مقالات

٢/…سقوط الكذبة وتبديد الاوهام.زمن الانتصارات تبدده الخيانة ووهم التسويات

ميخائيل عوض بيروت؛ /٩/٧/٢٠٢٤

في تاريخ الحروب مع اسرائيل لم تنتصر الا في حرب ١٩٦٧ وخسرت كل ما بعدها ومع هذا صورت انها قوة اسطورية قادرة على هزيمة من تشاء وحالما تريد او تفوض بالمهمة.حرب ٤٧ و٤٨ لم تكن عربية اسرائيلي بل كانت العصابات الصهيونية محمية من دولة الانتداب بريطانيا ومتساندهما فرنسا والاخريات. وكلما حقق الثوار الفلسطينيون والمتطوعون العرب انتصارات ومكاسب تامرت دولة الانتداب وأدواتها من الحكام العرب عليهم وجردتهم من انتصاراتهم واهدته للعصابات الصهيونية وعند جلائها اهدت العصابات دولة اسرائيل محاطة باسر وحكام وقوى ونظم صممت بدولها القاصرة لتحميها وتؤمنها فكلهم عملاء للخارج وتقودهم دول الانتداب وامنتهم في الحكم.ومع هذا فكارثة انتزاع فلسطين اطلقت حركة تمرد وتحرر عربية في طول المنطقة وعرضها وكان للجيش المصري ان انتج ثورة الضباط الاحرار والظاهرة الناصرية وحزب البعث في تجربتي سورية والعراق والثورة الجزائرية واليمنية وانقلابات الجيوش في السودان وليبيا وجاءت حرب ١٩٥٦ على اثر تأميم قناة السويس كأول حرب عربية بمواجهة العدوان الثلاثي إسرائيل وفرنسا وبريطانيا وهزمت دول العدوان وتعملقت الظاهرة الناصرية ثم كانت هزيمة ١٩٦٧ وفيها الاسرار الكثيرة التي لم تكشف بعد وفي حروب الاستنزاف لم تنتصر إسرائيل وخسرت لواءين في معركة الكرامة ١٩٦٨ في الاردن وكانت سببا بانطلاق وهيمنة منظمة التحرير على قيادة الصراع .في ١٩٧٣ حرب تشرين حقق الجيشان السوري والمصري انتصارا عسكريا مبهرا تم اجهاضه بتدخل امريكي عسكري مباشر وبجسر جوي وبخيانة السادات وخروجه من المواجه الى التسوية والتحالف مع امريكا وإسرائيل وتركت سورية وحيدة تقاوم وتؤمن فرص لإنشاء خيار المقاومة .ثم جاء غزو بيروت ١٩٨٢ حققت فيها إسرائيل نصرا مؤقتل ادى الى رحيل منظمة التحرير وتشتيتها. الا ان المقاومة اكتسبت زخما جديدا نوعيا واستثنائيا بداية بتامين من ليبيا وسورية ثم من ايران التي انتصرت فيها الثورة الاسلامية وبذلك اكتسب خيار المقاومة فرص وبيئات وتوفرت له ظروف ثورية تاريخية. فبرزت المقاومة الاسلامية في لبنان وحققت سلسلة طويلة من الانتصارات تراكمت وانتجت نصر ال٢٠٠٠ بما هو نصر اعجازي غير من قواعد ارتكاز توازنات القوى في الصراع العربي الصهيوني بما هو الصراع بين الشرق والغرب.انتصار ال٢٠٠٠ كسر وانهى احد اهم عناصر قوة اسرائيل الاستراتيجية التي كانت لفرض الشروط بالاحتلال وخرجت اسرائيل ورأسها بين فخذيها بلا تفاوض ولا قيد او شرط وفي عزة ٢٠٠٥ تكرست حقيقة ان الاحتلال كوسيلة فرض انتهت والى الابد وتحررت غزة بلا تفاوض ولا قيد او شرط.في حرب تموز ٢٠٠٦ هزمت وكسرت ذراعها الاستراتيجية الثانية لفرض الشروط بالحروب الخاطفة وفي ارض الخصم وكرت سبحة الانتصارات في جولات غزة ٢٠٠٨ و٢٠٠٩ و٢٠١٢ و٢٠١٤ حتى كانت جولة سيف القدس نقلة نوعية قررت ان حرب الجولات باتت مضغوطة ولم يعد الصراع يحتمل فترة طويلة بين الجولات فكانت ٢٠٢٢ بجولتين ثم ٢٠٢٣ جولة نوعية مفصلية فجرتها عملية عجائبية في طوفان الاقصى ومازالت الحرب جارية.هكذا هو تاريخ الصراع وبوقائعه المعاشة. فمن اين جاءت نظرية ان اسرائيل قوة هرقلية لا تهزم وجيشها اسطوري وسوبرماني لا يمكن مواجهته.انه التضليل والتوهين وحالة الاحباط واليأس التي ابتليت بها الامة والشعوب والاخطر اشغالها بأوهام التسوية والخيانة وبافتعال صراعات بين اطيافها وتياراتها العقائدية والسياسية وليس بقوة اسرائيل او بقوة امريكا وحلفها التي كشفتها غزة ايضا على انها كذبة هوليودية لا اكثر……/ يتبع

امريكا وحلفها وقوتها كذبة سقطت بين كابول وبغداد وتذل في حرب البحار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى