مقالات

اجتثاث الجرح .. هل سأغفر لحماس خطيئتها في سورية؟ جوابي بلا تردد: نعم

بقلم نارام سرجون

هل أصارحكم بأن الغفران هو من أقسى القرارات التي يتخذها الانسان ..

لأن الانسان ليس من معجون الاله بل من معجون النفس .. النفس هي التي تأمر وهي التي تقرر وتملي أهواءها .. وهي التي تحب رغما عنك … وهي التي تكره رغما عنك .. شاء من شاء وابى من أبى .. ولذلك فان الله لم يقل ان من اسمائه الحسنى (المسامح) بل وصف نفسه بأنه الغفّار الرحيم ..

فالمسامحة قرار من العقل وقرار من التفكير العميق وحسابات البشر في الربح والخسارة .. أما الغفران فانه شيء عميق لايصل اليه الا الانسان الذي تكون لروحه سلطة على قراره .. وسلطة الروح ليست كسلطة العقل ..العقل يسامح والروح تغفر .. والغفران ولادة جديدة للقلب وغسيل للروح .. وغسيل للضمير .. واجتثاث للجرح واقتلاع لقطعة من الزمن ..

وكأنها لم تكن ..لاأنكر ان قلبي كان مليئا بالجراح .. والشظايا التي تركتها حماس في طعنتها الشهيرة التي كانت بمذاق خنجر بروتوس في ظهري .. حتى ان عبارة يوليوس قيصر الشهيرة (حتى أنت يابروتوس) انتهت صلاحيتها من التاريخ بظهور عبارة أشد مرارة وألما ونحن نتلقى الطعنات في الحرب السورية في ظهورنا .. تقول (حتى أنت ياحماس) .. من يد حماس تلقينا احدى اصعب الطعنات وأقساها وأشدها ايلاما لأنها وصلت الى العظم وكانت من قيادة حماس التي ذهبت الى قطر وصافحت يدها يد المجرم اردوغان وركعت عند أقدام القرضاوي الذي أفتى بقتلنا .. تركت حماس بندقيتها المقدسة معلقة في قصور بني عثمان كتحفة ثمينة على جدار السلطان يزين بها قصره .. وتركت فلسطين في قطر .. وذهبت الى استانبول ونامت عينها في قاعدة العيديد .. وكان المريخ أقرب الى فلسطين من استانبول ومن الدوحة .. فيما كانت القدس في دمشق .. ولكن حماس خالد مشعل .. تركت القدس ورحلت الى المريخ التركي وزحل القطري ..يومها لم أكن أعرف كيف أبحث عن كلام أنتقيه لاحتقار حماس .. ولتقيؤ حماس .. حماس التي خرجت من قلبي كما يخرج الدم من الجرح ولايعود .. وحماس التي خرج منها قلبي .. وحدث انشقاق بيني وبين حماس التي لو كنت رأيتها تمسك الشمس في يمينها والقمر في يسارها لقلت عنها انها لاينقصها الا كثير من الاخلاق والوفاء ..ولكن اليوم .. صوبت حماس من مسارها .. بعد أن استعادت بندقيتها التي باعتها يوما لتعلق على قصور الخلفاء العثمانيين للزينة والتباهي .. وعادت من رحلتها الفضائية الخرافية وهذياناتها الثورية المشبعة برائحة شيوخ النفط وبول البعير .. عادت حماس الى فلسطين .. وأعادت للعالم فلسطين .. وسددت بندقيتها في الاتجاه الصحيح .. وعادت البندقية المهاجرة الى الوطن الذي تربت فيه والذي خلقت لتطلق النار فيه .. وخاضت المعركة الصحيحة .. والمعركة المقدسة .. وانتقمت من تلك المرحلة المريضة التي أصيبت فيها بالجنون .. والشيزوفرينيا السياسية .. فلايمكن ان تحب فلسطين والاقصى والقدس وانت تطعن دمشق التي رفضت ان تصافح يدا اسرائيلية .. ورفضت أن تبيع وتقبض ثمن فلسطين .. رقصت أميريكا أمام سورية رقصة الحرب لترهيبها .. ورقصة سالومه امام هيرودوس من أجل ان تعطي رأس فلسطين على طبق من فضة كما فعل الملك بالمعمدان .. ولكن دمشق دافعت بقلبها عن فلسطين ولم تقبل أن ينال من فلسطين أحد ..وقّع الجميع وثائق الاعتراف باسرائيل .. وسالم الجميع .. وخان الجميع .. وطبّع الجميع .. الا سورية لم تفعل لأنها كانت لفلسطين بقدر ماهي فلسطين لفلسطين ..امتلأت الخزائن التوراتية بوثائق المعاهدات العربية والصلح والسلام ورايات الاستسلام .. حتى ضاقت الخزانة .. ولكن أثمن وثيقة على الاطلاق لم تحصل عليها اسرائيل وهي وثيقة اعتراف دمشق بها .. التي كانت محرمة عليها .. وقالت لها دمشق: يمكنك ان تحصلي على اعتراف الدنيا كلها .. وأن تأتي بالكون كله لحربنا .. ولكن الوجود كله لن يقدر على ان يرى وثيقة دمشقية تعترف باسرائيل .. وتنسى فلسطين .. وسيخفق علم اسرائيل في كل طبقات الجو .. ولكنه لن يرتفع في اي سماء سورية .. حتى على ارتفاع الستراتوسفير فوق دمشق ..رفضنا التهديد ووصلت جحافل بوش الى الحدود الشرقية .. ولكن دمشق رفضت أن تعطي الوثيقة .. ووصل الربيع العربي وكان كل مايريد هو بيعة دمشق لاسرائيل .. وثيقة من دمشق تسلم لاسرائيل بملكية فلسطين وتعترف بها مالكا حصريا ونهائيا لفلسطين .. ووصلت جحافل داعش وجيش الاسلام والقاعدة الى قلب دمشق .. وكان نتنياهو يجلس على الهضبة يراقب بمنظاره مع كل الاسرائيليين ليلة سقوط دمشق .. وموت آرام .. وكنعان .. وكان ينتظر الملوك الجدد لدمشق ليرفعوا علم الثورة السورية على قاسيون .. ويأتوا اليه في اليوم التالي بالواثيقة الاغلى .. والبيعة الأثمن .. أي توقيع دمشق على السلام مع اسرائيل ..

