مقالات

من ذاكرة الصحافة السورية .

كتب /سعيد فارس السعيد :

كانت حرية الصحافة السورية من اولويات اعمال وواجبات واهتمامات السلطة السياسية وعلى السلطات التنفيذية ان تتابع
رقابة الصحافة ووسائل الاعلام وان تهتم بممارسة وسائل الاعلام للنقد البناء وتحث وتؤكد السلطات السياسية للسلطات التنفيذية بان عمل ونقد ورقابة وسائل الاعلام هو بحرية كاملة ولارقابة على وسائل الاعلام الا رقابة الضمير .

ففي تسعينيات القرن الماضي ، كان بوسط مستديرة تقاطع الطرق مقابل حديقة حي السبيل تمثال للشاعر الكبير
ابي فراس الحمداني .
وهو متكئ على سيفه ..
تمثال تحيط به الورود وشلالات المياه والاضاءات الملونة الجميلة والساحرة ..

في يوم من الايام فوجئنا بأن سيف هذا الشاعر قد تم كسره نتيجة حادث سيارة كانت مسرعة فارتطمت بالتمثال فكسرت السيف ..
ومضى على ذلك عدة اسابيع ولم يتم اصلاح السيف وترميم التمثال ..

وكان آنذاك رئيس مجلس مدينة حلب المهندس ناجي عطري ورئيس الدائرة الفنية بالبلدية المهندس فاروق حلاق .

ومحافظ حلب الاستاذ محمد نور موالدي رحمه الله
فكتب مقالة بالصفحة الثانية بجريدة الجماهير بحلب

بزاوية
نافذة للمحرر

بعنوان

( التطنيش يلزمه التفتيش..) .

وتحدثت بالمقال عن ضرورة الاسراع بترميم واصلاح السيف و التمثال ..
وتساءلت لماذا هذا الاهمال والتطنيش ..

وكان لتلك الزاوية تأثيرا كبيرا جدا بأوساط الرأي العام المحلي بحلب عن حرية وجرأة وواقعية الصحافة.

ولم تمض ايام قليلة الا واسرع مجلس مدينة حلب بإصلاح وترميم التمثال .

ووجه السيد محافظ حلب آنذاك الاستاذ محمد نور موالدي بطاقة شكر وتقدير وثناء لي ولصحيفة الجماهير على اهتمامنا ومتابعاتنا الموضوعية للقضايا الخدمية في مدينة حلب .

وقمنا بنفس الزاوية بنشر الرد الذي جاءنا من مجلس مدينة حلب بان البلدية واستجابة لما تم نشره اسرع مجلس المدينة بترميم واصلاح التمثال وايضا قمنا بنشر بطاقة الشكر والتقدير والثناء التي وجهها لنا السيد محافظ حلب آنذاك .
فهل اليوم حال صحافتنا ومؤسساتنا العامة ومسؤولينا مثل الأمس ؟؟

نرجو ونأمل ذلك .
في حين بأن الجميع يعرف ويدرك جيدا بأن الصحافة الإلكترونية باتت تؤثر بالرأي العام وتكاد ان تصنع اتجاهات الرأي العام ..

اليوم معظم المسؤولين في سورية لديهم حسابات بالفيس بوك ولكن بغير اسمائهم ولايهتمون بالرد على الصحافة ..

ويدعون بأن ليس لهم حسابات على الفيس بوك وكانهم يقولون بأن كل ماتقوله الصحافة الإلكترونية غير مهم ولا يعنيهم ..

لماذا

لانعرف ..

فهل هي عقلية التطنيش المتعمدة والمقصودة …؟؟

ام لعدم وجود قوانين واضحة تلزمهم بالرد على مايتم طرحه بوسائل التواصل الاجتماعي وعلى المواقع والصحف الإلكترونية .؟؟


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى