الهجوم الليلي البَرُّي العنيف للجيش الصهيوني على قطاع غَزَّة …
كَتَبَ إسماعيل النجار
الهجوم الليلي البَرُّي العنيف للجيش الصهيوني على قطاع غَزَّة ليل الجمعة السبت إستخدَمَ فيه العدو كُل طاقتهُ وإمكانياته العسكرية والتكنولوجيا بَرَّاً وبحراً وجَوَّاً ومَهَّدَ له بقطع كافة أشكال الحياة من كهرباء وماء وإتصالات وأنترنت وتم عزل القطاع عن محيطه بشكلٍ كُلِّي لكي تغيب الصورة عن العالم ويكُتَم الصوت عن ما يجري من مذابح ولكي يحمي العدو نفسه من نقل صورة الهزيمة الذي مُنِيَ بها جَرَّاء الملحمة البطولية التي خاضها المجاهدين الأبطال ضِدَّهُ على محاور شرق وشمال مدينة العزَّة والكرامة،
في التمهيد الناري الذي إستخدمهُ العدو الجبان قبل الهجوم بساعات أقلعت مئة طائرة حربية صهيوأميركية وبدأت بالقصف المجنون ودمرَت مربعات سكنية بالكامل على رؤوس قاطنيها من النساء والأطفال، فسجلت وزارة الصحة الفلسطينية سقوط حوالي ٤٠٠ شهيد خلال ساعات قليلة بالإضافه إلى بقاء المئات الآخرين تحت الأنقاض في ظِل صمتٍ وتخاذل عربي ودولي،
ففي حين يُقتَل الآلاف من الغزاويين بقصف الطائرات الأميركية والإماراتية والصهيونية وتُهدَم المباني فوق رؤوس قاطنيها واللاجئين إليها، كانَ محمد بن سلمان يمدد قدميه على طاولة أمامه ويتابع مباريات كرة القدم عبر الشاشة مبتسماً للدنيا التي زَهَت له غير آبهٍ للذين يُمزقون بقصف المدافع والطائرات ويتحولون إلى أشلاء ورُدِموا تحت رُكام الأبنية المُهدَّمَة،
لَم يَطُل الامر طويلاً حتىَ إنكشَحَ غبار المعركة وخرجت إلينا وللعالم صوَر الجنود المهاجمين القتلى كمسلخٍ من الأغنام يُطوِقهم مجموعة من رفاقهم البائسين المهزومين يحملون الرعب والخيبة من هَول ما رأوا من بأس رجال المقاومة الذين كمنوا لهم وباغتوهم بالنار،
القادة العسكريين الصهاينة راكموا الفشل تلو الآخر ونتانياهو لم يَعُد لديه شيء ليقوله لمستوطنيه المذعورين، فخرجَ إليهم الناطق العسكري بإسم كتائب القسام لينذرهم إن عاودوا الكَرَّة ويضع شروط قيادتهِ على الطاولة، إما تبييض السجون وفك الحصار وإما استمرار القتال والنار،
أيضاً الولايات المتحدة الأمريكية التي شاركت بعض وحداتها في الهجوم لَم تحمل للصهاينة أي جديد فأصبح الجميع من حُماة الصهاينة وخصوصاً واشنطن محكومين بمعادلة الردع الإيرانية إن تدخلتم علناً تدخلنا، والمقاومة في غزة في أقوىَ حالاتها،
السيد علي الخامنائي أبلغ محوَر المقاومة والعالم أجمع إن سقوط غزَّةَ ممنوع والمساس بالجغرافيا والديمغرافيا ممنوع،
بالإضافة إلى رسائل أخرىَ حملها السفير الإيراني اول من أمس في بيروت لقيادة المقاومة ضمن سلسلَة التنسيق الحاصل بينهما،
إن عملية طوفان الأقصىَ التي جَرَت في 7 أوكتوبر كشفَت الغطاء عن الكثير من الأمور التي كانت مستورة ومخبأة وأصبحت في متناول كل صغيرٍ وكبير بدأً من مستوطني الكيان الصهيوني وصولاً إلى جميع شعوب العالم،
أولاً : العملية أثبَتَت ضعف وجُبن الجيش الصهيوني،
ثانياً : هشاشة الإستخبارات العسكرية والموساد والشاباك،
ثالثاً : فقدان ثقة المستوطنين بقوَّة رَدع جيشهم،
رابعاً : ضعف الرهان على الإقتصاد الصهيوني المرتبط بالأمن إرتباطاً وثيقاً،
خامساً : ثَبَتَ أن إسرائيل لا تستطيع العيش من دون حماية أميركية،.
سادساً : وحشية العدو وتمردهِ وخروجه عن القانون الدولي،
سابعاً : كشف زيف حكام العرب وتخاذلهم وتواطئهم على الشعب الفلسطيني وقضيتهُ العادلة وعلى رأسهم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي،
ثامناً : الثبوت وباليقين بأن داعش صنيعه أميركية صهيونية بدليل تهديدها لحركة حماس وذبح مواطن يساند المقاومة في غزة، بينما غاب شيوخ الفتنة وفتوَى جهاد النكاح الذين تنادوا إلىَ ضرورة قتال (الشيعه!) جميعهم اختفَوا ضربَة واحدة بكبسة زر وغابوا عن السمع وعن الدنيا وذلكَ عندما تعلق الأمر بالتصدي لإسرائيل والدفاع عن الشعب الفلسطيني،
تاسعاً : تخاذل الازهر وعلمائهِ وترك السُنَّة لمصيرهم في غزة تحصدهم نيران العدو المجرم،
عاشراً : تخاذل السلطة الفلسطينية وعلى رأسها محمود عباس ووقوفهُ متفرجاً على جزء من شعبهِ يُذبَح،
11__ثَبَت وبالدليل القاطع صدق الشيعه وعلى رأسهم إيران في الوقوف إلى جانب إخوانهم في فلسطين قولاً وفعلاً،
12_ ثبتَ ان طريق فلسطين يمُر عبر المقاومة لا المفاوضات،
13_ ثَبَتَ انَّ حماس والجهاد وباقي الفصائل المجاهدة أثبتت نفسها أنها المدافع الصلب عن الشعب الفلسطيني وأنهم هم حركات التحرر الوطنية الفلسطينية الجَدِيَة والحقيقية،
14_ تأكيد صداقة روسيا والصين للشعب الفلسطيني من خلال وقفتهم ضد المشروع الأميركي الذي يريد إدانة حماس في مجلس الأمن،
15_ صمت رأس الكنيسة الكاثوليكية أزاء ما يجري وما جرى من قصف وتدمير لمستشفى المعمداني وكنيسة المعمدانية المسيحية،
16_فقدان أثر بطريَرك أنطاكيا وسائر المشرق للموارنة البطرَك الراعي فالرحاء مَن يعرف عنه شيئاً او يسمع حِسَهُ يبلغه سلام 2550 طفل شهيد في غزة و1400 إمرأة عدا الذين لا زالوا تحت الركام جميعهم يريدون سماع صوتهِ لعلهُ يؤنسهم،
إذنَّ 7 أكتوبر يومٌ مجيد سجَلَ في عمق التاريخ أن أُمَّةً ناضلَت من أجل قضيتها العادلة فنصرها الله ومدها بجنودٍ من عنده،
ونستند إلى قول الرَسُولُ الأكرم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ إذ قال : ( لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ لَعَدُوِّهِمْ قَاهِرِينَ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ إِلَّا مَا أَصَابَهُمْ مِنْ لَأْوَاءَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَيْنَ هُمْ قَالَ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ،
فلسطين تنتصر
بيروت في….
29/10/2023