تُبرز التطورات العسكرية التي تشهدها المنطقة على خلفية الحرب الإسرائيلية …..
محمد شمس الدين – الناشر
تُبرز التطورات العسكرية التي تشهدها المنطقة على خلفية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في فلسطين المحتلة، الموقف اليمني الذي فاق توقعات دوائر التحليل والقرار الغربية بالتدخل المباشر في الحرب تبعا لعوامل متعددة لعل أبرزها البعد الجغرافي بالرغم من امتلاك اليمن للقدرات العسكرية التي تمكنه من اجتياز المسافة وصولا الى الأهداف المحددة.
إلا أن الموقف اليمني تجاوز “السقف” بإعلان السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي قائد حركة “أنصار الله” اليمنية الحرب على “إسرائيل” وحلفائها وفي مقدمهم أميركا وأساطيلها المنتشرة بالمياه الإقليمية والدولية.
أعقب هذا الإعلان خطوات عملية تمثلت بالدعوة الى “التعبئة العامة” وتشكيل قوة خاصة من اليمنيين الراغبين بالمشاركة بالحرب في فلسطين، التي على ما يبدو أن أبوابها ستظل مفتوحة ولو تم التوصل الى وقف لإطلاق النار في غزة تحت أي اعتبار كان، وقد تطوع أكثر من عشرة آلاف يمني تم إلحاق من لم يمتلك منهم خبرات قتالية بمعسكرات تدريب فيما تشير المعلومات الى أن المتوقع أن تصل أعداد المتطوعين الى مئات الآلاف.لقد خبر اليمنيون المعارك العسكرية من خلال خوضهم الحرب الدولية التي شنت عليهم وقادتها السعودية على مدى أكثر من ثماني سنوات، في حين أنها لم تمنعهم من بناء قوة استراتيجية على مستوى التصنيع العسكري لا سيما في مجالي “الصواريخ العابرة”، و”المسيّرات المسلحة” ما يمنحها قدرات هجومية وتدميرية في آن.
يجمع اليمن بين قدرات في العديد والعتاد تضاف الى عقيدة قتالية مبنية على أيديولجية ثابتة تعتبر العداء لإسرائيل مطلقا وهو ما يعبر عنه شعارهم الثابت، والذي عكسه السيد الحوثي بخطابه الأخير بمناسبة “يوم الشهيد” في اليمن بإعلان قرار مهاجمة كل السفن العسكرية والمدنية الإسرائيلية التي تعبر أو تقترب من باب المندب والبحر الأحمر، وهو ما سيعيق حكما حركة كل الإمدادات للدولة العبرية مهما كان نوعها.السيد الحوثي كان جازما بأن القوات اليمنية “ستنكل” بكل ما تطاله يدها من الإسرائيليين وممن يتخفون خلفهم، وهذا الأمر بحسب خبراء الملاحة البحرية يمكن كشفه بسهولة ما يمكن القوات اليمنية من تنفيذ تهديداتها وتحقيق أهدافها.تصعيد الموقف اليمني الى هذا الحد ينقل الحرب في غزة الى مستويات أخرى، وهي وإن بلغت حد تنفيذ هجمات صاروخية على “إيلات”، وهجمات أخرى على قواعد أميركية في كل من العراق وسوريا نفذتها أحزاب “محور المقاومة” إلا أن الدخول اليمني يشكل “حجر الزاوية” في أي عملية توسع لرقعة الحرب بحال انزلقت الأمور بهذا الاتجاه.الموقف اليمني وما تستعد له صنعاء يؤشر الى أن حرب غزة لن تقف عند حدود إعلان “وقف إطلاق نار إسرائيلي”، لا سيما أن ما سترسو عليه أوضاع القطاع بعد وقف القتال ما زالت مبهمة، كذلك حدود النتائج المتوخاة أميركيا بإعلان الولايات المتحدة تكراراً أن وقف إطلاق النار لم يحن موعده بعد، ما يؤكد على أن المواجهة مع الوجود الأميركي في المنطقة قد “استعرت”، وهي التي كانت بدأت في كانون الثاني عام ٢٠٢٠ بقصف إيران لقاعدة عين الأسد الأميركية في العراق إثر اغتيال الولايات المتحدة، قائد “قوة القدس” بالحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني ومعه قائد الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس في كانون الثاني عام ٢٠٢٠ في بغداد.
حينها كان كان المرشد الإيراني السيد علي الخامنئي أعلن أن طهران لن ترضى بأقل من إخراج القوات الأميركية من المنطقة كثمن لهذا الإغتيال وقد أضيف عليه اليوم “اغتيال غزة” وإجرام اميركا في فلسطين، قضية الأمة بأسرها.