ولكن دمشق رفضت ان تعطي الوثيقة ورفضت أن يصل الى قاسيون اي علم من الاعلام التي تريد ان تسلم فلسطين للاسرائيليين وتنسى ..

اليوم … ثأرت حماس لي شخصيا كمواطن سوري من هذا الاسرائيلي الذي قاتلنا في الربيع العربي .. وقاتلنا بالخونة ..

وكان يراقب موتنا من على الهضبة .. وحوّل الهضبة الى مشفى ميداني لانقاد المرتزقة ..اليوم صوبت حماس المسار .. وسددت الرصاص الى صدر اسرائيل .. وليس الى ظهر سورية .. وثأرت من الربيع العربي كله ..خنجر بروتوس .. اعتذر .. وتطهر بدم اهل غزة ..

وبشهداء حماس في غزة .. وتطهر رصاص حماس .. واغتسل في غلاف غزة مما تلوث به في الربيع العربي ..حرب غزة التي قادها البطل محمد ضيف ..

كانت حرب تطهر لحماس .. وحرب الغفران .. وحرب العودة الى فلسطين .. وسورية ..ولذلك فان جرحي قد تم اجتثاثه ..

وأنا سامحت .. وعفوت .. وغفرت .. ببركة دماء غزة .. كل اثم وجحود ارتكبه بعض من حماس التي كانت قد تاهت ..

واليوم عادت اليها الروح .. وعدت أنا الى روحي ..أرجو ان تحفظ حماس هذه المصافحة من كل مواطن سوري صافحها الان صادقا مخلصا ..

وأن تحافظ على بندقيتها التي أنحني لها الآن ..

واأا تسمح لأحد في الكون أن يأخذ تلك البندقية خارج فلسطين ..

لأن بندقية الجهاد اذا غادرت أرض الجهاد وتعلقت كالايقونات على صدرو القصور صارت بغيا ..

وعندما تعيش في أرض الجهاد وبين أشجار زيتون فلسطين وتستريح تحت جذوع النخل في فلسطين فانها تصبح عذراء .. مقدسة ..

تحمل لنا نصرا من الروح القدس ..

يقول لنا:

سلام عليّ يوم ولدت .. ويوم أموت .. ويوم أبعث حيا ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى