🛑 المخطط الاحتلالي الكبير.. الخفي لاختطاف وتهويد وضم الضفة المحتلة؟
نواف الزرو
في أحدث وأخطر الوثائق التي كشف النقاب عنها في الايام القليلة الماضية جاء” ان وزير المالية الإسرائيلية المتطرف بتسلئيل سموتريتش قال للمستوطنين في الضفة الغربية المحتلة، إن الحكومة الإسرائيلية منخرطة في جهد خفي لتغيير طريقة حكم الضفة بشكل لا رجعة فيه، لتعزيز “سيطرة إسرائيل عليها دون اتهامها بضمها رسميًا”، بحسب ما ورد في صحيفة “نيويورك تايمز”، واوضحت الصحيفة الأميركية: “في تسجيل للخطاب، يمكن سماع بتسلئيل سموتريتش، وهو يتحدث في مناسبة خاصة في وقت سابق من هذا الشهر أن هدفه هو منع الضفة الغربية من أن تصبح جزءًا من دولة فلسطينية”.وقال سموتريتش للمستوطنين: “أنا أقول لكم، إنه أمر درامي للغاية. مثل هذه التغييرات تغير الحمض النووي للنظام”، وأكد سموتريتش في الخطاب المسجل: “هدفي –وأعتقد أنه هدف الجميع هنا– هو أولًا وقبل كل شيء منع إنشاء دولة إرهابية في قلب أرض إسرائيل الصحافة العبرية–21-يونيو-2024”.
وهذا ليس جديدا عمليا ولكن الوثائق تتحدث عن عمق ما يجري في جسم الضفة الغربية، وميدانيا، وفي ظل الابادة الجارية ضد اهلنا في غزة منذ نحو تسعة شعور، وفي ضوء ما نتابعه من هجمات مسعورة تشنها الميليشيات المسلحة للمستوطنين الارهابيين اليهودعلى مدار الساعة في الضفة الغربية، نعود لنستحضر المخطط الكبير الذي كشف النقاب عنه سموترتش والذي يرمي الى تغيير موازين القوى الجغرافية والديموغرافية والامنية لصالح المستعمرين- المستوطنين الارهابيين اليهود في الضفة الغربية المحتلة، وهذا المخطط يجري تنفيذه على الارض الفلسطينية بمنتهى التبييت والاصرار وبالتعاون الكامل ما بين مجموعات-عصابات المستعمرين وما بين جيش وحكومة الاحتلال…!
فكما نتابع على مدار الساعة، فقد تزايدت في الآونة الأخيرة هجمات واعتداءات واقتحامات المستعمرين المستوطنين على امتداد مساحة الضفة الغربية وليس فقط في أحياء القدس مثل حي الشيخ جراح وسلوان وجبل المكبر والثوري وحي الصوانه وغيرها على اهميتها ورمزيتها المقدسية، والظاهر لنا ان “ميليشيات المستعمرين المستوطنين الارهابيين ” تشن موجات متلاحقة من الهجمات والاعتداءات التخريبية والدموية ضد كل الفلسطينيين وفي كل الاماكن الفلسطينية وتحت حماية ودعم جيش الاحتلال، والظاهر ايضا انهم يسيطرون على ارض هنا وهناك، ويقيمون مستوطنات هنا وهناك، ويخربون ممتلكات هنا وهناك، ويقتلون طفلا فلسطينيا هنا أو هناك، ويدمرون ويحرقون او يسرقون اشجار زيتون معمرة من هنا او هناك، وغير ذلك الكثير الكثير، وقد لا يخطر بالبال ان وراء كل ذلك هدفا استراتيجيا كبيرا وخطيرا جدا يتعلق بالوجود الفلسطيني بكامله في الضفة…!. !
فحسب شهادة سابقة للكاتبة غانية ملحيس فان” جيش المستعمرة الصهيونية يمهد للعب ذات الدورالذي قام به جيش الانتداب البريطاني خلال فترة الإعداد لإنشاء دولة إسرائيل، بالإشراف المباشرعلى تغيير موازين القوى الجغرافية والديموغرافية والاقتصادية والأمنية في الضفة الغربية لصالح المستوطنين الصهاينة، والذي قد يتسع لاستيعاب هجمات محسوبة من المستوطنين ضد الجيش والشرطة الإسرائيلية تظهره وكأنه تمردا، كما كانت تفعل العصابات الصهيونية مع جيش الانتداب، وقد تسمح إسرائيل بالتضحية ببعض عناصر جيشها وشرطتها لتسهيل تنفيذ مخططها الأكبر، للتهيئة للحظة الحسم بادعاء التدخل للفصل في صراع أهلي بين المستوطنين الصهاينة والسكان الفلسطينيين وتكرار وقائع نكبة العام 1948 ، لاستكمال تنفيذ الحلقة الاخيرة من وعد بلفور، بتفريغ فلسطين من سكانها الأصليين – غانية ملحيس الملتفى الفلسطيني: 22/12/ 2021″.
وميدانيا على الارض، تستمر اعتداءات وهجمات المستوطنين على المواطنين الفلسطينيين في مختلف القرى والاماكن الفلسطينية في انحاء الضفة المحتلة، حيث يشن المستوطنون الارهابيون موجات متنقلة من الهجمات التدميرية التخريبية على عشرات المواقع الاستراتيجية على امتداد مساحة الضفة، وتفيد المعطيات الموثقة ان المستوطنين يشنون في الآونة الاخيرة هجمات بشكل يومي، بهدف تحويل العيش في القرى المحيطة بالمستوطنات إلى جحيم، في محاولة بائسة إلى تهجير أهاليها، على اعتبار أنها الخزان الجغرافي الاحتياطي للتوسع الاستيطاني على حساب الأراضي الفلسطينية التي يتمترس عليها أصحابها الحقيقيين.
يضاف الى هذه المعلومات الخطيرة عدة وثائق واعترافات وشهادات اخرى تؤكد حقيقة ان هذا المخطط الصهيوني الارهابي المبيت هو عمليا تحت التطبيق وبما يتساوق في الجوهر مع مضامين صفقة القرن….
ما يستدعي صحوة فلسطينية قوية ومبكرة وواسعة النطاق قبل فوات الأوان… !
كاتب فلسطيني