الإرهاب والمقاومة..
كان الارهاب وما زال وسيبقى ظاهرة لا يمكن القفز فوقها أو تجاهلها ولا التعامل مع الأحداث والقضايا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والفكرية والتنموية دون أن تكون قضية الإرهاب في صلب هذا التعامل. سيما وان الإرهاب عملية لها تداعياتها الامنية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية لا بد من البحث عن جذوره وأسبابه ودوافع ممارسته حتى يتم مكافحته والقضاء عليه عبر أساليب وصيغ جادة خاصة وان هذه الظاهرة القديمة المتجددة بشكل عنيف وواسع قد الحق أضرارا بالعديد من الدول والمجتمعات الانسانية مما خلق قناعات للعمل على مقاومته.
إن الإرهاب جريمة يجب مكافحتها عبر التحرر الوطني والكفاح من اجل حقوق الإنسان السياسية والاجتماعية والاقتصادية للشعوب والأفراد و حق تقرير المصير حيث ان المقاومة مشروعة وبشكل خاص في الدول التي تواجه احتلالا او عدوانا وبخاصة في وطننا العربي فلسطين، سورية، لبنان، اليمن، العراق، مصر، الاردن وغيرها.
فالإرهاب حلقة مغلقة يدور فيها الظالم ضد المظلوم ولا سبيل للعالم إلى الخروج منها إلا بإزالة أسباب القهر والظلم، وليس بمنع المظلومين والمقهورين والمحتلة أرضهم والذين يتعرضون للإرهاب وجرائمه من الاحتجاج والمقاومة حتى الموت.
لسنا بحاجة للتدليل على الإرهاب الصهيوني، الذي كان، ولا يزال، أحد المقومات الفكرية الأساسية للحركة الصهيونية والأسلوب الذي اتبعته الحركة الصهيونية وكيانها الغاصب لتثبت احتلالها واغتصابها لأرض فلسطين وأراض عربية أخرى في سورية ولبنان.
ولما كان الإرهاب وسيلة الحركة الصهيونية لتنفيذ مخططاتها في طرد الشعب العربي الفلسطيني وممارسة أبشع أنواع القتل ضده، كان من الطبيعي أن يطور هذا الإرهاب الصهيوني نفسه ويبتدع ما يتناسب مع المتغيرات الدولية والإقليمية ومع متطلبات كل مرحلة من المراحل مثل القتل، والحصار والبطش والاغتيال والعقوبات الجماعية والتجويع وإقامة الجدران العازلة…. الخ من أساليب. وهكذا فعلت، وتفعل الولايات المتحدة الأمريكية بإداراتها المتعاقبة، قامت فعلا بتطوير التعاون الاستراتيجي مع الكيان الصهيوني وتقديم كافة أنواع الدعم والمساندة المادية والعسكرية والاقتصادية والسياسية لهذا الكيان لإعطائه القدرة الكبرى على ممارسة القتل والتدمير والبطش والإرهاب ضد الشعب العربي الفلسطيني وتهديد أقطار الأمة العربية والإسلامية دون استثناء. وهذا ايضا ما يجري هذه الايام ضد قطاع غزة وفلسطين ولبنان، حيث تشارك الادارة الامريكية في الارهاب الصهيوني الدموي.
وهذا يؤكد على مفهوم الادارات الأمريكية والحركة الصهيونية للإرهاب، فقد اعتبرت هذه الإدارات حركات التحرر الوطني الفلسطينية والمقاومة اللبنانية وكل من يقاوم الاحتلال الصهيوني أو يدعم هذه المقاومة “إرهابيا” وعلى هذا الأساس جاء الضغط الأمريكي على سورية عبر شن حرب إعلامية وسياسية وإسناد للعصابات الإرهابية التي تقتل وتدمر وترتكب أبشع العمليات الإجرامية ضد الشعب العربي في سورية وكذلك لبنان والعراق.
الإرهاب إذن هو عمليات إجرامية متعمدة لها دوافع سياسية ضد أهداف ومؤسسات مدنية وأملاك عامة وخاصة وضد شعب امن مستقر بهدف ترويع أبنائه وسفك دماء الالاف منهم.
امام الارهاب الصهيوني والامريكي كان لا بد وان يتصدى الشعب العربي في فلسطين، سورية، لبنان وغيرها من اقطار الوطن العربي لمقاومة ارهابهما وقد انجزت المقاومة في لبنان تحرير ارض محتلة في شهر ايار عام 2000، وواجهت بقوة واقتدار العدوان الصهيوني في تموز عام 2006م، مثلما انجزت سورية انتصارات عديدة ضد الارهاب ولا تزال تقاوم الارهاب ممثلا بالعصابات الارهابية والاحتلال التركي الامريكي الصهيوني.
اما المقاومة الفلسطينية فقد انجزت انتصارات كبرى ضد العدو الصهيوني سواء اكان ذلك بصد العدوان الصهيوني ومنعه من تحقيق اهدافه، مثلما حصل في عام 2008م، 2012م، 2014م، 2021م (سيف القدس) وهذه الايام في قطاع غزة وها هي المقاومة اليوم تثبت قدرتها على مواجهة العدو والحاق به الخسائر الباهظة، مما يجعله يتجه نحو ارتكاب مجازر دموية بشعة ضد المدنيين اطفالا، نساء، شيوخا، للانتقام، لانه يفشل في تحقيق اهدافه،
ولا بد وان نتوقف ايضا امام المقاومة في العديد من المدن الفلسطينية ضد العدو وكذلك في الجولان العربي السوري وجنوب لبنان. ونؤكد على ان المقاومة ضد العدوان صهيونياً كان ام امريكياً ام عصابات ارهابية سوف تحقق الانتصار الذي سوف يؤدي الى تغييرات هامة في المنطقة وحتى في العالم اجمع.
فـــــــــؤاد دبـــــــــور
1/11/2023
كل الشكر والامتنان لسعادتكم رفيق فؤاد على رسالتكم القيمه بجزل عباراتها البينه وألق حروفها النيره
مع تحيات خادم الانسانيه الشريف ابوتركي النعيمي.