شرح مقتضب عن الحريديم:
ينقسم الحريديم إلى تيارات متعددة ومتباينة فكريا، بينهم المؤيدون لقيام “إسرائيل” والمعارضون لها، كما أن لديهم مواقفهم الخاصة، إذ منهم من يعتبر أن الديمقراطية لا توافق القيم اليهودية ويظهر رفضا مطلقا للخدمة العسكرية، ويتمركز وجودهم بشكل رئيسي في “إسرائيل” والولايات المتحدة الأميركية.
النشأة والتاريخ
نشأت الحريدية في نهاية القرن الـ18 باعتبارها هوية يهودية جديدة في أوروبا الشرقية، خاصة في هنغاريا، حيث اعتبرت نفسها حركة تنهل من التقاليد اليهودية القديمة لمواجهة تحديث وعلمنة المجتمع اليهودي.
كان للحاخام موشيه سوفير دور بارز في تأسيس الحريدية، إذ وضع الأسس للعزل بين الحريديم والأرثوذكسيين الحداثيين الذين رغم اعتبارهم التوراة أساسا لهويتهم فإنهم لم يرفضوا الحداثة واندمجوا في المجتمع بشكل كامل.
أضفى الحريديم طابع القداسة على عاداتهم وتقاليدهم، وذلك من خلال وصية سوفير التي كتبها عام 1836 وحذر فيها من تغيير الاسم واللغة واللباس.
في فلسطين يعود تاريخ تأسيس الطائفة الحريدية إلى فترة الانتداب البريطاني، خاصة بين عامي 1919 و1929، إذ شهدت انقسام طوائف الأشكناز داخل السكان اليهود الأصليين “اليشوف القديم” إلى فريقين.
أسس الفريق الأول الحاخامية الرئيسية بزعامة الحاخام أفراهام يتسحاق كوك الذي تبنى اتجاها يميل إلى الصهيونية ويؤيد أفكارها من الناحية الدينية، وكان يرى أن إقامة دولة “إسرائيل” تبشر ببداية الخلاص.
أما الفريق الآخر فقد أسس “لجنة المدينة لطوائف الأشكناز” بزعامة يوسف حاييم زوننفلد، وتحول اسمها عام 1937 إلى الطائفة الحريدية وتبنت فكرة الاستقلال التام والانفصال الكامل عن الصهيونية.