في 28 كانون الأول 1968، مجموعة كوماندوس أرسلها العدو الصهيوني إلى مطار بيروت ….
محمد نعمة فقيه
في 28 كانون الأول 1968، مجموعة كوماندوس أرسلها العدو الصهيوني إلى مطار بيروت، احتلت المطار وأقدمت على تدمير كل الطائرات المدنية التي تملكها شركة طيران الشرق الأوسط (الميدل إيست) الجاثمة على مدارج المطار وعددها 13 طائرة فتحوّلت خلال أقل من نصف ساعة إلى رماد ودخان بحجّة أن شخصاً فلسطينيّاً سافر على إحدى طائرات الشركة لينفّذ عملية فدائيّة في مطار أثينا.العمليّة تمّت دون أي مقاومة على الإطلاق من القوى العسكريّة اللبنانيّة، علماً بأن القاعدة الجويّة العسكريّة اللبنانية موجودة بمكان ملاصق للمطار المدني، وكان رئيس الجمهورية اللبنانية آنذاك شارل حلو يراقب العمليّة برفقة قائد الجيش عن شرفة قصر بعبدا المشرفة على المطار، وحرصوا على تأكيد الأوامر العسكريّة بمنع العسكريين من القيام بواجب الدفاع عن الوطن.الرقيب أحمد شحادة الذي بادر إلى إطلاق النار على قوة الكوماندوس من منطلق انتمائه الوطني وواجبه العسكري، تمّ استدعاءه على الفور من القضاء العسكري اللبناني لأنّه خالف الأوامر!يومها لم يكن في لبنان لا مقاومة فلسطينية ولا مقاومة لبنانية، ليتحجج العدو الإسرائيلي بها لممارسة عدوانيته على لبنان… يومها كان لبنان مستباحاً للعدو بكل معنى الكلمة حيث كان يرتكب المجازر بحق المواطنين دون أي رادع، ويختلق المسؤولون اللبنانيون الشعارات لتبرير تخاذلهم: قوة لبنان في ضعفه، وهو الشعار الشهير الذي أطلقه في تلك الفترة رئيس حزب الكتائب اللبنانية بيار الجميّل. أي والد بشير الجميّل الذي استدعى جيش الاحتلال إلى لبنان ليجتاحه عام 1982 وينصّبه رئيساً للجمهوريّة، ووالد أمين الجميّل الذي وقّع مع العدو الصهيوني اتفاقية الذل في 17 أيّار التي أسقطتها دماء الشهداء، وهو جدّ سامي الجميّل صاحب النظريّة الشهيرة لسحب سلاح المقاومة واستبدالها ببضعة نواظير… وليعود لبنان مستباحاً للعدو فيدمّر ويقتل ويهجّر مئات آلاف المواطنين من بيوتهم وحقولهم ساعة يشاء.المجد، كل المجد، لكل الشهداء الذين روت دماؤهم أرض الوطن لطرد العدو، وتباركت الأيدي والأسلحة التي تقف بالمرصاد لكل عدوانيّة العدو وعجرفته، والخزي والعار لكل للعملاء والخونة الذين يفكرون، مجرّد التفكير، بنزع سلاح المقاومة وإعادة لبنان ساحة تدريب لقوات العدو يمارس فيها عنصريّته وعدوانيته النّازيّة.الصورة المرفقة لحطام إحدى الطائرات في مطار بيروت من جراء العدوان الصهيوني عليه في 28 كانون الأول 1968