مقالات

عن مسرحية معركة بدر بين أبي سفيان والنبي .. والمسرح الاسرائيلي الايراني

نارام سرجون

المدونة الشخصية

أنا لاأصدق التاريخ وأعتبر أنه مليء بالطلاسم والألغاز والأكاذيب والتزوير .. ويستحق اي كشف تاريخي ان يجري صاحبه مثل ارخميدس عاريا في الطريقات وهو يصيح وجدتها وجدتها .. فأنا أحس انني أشتري بضاعة مغشوشة عندما أشتري كتابا في التاريخ .. ونسبة الغش هي تسبة الكذب .. وربما أحتاج الى معادلة كمعادلة أرخميدس لكشف الذهب المغشوش .. واتمنى لو أنني أملكها فأغمر كتاب التاريخ في الماء لأعرف حقيقة ووزن مافي هذه الكتب من ذهب الحقيقة .. ولعلي اذا ماأغرقت كتب التاريخ كلها لوجدت انها طافية فلا ذهب فيها ولانحاس ولا ألماس ولاقصدير .. بل هواء محشو بالأكاذيب المحشوة بالهواء ..ولكن لن يكون هناك أكذب من تاريخ هذه الايام .. فاليوم هناك جيل عربي جديد يرضع التاريخ من اعلام الخليج وعرب الاعتدال باللغة العربية وهناك جهات ولجان مشكلة في دول الخليج باشراف اميريكي اسرائيلي بريطاني لاعادة كتابة التاريخ العربي الحديث خلال السنوات المئة المنصرمة لقلب المشهد وقلب الفهم العربي .. ترافقها عملية تطعيم التاريخ القديم بنكهة اسرائيلية .. ووفق هذه العمليات النوعية الفكرية سيظهر كل الزعماء الثوريين الحقيقيين الذين حرروا الأمة او ساروا في عملية التحرير على انهم مشوهون وخونه وماسونيون وجشعون .. وليس فيهم من الثورية شيء .. بل صار من أسقطتهم الثورات الحقيقية مظلومين ومحبوبين .. وتبكي الامة عليهم .. وهذا ماقد يفسر حالة الضلال التي وقعت فيها الجماهير العربية التي انقلبت على القومية العربية وكفرت بها ليس لأن القوميين هزموا بل لأن عملية التحريض على الرموز القومية والعروبية نهشت شخصيات القومية ورفعت جدا من قيمة الشخصيات التي ناقضتها القومية فارتفعت القيمة الدينية والمذهبية على حساب القيمة الوطنية والقومية ..وتحتاج عملية تزوير التاريخ الى اتقان ومهارة لربط وقائع لارابط بينها بخيط من الخيال والدهشة والابهار وحبك الاحداث لصناعة خلطة جذابة مقنعة سهلة الهضم .. ومن الامثلة الناضجة هي اعادة تصوير عبد الناصر ديكتاتورا انقلابيا على حكم الملك الطيب البريء فاروق .. ومن ثم اكمال الانقلاب الناصري على الرجل الطيب الأخر محمد نجيب لأن ناصر وفق المؤرخين الذين تكتب لهم الموساد كان رجل اميريكا الذي كانت مهمته طرد الانكليز من السويس كي تقتحمه اسرائيل وتتغير ملكية قناة السويس من بريطانيا الى اميريكا بحجة الانقلاب الناصري وعملية التأميم .. ويدلل هؤلاء على ان هذا ماحدث فبعد طرد الانكليز عام 56 دخلت اسرائيل واميريكا عام 67 وماهي الا سنوات حتى سلم السادات قناة السويس كاملة للسيطرة الامريكية .. أي ان ناصر هو خائن وعميل امريكي وعليك أن تنسى كل خطاباته ومشاريعه ومعاركه الخلبية ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى