمة بإستبدال الثقافة العقائدية بشعار الحرية الفردية وديمقراطية إلغاء الثوابت الأخلاقية المتجذرة بإستباحية الإختيار السلوكي للرغبات الإنحرافيةالباحث الثقافي وليد الدبس…يتبع