مقالات

عَظَمَة ومرتبة السيدة الزهراء سيدة نساء العالمين عليها السلام!

بقلم خليل إسماعيل رمَّال

سيدة نساء العالمين البتول الطاهرة فاطمة الزهراء، عليها السلام، لا تسع متون الكتب ولا فيض الكلمات ولا سيل العِبارات ولا شلال العبَرَات للكتابة عن فضائلها ووجاهتها عند الله سبحانه وتعالى ولا عن مبلغ حبِّ الرسول الأعظم سيدنا وقائدنا ومعلّمنا وروحنا أبا القاسم محمد، صلى الله عليه وآله وسلم، لهذه الإبنة الطاهرة المطَهَّرَة المعصومة العظيمة التي أرسلها الله كوثراً لحبيبه وكنسمة روحية وروحانية وريحانة من السماء وعطراً فوَّاحاً مِن الجنة! المفردات لا تكفي لوصف تعلُّق نبيِّنا وسيِّدِنا وسيد الأكوان بها حتى قيل إنَّها أُمُّ أبيها وهو خاتم الأنبياء والعارج في السماء والذي في سدرة المنتهى دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى. مع كل هذه المنزلة للرسول الأعظم، كان يقف الأب العظيم الحنون، لزهرائه البتول عندما تفِد على مجلسه ويُجْلِسها في مكانه. فإذا كان هذا موقع الزهراء في قلب رسول الله، قد يتوقع كل عاقل ومؤمن اعتنق رسالة السماء، بل من كان عنده شبه دماغ بشري، أن تكون السيدة فاطمة عنده في أعلى مكانة سامية تستحقها عن جدارة وتأهيل وأن تمتلىء صفحات الفكر والعلم والتاريخ بالحديث عن مناقب الزهراء جنباً إلى جنب مع أبيها الرسول الأعظم وبعلها، الذي هو توأم روح والدها، ومع أبنائها المعصومين الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهَّرَهم تطهيراً.لكن رغم هذه الحظوة الإلهية لسيدة نساء العالمين ولأم سيدي شباب أهل الجنة، تعرَّضَت مولاتنا الزهراء لظلم أشد وقعاً ومضاضةً بعد وفاة أبيها التي لم يعزِّها بها أحد، كما ظُلِمَتْ بعد استشهادها كما لم يُظلَم شخص عبر سردية التاريخ الإسلامي المنحرف وكتبه الوضعية المصلحية المشوَّهَة والمُزوَّرة.فالرسول الأعظم وأمير المؤمنين، عليهما السلام، وحتى أبناءهم من الحسن والحسين وبقية الله الحجة (عليهم السلام) قيل فيهما وعنهما الكثير في بطون الكتب التي تزخر بكلامهم وأعمالهم، إلا الزهراء، عليها السلام، حيث واجهت الأذى والظلم والتعسف ونكران حقها وإرثها من أبيها رسول الله وحرق بيتها وعصرها بالباب وإجهاض جنينها محسن وكسر ضلعها الشريف وجرحها بمسمار الباب هذا عدا عن الظلم المعنوي بنكران وجحود أمر الله المباشر عبر رسوله بتنصيب الخليفة الشرعي المشروع الإمام علي عليه السلام إماماً وقائداً للأُمَّة ووصياً على الدين من بعد استشهاد النبي الأعظم صلى الله عليه وعلى آله.لقد أعلن الرسول الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحيٌّ يُوحَى، إنَّ الله يغضب لغضب فاطمة ويفرح لفرحها، والحقائق، التي لم يتمكن وضاعو الأحاديث والنواصب من طمسها، تفيد بأنها قد غضبت غضباً ساخطاً على من ظلمها ودَعَتْ عليه فمَنْ يتحمل أن تسخط عليه فاطمة بنت محمد وتحنق عليه وتدعو عليه في صلاتها وتعلن ذلك جهاراً في خطبة بليغة عصماء؟! إذاً، كان أمَامَ المُجحِفين لوِرثة الرسول الأعظم والسقيفيين والسفيانيين الأمويين وأحفادهم الحاقدين على أمير المؤمنين الذي جندل آباءهم من قمم وقمامة الكفر، وباقي التيميين والنواصب، معضلة يجب حلها وهي من هو محق ومن هو مخطيء في النزاع بين الظالمين الغدارين وبين بنت الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله؟! وكان “الحل” برأيهم هو طمس قضية الزهراء ومظلوميتها عند وُضَّاع الأحاديث حيث نلحظ أنهم لا يتحدثون عن مأساتها بتاتاً مع أنها استشهدت وأوصت أمير المؤمنين أن يدفنها سراً حتى لا يمشي في جنازتها مَنْ ظَلَمَها ولا يُصلُّوا عليها حتى لا يكسبوا الأجْر في ذلك. لقد حجب الله عن مفضلي الحياة السلطوية والدنيوية على الآخرة، حجب عنهم الأجر والثواب فلم يصلُّوا على أشرف خلق الله نبينا محمد ولا على بِضعَتِه الطاهرة، فأي غضب هذا؟ لقد حاولوا تعمية أهم القضايا الإسلامية المتعلقة برسول الله وأهل بيته، وبدل تناقل حزن الزهراء وحرق بيتها وجرحها ينقل مختلقو الأحاديث، الذين استفادوا واسترزقوا من معاوية ومن بعده من المغتصبين الطغاة السفاحين، أساطير عن “شجاعة” من اقتحم بيتها و”إقدامه” وأراجيف وأساطير لإلهاء الناس بقشور وبفتاوى ما أنزل الله بها من سلطان حتى خرج من رحمهم وحوش العصر الخوارج الدواعش القتلة السفاحين أكلة الأكباد، وجعل العالم يتقزز من الإسلام ويتخوف منه لكن الإسلام بريء من كل هذه الأكاذيب والتُرَّهات والمتاهات والضلالات.إن الله متم نوره ولو كره الكافرون ونور الزهراء الذي هو نور محمد ونور محمد هو نور الله، لم ولن يُطفأ بل ازدادت جذوته وتزداد اشتعالاً وحرارة وتوقُّداً رغم محاولات المزورين الهائلة وإمكاناتهم وقدراتهم الكبيرة، بفضل الله ومحبي الزهراء من أتباع أهل البيت وعموم المسلمين الذين لا يقيمون وزناً للدعايات الناصبية الداعشية الخبيثة. فالسلام على سيدتنا الأبية، الزهراء العلية، صاحبة النفس السوية، والطاهرة النبوية النقية، السلام عليكِ سيدتي وعلى أبيكِ وبعلكِ وبنيكِ والسر المستودع فيكِ إلى أبد الآبدين وحتى الساعة وقيام يوم الدين. وعظم الله أجوركم باستشهاد مولاتنا الطاهرة المظلومة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام. عن روح أمي وأبي وأرواح أموات القراء.

خليل إسماعيل رمَّال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى