أبعد من فلس.ط.ين المحتلة (1)طوفان الأقصى معركة مستمرة
ما يجري في فل.سط.ين المح.تلة اليوم، ليس مجرد معركة عادية، وإنما صراع عميق وشرس، تتداخل فيه كل التشابكات، وميادين الاشتباك والصراع، بين المنظومة الغربية الرأسمالية المتراجعة، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، والمنظومة الشرقية الصاعدة، برؤوسها الصين وروسيا وإيران.لهذه الأسباب، سيكون من الصعب، على قرارات الأمم المتحدة، والوساطات الجارية، وقف الصراع، الذي سيبقى مستمراً، ولن يتوقف إلا في حالتين.الأولى: حصول تطور دراماتيكي، يؤدي إلى إقرار طرف بخسارته المعركة، بما يترتب عليه من نتائج زلزالية.الثانية: إقرار أطراف الصراع، بالوقائع الجيوسياسية الجديدة، في كل أماكن الاشتباك الإقليمية والعالمية، والقبول بـ (يالطا جديدة) لتنظيم الانتقال، إلى العالم المتعدد الأقطاب.العقدة في هذا الصراع، تكمن عند المنظومة الأمريكية الص.هيو.نية وملحقاتها، من دول وكيانات وأنظمة، فهي من جهة، تستشرس للحفاظ على هيمنتها، على السياسات والاقتصاديات العالمية، وترفض الاعتراف بالوقائع الجيوسياسية الجديدة، ومن جهة ثانية، تبدوا عاجزة عن كسب المعارك، في كل نقاط الاشتباك، وأولها في فل.سط.ين المح.تلة، وجبهات الإسناد، وهذا ما يدخلها في حالة استعصاء، وأفق مسدود. فقبول الوقف الكامل للقتال في غز.ة، سعني الاقرار بهزيمة الكيا.ن الص.هيو.ني، ودخوله مرحلة من التيه السياسي والعسكري، والتفكك من الداخل، ويضع الوجود الأمريكي في منطقة غرب آسيا على المحك، وهي التي عرفت على مدى التاريخ، بأنها المنطقة، التي تحدد مسار صعود وانهيار الإمبراطوريات، والدول العظمى، يقابله وقوف الفل.سطي.نيين، حتى على أنقاض وأطلال بيوتهم، وهم يرفعون الأعلام وشارات النصر، وهو المشهد الذي سنراه في كل دول المنطقة، مع ما يعني ذلك من أبعاد جيوسياسية دراماتيكية، تطال المنطقة والعالم.وفي محاولة للخروج من هذه المأزق، تحاول الولايات المتحدة الأمريكية، والكيا.ن الص.هيو.ني، المناورة وتهدئة الأوضاع، حتى إنجاز الانتخابات الأمريكية، تارة عبر مجلس الأمن الدولي، وتارة عبر الوساطات والضغوط، مع الأمل بانتظار معجزة ميدانية، وكسب الوقت، لمعالجة الاستعصاءات الفل.سط.ينية والإسرائيلية، وامتداداتها.ففي الجانب الفلس.ط.يني، تستهدف الولايات المتحدة الأمريكية، الضغط على المقا.وم.مة، للموافقة على قرار مجلس الأمن رقم (2735 ) وما تطرح عليها الوساطات، بانتظار إعطاء فرصة، لالتقاط الأنفاس، والبحث الهادئ، عن طريقة للتعامل مع المقا.و.مة وقياداتها، وتحديداً الميدانية منها، ونرى بوضوح كيف تترافق هذه المحاولات مع ضغوط وتهديدات قطرية مصرية، لقيادة حما.س، بالطرد والملاحقة، إذا لم توافق على قرار مجلس الأمن وما يطرح عليها من اقتراحات تتم صياغتها، بكلمات عامة وفضفاضة، بما يسمح للمقا.و.مة، بالقول إنها تحقق أهدافها، لكن المشكلة، ستكون في التفاصيل والتفسيرات، وهي المهمة، التي يبرع فيها ا.لكيا.ن الص.هيو.ني والأمريكيون.وفي الجانب الإسرائيلي، تستهدف إدارة بايدن، دفع الأمور لإجراء انتخابات جديدة، تأتي بغانتس (رجل أمريكا) رئيسا للحكومة، وترك نتنياهو، يعارك لتحديد مصيره الشخصي، وهو المهدد بالسجن، وقد يكون الهدف تحميله، مع عدد من القادة السياسيين والعسكريين، مسؤولية طو.فا.ن الأ.قصى، والفشل في تحقيق أهداف العد.و.ان، وهذا يعطي البراءة لبايدن وإدارته، أمام الرأي العام الأمريكي والعالمي، من مسؤوليته عن المشاركة في العد.و.ان، ومحاولة ووقف تدهور شعبيته، وما استقالة غانتس من مجلس الحرب قبل قرار مجلس الأمن، إلا تأكيد على هذا التوجه.نتنياهو الذي يدرك بالتأكيد، كل هذه التوجهات، لن يستسلم بهذه السهولة، لأن موافقته ستعني سقوط حكومته فوراً، وبالتالي نراه يعطي موافقات مواربة، ويحاول بما تبقى له من “حكومة عرجاء” المناورة على أمل تحقيق إنجازات ميدانية نوعية تنقذه، مثل الوصول إلى المزيد من الأسرى، أو محاولة قتل أو أسر قادة المقا.و.مة.ومع أن كل هذه الجهود والوساطات، سقفها الأعلى، محاولة تحقيق تهدئة مؤقتة، على الجبهة الفلس.ط.ينية، لكن المهمة الأكبر والأصعب، ستكون في كيفية التعامل مع جبهات الإسناد، وبقية أطراف محور المقا.و.مة، والتي باتت تشكل مشكلة أمريكية وإسرائيلية ولأدواتهم، لا تقل صعوبة وتعقيداً عن الجبهة الفلس.طي.نية.ففي الجبهة اللبنانية، سيكون من الصعب على ا.لكيا.ن الإسرائيلي، والإدارة الأمريكية، ترك الأوضاع على ما هي عليه، خاصة بعد الإنجازات الميدانية الهائلة، التي راكمتها المقا.و.مة اللبنانية، وبالتالي سنرى محاولات ضغوط هائلة عليها، مقرونة بتهديدات، واستعراض قوة أمريكية وإسرائيلية، لمحاولة فرض وقائع على الأرض، تبعدها عن خط المواجهة مع فل.سط.ين المحتلة، ومن غير المستبعد تحريك العملاء في لبنان، وعناصر من التنظيمات السورية المسلحة، المتواجدة في لبنان، لافتعال إشكالات ومعارك جانبية، لإرباك المقا.و.مة، وليس مستبعداً أيضاً، أن يحاول نتنياهو، تسخين هذه الجبهة، بهدف جر إدارة بايدن مرغمة، إلى المواجهة المباشرة مع المقا.و.مة اللبنانية، مع توهماته، بأن هذا الإجراء، قد يكون منقذاً له، وبالتالي إفشال الجهود الأمريكية لإسقاطه، لكن ما يمكن تأكيده، بأن قيادة المقا.و.مة، مدركة لكل هذه الأمور، وتعرف كيف ستواجهها.وعلى الجبهة السورية، التي تشكل جبهة إسناد لوجستي، وعمق استراتيجي سياسي وميداني، لكل أطراف محور المقا.و.مة، بما يمكّنها من الاستمرار في المعركة، وتحقيق الأهداف، والتخطيط لما هو آت، قد تحاول الولايات المتحدة الأمريكية مباشرة، وعير بعض الأنظمة العربية، الاستمرار في تقديم الإغراءات للقيادة السورية، للبقاء خارج القتال المباشر، ومحاولة إبعادها أكثر، عن محور المقا.و.مة، وقد يكون من حسن حظ القيادة السورية، أنها تمتلك هذه المرة، الأدوات وعامل الوقت للمناورة، لكن حديث الرئيس الأسد الأخير، أمام مؤتمر حزب البعث، الذي قال فيه، بأن القضية الفل.سط.ينية والمقا.و.مة، خطوط حمراء، حدد موقع ومكانة سورية في هذا الصراع، بشكل واضح. وفي العراق، سيؤدي وقف القتال، إلى فتح الباب أمام المطالبات، بإخراج المح.تل الأمريكي، وهو الشرط الأساسي، الذي وضعته فصائل المقا.و.مة، للحكومة العراقية، والإدارة الأمريكية، لبحثه كشرط لوقف استهدافها القواعد والمواقع الأمريكية، في العراق وسورية، بعد الضربة التي وجهتها، للموقع الأمريكي في الأردن، والرد الأمريكي.وفي الميدان اليمني، بات من الواضح، بأن مراكمة اليمن (المقا.و.م) لإنجازاته المبهرة، في المواجهة البحرية، مع الأمريكيين والبريطانيين، وفي الحصار البحري للكيا.ن الص.هيو.ني، بات يشكل مشكلة حقيقة وعويصة لهم، مضافاً إليها، أنها تفتح بشكل مباشر، مصير عملاء وأدوات أمريكا في المنطقة، وتحديدا النظامين السعودي والإماراتي، لتأتي الضربة اليمنية الاستباقية، بالإعلان عن القبض، على شبكة واسعة من العملاء والجواسيس، الذين يعملون لصالح المخابرات الأمريكية، والموساد الإسرائيلي، لتشكل ضربة مؤلمة، للإدارة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية، في جهودها لمعالجة الأوضاع، خاصة وأن مثل هذه الشبكات، يكون لها امتدادات وتداعيات خارجية، لا تقل خطورة عن الداخلية، وهذا يشكل خطر إضافي، فتحته الجبهة اليمنية.هذه الوقائع الميدانية والسياسة، تؤكد أن قرار مجلس الأمن الدولي وجهود الوساطات، لن تتمكن من وقف العد.و.ان الص.هيو.ني الأمريكي، على الشعب الفلسطي.ني، وأقصى ما يمكن أن تقدمه، هو مجرد محاولة لتهدئة الجبهة الفل.سطي.نية، ولكنها ستبقى محكومة بأمد حدوده القصوى الانتخابات الأمريكية، وهذا سيبقي المنطقة، مفتوحة على كل الاحتمالات.أللحدث تتمة..
نشر المقال في صحيفة “لا” اليمنية..
أحمد رفعت يوسف