مقالات

الى منتقدي الخطاب: شكرا لزيارتكم .. شكرا لـ ز يـ ا ر تـ كـ م

نارام سرجون

منذ خطاب السيد نصرالله وأنا أتوقع ان تخرج الخفافيش .. ليس لأنها كما تدعي أصيبت بطعنة في الظهر بل لأنها تريد ان تمارس الطعن في الظهر .. ولأنها تريد تحويل اي قضية الى سجال .. ولو ان السيد حسن نصرالله يدخل القدس الآن فانها ستجد أي لغة وأي مبرر لانتقاده والتشنيع عليه .. والتباكي على قضايا تصنعها هي .. وتنفخ فيها هي .. وكان من الملفت للنظر أن كل هذه القوى صمتت كوال الحرب .. وسكت نباحها ولكن بمجرد ان انتهى الخطاب انبرت وأخرجت حقدها وتحريضها .. وهي نفس القوى التي كانت تعد نفسها ان أعلن أي موقف شديد ستنطلق في عملية الطعن والهجوم والانتقاد .. ولديها مخزون هائل من الحقد والكراهية لكل ماهو وطني وقد رأيناها جميعا في الحرب السورية .. فهي نفسها التي كانت تقصف الشعب السوري وتدمر اقتصاده وليرته وجيشه .. وصواريخ الدفاع الجوي .. ولكن عندما هاجمت الطائرات الاسرائيلية سورية وقد دمر الثورجيون كل دفاعاتها الجوية وقتلوا العسكريين والضباط .. انبثق هؤلاء من الجحور وصاروا يعيبون علينا أننا لانسقط الطائرات الاسرائيلية وأننا لانظهر عضلاتنا الا على الثوار المساكين والاطفال الابرياء ..هم اليوم أنفسهم الذين يبكون اليوم على الفقراء السوريين وتراجع الاقتصاد ونقص الوقود والكهرباء رغم انهم هم أنفسهم الذين كانوا يحتفلون كل يوم بتدمير المعامل وانهيار الليرة .. ويصلون الليل بالنهار من أجل افقار الشعب كما كتب علنا صادق جلال العظم مرحبا بافقار الناس من أجل غاية واحدة وهي تفكيك التفاف الناس حول موقف القيادة .. واجبارهم على القيام بفوضى تخلخل الدولة كي تفتح لهم الطريق ..وهم أنفسهم الذين كانوا يقولون ان الحكم السوري هو الذي باع الجولان وصمت اربعين سنة عن اطلاق الرصاص في الجولان .. فاذا بهم هم يزورون الكيان الصهيوني .. ويشاركون في مؤتمراته الامنية .. وهم الذين كانوا يقاتلون الجيش السوري وخلفهم الجيش الاسرائيلي لدعمهم .. وطائراته تقدم الاسناد الجوي ..منافقون وممثلون ورخيصون وعملاء ..لكن هناك ممن ينتقدون الخطاب دون ان يعلموا ماذا كان في أوراق السيد من معطيات ومعلومات .. وماذا كان يقدر ان يقوله .. ومالايقدر ان يقوله .. هؤلاء عليهم أن يدركوا أن الرجل أثبت فعلا أنه لايتخذ خطواته انفعاليا .. وأنه يحسب كل شيء بدقة .. وأنه لايتقدم خطوة الا بالاتجاه الصحيح .. وأنه بالفعل قرأ نصف الخطاب .. وترك النصف الباقي للحظة يحين وقتها ..الى هؤلاء جميعا .. أقدم لهم هذا المشهد الوثائقي التاريخي من فيلم مملكة الجنة عندما قرر صلاح الدين في لحظة حاسمة ألا يتقدم لمنازلة كبرى مع الملك بالدوين .. وابرم معه هدنة .. جاء يومها المعاتبون الغاضبون على عجل الذين هددوه بأنه لن يبقى ملكا بعد اليوم لأنه لم يعد يصلح لهذا المقام طالما انه لم يخض المعركة .. فكان رد السلطان عليهم في منتهى الوضوح .. وكان درسا في العبقرية العسكرية التي صنعت بعد ذلك معركة حطين الفاصلة ..انتهى اللقاء بأن صلاح الدين ..

قال للرجل المعاتب المندفع باصرار .. “شكرا لك على زيارتك” .. ولما لم يستوعب الرجل قرار صلاح الدين بانتهاء المقابلة .. أعاد عليه صلاح الدين العبارة بحزم قائلا: “شكرا .. لك .. على .. الزيارة” ..

وكأنه يقول له: انتهت المقابلة .. مع السلامة .. أنا أعرف متى أتخذ القرار الصائب .. وقد خبرت ذلك .. واثبت الزمن ذلك ..الى جميع الخفافيش .. وجميع الجبناء الذين يختبئون في المواقف الصعبة ويظهرون فقط كالطابور الخامس لاثارة البلبلة والشك .. وحرف الناس .. وتشويشهم .. وحرف المعارك .. وكذلك الى جميع من يعاتب صادقا أو خائبا او غير مصدق وهو محب .. اليهم جميعا نمد أيدينا اليهم جميعا ونقول:

شكرا لكم على هذه الزيارة ..اذا لم تفهموا وحدقتم فينا حائرين سنعيد عليكم القول: شكرا.. لكم.. على هذه الزيارة ..

اللقاء الثاني .. في موقع عرفه التاريخ كله .. التاريخ الذي لم تقرؤوه .. حطين ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى