مقالات

الجبهة المساندة

محمد شكر

إنّ الحرب القائمة بين المقاومة في جنوب لبنان والمحتل الصهيوني والتي أعلنتها المقاومة جبهة مساندة لفلسطين، لم يسبق للعدو الصهيوني أن خاض مثيلاً لها، حيث تعوّد الجيش الصهيوني على الحرب الخاطفة طيلة معاركه السابقة مع القوى العربية ولم يدخل في حرب تتعرض فيها قواته للقصف اليومي على مراكزه ومجمعاته العسكرية ويتم استنزافها مما يضطره للتراجع وإخلاء بعضها نتيجة الضربات المركزة من قوات المقاومة الصاروخية والتي تحدث فيها خسائر كبيرة في صفوفه، لم يسبق للعدو الصهيوني أن واجه تشكيلاً عسكريًا مقاومًا يمتلك قدرات نوعية من كافة أصناف الاسلحة الهجومية والدفاعية ويستطيع تغطية جبهة تمتد لاكثر من مئة كيلو متر تبدأ من البحر وصولا إلى أعالي مزارع شبعا المحتلة بمحاذاة الجولان السوري المحتل ويستطيع التكيّف مع الاساليب القتالية المتنوعة والمحدثة ببرامج تكنولوجية وتكتيك عالٍ بمواجهة جيش يملك أحدث الاسلحة والتكتيكات المعقدة والمدعوم من عشرات الدول الغربية التي ترفده بالسلاح المتطور والمنظومات الالكترونية من الجو والبحر وتستخدم كافة قواعد التجسس المنصوبة في المنطقة وأجهزة الاستخبارات، وبالرغم من ذلك الدعم غير المسبوق يتعرض هذا الجيش المهزوم بشكل يومي لضربات المقاومة التدميرية وبتكتيك متغيّر بحسب طبيعة الارض وحركة العدو والذي يحاول من خلالها التعويض عن خسائره في أجهزة المراقبة التي مسحتها المقاومة برمايات دقيقة وأعمته عن النظر إلى الاراضي اللبنانية ، في الوقت الذي لم تستعمل فيه المقاومة إلا جزءاً بسيطاً من قدراتها .هذا وتستمر المقاومة بمنع العدو من رفع أعمدة وكاميرات تجسس وأجهزة استشعار بديلة للتي تم تحطيمها ، ويجد العدو صعوبة أيضا في حماية خلفية قواته المكشوفة لدى المقاومة وكافة تحركاته في منطقة شعاعها عشرات الكيلومترات حيث ان هذه القوات معرضة في كل لحظة ان تُدك بصواريخ المقاومة ومدفعيتها وطائراتها الانقضاضية مستعينة بالمسح والاستطلاع الجوي الذي تستحصل عليه المقاومة من مناطق ومراكز العدو غير المرئية وغير المكشوفة والمستحدثة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى